خالد صلاح يكتب: الميراث الشيعى وحروب الحقد المقدس.. هناك من يدفع ملايين الدولارات لاستغلال المذهبية فى أغراض سياسية وعسكرية.. إسقاط الدول السنية يحتل الأولوية فى غزوات إيران الثقافية للعالم العربى

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح
صور روحانى
حسن روحانى

 

ما هذا الحجم الهائل من فيديوهات الدعوة للتشيع والتشكيك فى مذهب أهل السنة والجماعة على يوتيوب وسائر شبكات التواصل الاجتماعى؟
 

لست من دعاة الصراع المذهبى، ولن أكون، لكن أخشى أن هناك من يدفع ملايين الدولارات لاستغلال المذهبية فى أغراض سياسية وعسكرية معلنة وغير معلنة، فكلما يممت وجهى فى شبكة المعلومات تفاجئنى فيديوهات التشيع وأفلام التشيع ودراما التشيع إلى الحد الذى لا يمكن معه إخفاء وجود حالة «تبشيرية شيعية» منظمة تقف وراءها دول وأجهزة ومنظمات دولية تدفع أموالاً طائلة فى الإنتاج والتوزيع والتسويق الإلكترونى، مستهدفة المجتمعات السنية بضراوة.

والمؤلم هنا أن هذا المنتج الدرامى والإعلامى يستدعى كل الميراث الشيعى مرة واحدة، ولا يبدأ التبشير الشيعى من كربلاء فقط، لكن يمتد أحياناً إلى اجتماع السقيفة بعد رحيل النبى محمد صلوات الله عليه ثم موقعة الجمل ثم إلى الكوفة واستشهاد الإمام على بن أبى طالب، رضى الله عنه، ثم ما جرى فى كربلاء وما بعدها فى قصر يزيد ين معاوية.

هذا الطوفان لا يقف عند حدود استدعاء الميراث الشيعى وكفى، لكن صناع هذا المحتوى التبشيرى الشيعى يرفقون ذلك بإسقاطات سياسية مباشرة على الواقع العربى والإسلامى اليوم، وكأن المجتمعات السنية المعاصرة هى التى شاركت فى قتل الإمام الحسين، رضى الله عنه، أو كأن الحكومات السنية أرسلت برقيات تأييد ليزيد بن معاوية بعد أن تلطخت يداه بدماء سيد شباب أهل الجنة.

استدعاء الميراث الشيعى يمثل خطرا فى ذاته، لأنه يعزز المذهبية فى العالم الإسلامى، لكن الأخطر هو فى تجلياته السياسية والعسكرية وتوظيفه لخدمة الأحلام الإيرانية فى الشرق الأوسط، حزب الله فى لبنان لم يعد يقاوم إسرائيل، لكنه ينتقم من يزيد بن معاوية بافتعال أزمات فى العالم العربى انتقاماً من «السنة» الذين تحالفوا مع الأمويين، هكذا تصل الدراما الشيعية فى إسقاطاتها السياسية، وهكذا يخرج رواة التاريخ الشيعى ليجعلوا من كربلاء حالة أبدية لا تنتهى، بدلاً من أن يتعاملوا مع هذه الحرب باعتبارها درساً تاريخياً نتعلم منه ألا ننجرف إلى الصراع وألا تشق عصا المسلمين حرباً على السلطة.

المجتمع السنى لا ينظر إلى التاريخ بهذه التصورات المخيفة، وعلماء أهل السنة لا يورطون شعوبهم فى هذه الأحقاد التاريخية، وإعلام البلدان السنية لا يستدعى الماضى بدمائه، لكنه يتطلع إلى استشراف المستقبل بآفاقه المدنية والتنموية.
 

إيران مسؤولة هنا عن هذا الاستثمار فى المذهبية، ولن تنفعها هذه الأموال فى خططها الانتقامية وحملات الكراهية، إيران وحزب الله من ورائها جعلا من أهل السنة الأبرياء عدوا وتنازلوا عن عداوة إسرائيل، الانتقام لدماء الحسين بنشر المذهب الشيعى، والانتقام من العرب السنة بأن تكون الإمبراطورية الجديدة عاصمتها «قم» فى إيران، لم يعد الأقصى فى دائرة الحلم أو بين أهداف المقاومة، لكن إسقاط الدول السنية احتل الأولوية فى غزوات إيران الثقافية للعالم العربى.

لا أدعو هنا لمقاومة المذهبية «الشيعية» بإنتاج مضاد «سنى»، لكننى أدعو إيران وحزب الله لأن ينفقا هذه الأموال الدعائية والعسكرية على فقراء المسلمين بدلاً من إنفاقها على حملات الكراهية المذهبية والحقد المقدس.

 الكراهية لا تبنى أمما عادلة

والحقد سم يتجرعه أصحابه فقط

 

اية-الله-على-خامنئى-صور -فرنسية
اية الله على خامنئى

 

صور حسن-نصر-الله-فرنسية
حسن نصر الله

 

صفحة-16


 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

السعودية ضد الأردن.. تعادل سلبي في الشوط الأول بنصف نهائي كأس العرب 2025

القبض على نيك راينر بتهمة قتل والده المخرج روب راينر ووالدته ميشيل سينجر

الأهلى يرحب برحيل شوبير حال تلقيه عروضا مغرية للاحتراف الخارجى فى يناير

اليوم السابع يطلق أكبر بوابة لتغطية كأس أمم أفريقيا 2025


الإدارية العليا تقضي برفض 27 طعنا على نتائج 19 دائرة ملغاة بانتخابات النواب

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

منتخب المغرب يكتسح الإمارات بثلاثية ويتأهل الى نهائى كأس العرب 2025

الأرصاد: استمرار سقوط الأمطار حتى غد وتوقعات بشبورة كثيفة نهاية الأسبوع

أحمد السقا عن فيلم الست: منى زكى عظيمة ومحدش يجرؤ يجى جنبها.. فيديو


المنتخب يسافر إلى المغرب مساء الأربعاء للمشاركة فى كأس الأمم الإفريقية

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

غياب عادل إمام عن جنازة شقيقته بمسجد الشرطة وحضور أحمد السعدنى

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

العثور على جثتى المخرج روب راينر وزوجته وفتح تحقيق جنائى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى