الداعية أحمد المالكى يكتب: القدس ويقظة الانتماء.. معركة أمتنا العربية الكبرى تدور حول هويتها متمثلةً قضية القدس ..المدينة عربية منذ بدء التاريخ.. ولا بد من استنفار كافة الإمكانات لانتزاع جذور التغريب والإفساد

القدس
القدس

إن الناظر بحق وعمق فى واقع الأمة ليدرك مدى الضعف الذى دب فيها منذ سنين عددًا، وتغيير هذا الواقع ليس بالأمر السهل اللين كما يظن البعض، بل يحتاج لبذل جهد، وتضافر جهود، وصدق يقين يحدونا الأمل والاعتقاد فى الله لبلوغ أهدافنا، وإذا أصابنا اليأس فإننا سنصبح جزءًا لا يتجزأ من مشكلات أمتنا... لكن ومع ذلك ينبغى أن نكون على وعي تام أن التفاؤل المطلق من غير الأخذ بأسباب التقدم والرقى، يجعل مصيرنا إلى الذوبان فى الأمم المتغلبة.

ونحن الآن أمام نضال حقيقى لإثبات وجودنا فى هذه الحياة، ومواجهة التحديات والعقبات والأزمات التى نعانيها والتغلب عليها.

 

وأول هذا النضال، توعية الأجيال بأهم قضايا الأمتين العربية والإسلامية «قضية القدس»، حتى لا تندثر عبر مجاهل النسيان.

 

ومما لا شك فيه أن النسيان نعمة كبرى من نعم الله على الأفراد، لأنه يخفف من وقع المصائب على الفرد، بل ويعيد حياته إلى سيرته الأولى، لكن النسيان للأمم آفة كبرى من آفاتها، وثمة فرق بين النسيانين، فإن الأمم إذا نسيت تاريخها وقضاياها فلن تقدر على النهوض من كبوتها إلا بالعودة إليه مرةً ثانية، فمن ليس له ماض لن يكون له حاضر أو مستقبل.

 

ومعركة أمتنا العربية الكبرى الآن تدور حول هويتها متمثلةً فى قضيتها الكبرى والأساسية وهى قضية القدس.

 

فالقدس مدينة عربية منذ بدء التاريخ إلى يوم الناس هذا، وستبقى عربية، بإذن الله، ما دام فينا عرق ينبض، ولا يمارى فى ذلك إلا من ليس له أدنى معرفة بتاريخ هذه القضية، وحتى يتم الحفاظ على هذه الهوية، فلابد من معرفة تاريخ القضية، ومعرفة طبيعتها ومؤشرات الضعف والقوة التى مرت بها وفق وضوح فى الرؤية وفكر سليم قادر على رؤية أسبابها وجذورها، وتناقضاتها الداخلية، وعلاقتها مع الأطر والقواعد الخارجية، ومقاومة وصد التغريب والغزو الفكرى الذى ينحو إلى السرية وسلوك المسارب الخفية.

فالقدس الشريف كانت ومازالت مقصد الناس منذ زمن بعيد، لأن المسجد الأقصى أسس فى الزمن الذى أسس فيه البيت العتيق بمكة.

 

والقدس لها أسماء كثيرة، وقديمًا قالوا: إن كثرة الأسماء تدل على علو مكانة المسمى، حتى قال ابن حجر، رحمه الله: «ولبيت المقدس عدة أسماء تقرب من العشرين». فتح البارى «4/64»

 

وأقدم أسمائها: إيبوس، نسبة إلى « اليبوسيين» العرب، وهم من بطون العرب الأوائل، ويعتبر اليبوسيون السكان الأصليين للقدس، فهم أول من سكنها حينما نزحوا إليها مع من نزح من القبائل العربية الكنعانية حوالى سنة «2500 ق.م».

 

ومن أسمائها: مدينة السلام «أور- سالم»، وقد وضعه لها «الكنعانيون» العرب، والاسم منسوب إلى «سالم أو شالم»، وهو إله السلام عند الكنعانيين، وظل هذا الاسم يحرف حتى ورد بلفظ «أورشاليم».

 

وظلت هذه المدينة بأيدى اليبوسيين والكنعانيين حتى نبى الله داود عليه السلام «1409ق.م»، فأطلق عليها اسم «مدينة داود»، واتخذها عاصمة له، ثم آلت من بعده لابنه الملك سليمان، وازدهرت فى عهده ازدهارًا معماريًا كبيرًا، وفى هذه الحقبة سادت الديانة اليهودية فى المدينة.

 

ومن أسمائها: إيلياء، نسبة إلى جد الإمبراطور الرومانى «هادريانوس» الذى قام بتدمير القدس تدميرًا شاملاً، حيث أقام مكانها مستعمرة رومانية سماها «إيليا كابتولينا» سنة «135م»، وظلت تعرف القدس بـ«إيليا» فى العصر البيزنطى «330-636م»، ذلك العصر الذى اعترف فيه بالديانة المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية البيزنطية، عندما اعتنقها الإمبراطور «قسطنطين»، وفى عهده قامت أمه الملكة «هيلانة» ببناء كنيسة القيامة سنة 335 م، وبقى الاسم «إيلياء» حتى عهد عمر بن الخطاب، رضى الله عنه.

 

ومن أسمائها: بيت المقدس، والقدس، قال ناصر خسرو: «وفى الخامس من رمضان سنة «43هـ/ 16 مارس 1047م» بلغنا بيت المقدس، وكان قد مضى على خروجنا من بلدنا سنة شمسية، وطوال رحلتنا لم نقر فى مكان قط ولا وجدنا راحةً كاملةً، وأهل الشام وأطرافها يسمون بيت المقدس «القدس». سفر نامه، ص55.

 

هذه بعض أسماء المدينة المقدسة، لكن ما نريد أن نؤكد عليه أن أول طريق المحافظة على الهوية هو يقظة الانتماء، وأن الأمة التى تنطلق من خلال تاريخها أيًا كان هذا التاريخ أقدر على الثبات والمواجهة.

 

فلا بد من استنفار كافة الإمكانات لانتزاع جذور التغريب والإفساد، والعمل على بناء جيل قادر على تحمل المسؤولية، وأن يكون عنده يقظة الانتماء، وهذا هو التحدى الأكبر، والعدة الحقيقية لمواجهة الاحتلال الصهيونى، لاستعادة الهوية.

يتبع..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اعرف حقوقك وواجباتك في العملية الانتخابية كما نص عليها الدستور

أجمل الشواطئ تقع على البحر المفتوح غربى مدينة مرسى مطروح.. شواطئ الكورنيش الجديد والأُبَيض وأم الرَخَم وعجيبة الأكثر بكارة وهدوء.. تتميز بالمياه النقية والرمال البيضاء والخصوصية وعدم الزحام.. صور

صدمة للبايرن.. تقارير تكشف مدة غياب موسيالا بعد إصابته الخطيرة

ريال مدريد يهزم دورتموند ويواجه باريس في نصف نهائي مونديال الأندية.. فيديو

فرص عمل للصيادلة بمرتبات شهرية تصل إلى 9400 جنيه.. تفاصيل


كومباني بعد خسارة البايرن أمام سان جيرمان وإصابة موسيالا: ما حدث مؤلم

التحقيقات: المتهم بقتل مسنة فى الجيزة استغل تواجدها بمفردها لتنفيذ جريمته

وزيرا التضامن والعمل يقرران صرف 300 ألف جنيه لأسرة كل متوفى بحادث الدائرى الإقليمى

فرص عمل بمشروع محطة الضبعة النووية بمرتبات تصل إلى 11 ألف جنيه

تحذير عاجل من الأرصاد الجوية لهذه المحافظات خلال الـ48 ساعة المقبلة


ضبط سائق ملاكى صدم فتاة بمدينة 6 أكتوبر

وزارة التعليم: ورقة مفاهيم امتحان الإحصاء للثانوية داخل كراسة الأسئلة

موعد مباراة الريال ضد دورتموند فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

موعد مباراة بي اس جي ضد البايرن فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

تطورات جديدة فى صفقة الأهلي مع شكري وانتقال ثلاثى الأحمر إلى سيراميكا

الأحزاب على خط النار مع فتح الترشح لـ«الشيوخ».. والقائمة الوطنية لا تمنع اشتعال المنافسة على الفردى..مستقبل وطن فى انعقاد دائم والجبهة الوطنية: 10 مرشحين على الفردى.. المؤتمر يخوض بـ25 وتحالف الأحزاب بـ100 مرشح

"لا أحد يحبني".. صرخة لانا الشريف بعد إصابتها بـ"البهاق" بسبب الاحتلال.. وجهها البرئ تحول لجلد وشعر أبيض.. والدتها: تتعرض للتنمر وتعيش خوف وتعب دائم بسبب حالتها النفسية السيئة وأتمنى عودة وجهها الجميل.. صور

انهيار زوجة جوتا ورفاقه فى ليفربول أثناء تشييع جنازة الأخوين فى البرتغال.. صور

أمن الجيزة يكشف غموض العثور على جثة فتاة في أبو النمرس

ارتفاع عدد المتوفين لـ9 وإصابة 11 آخرين بتصادم سيارتين ميكروباص بـ"الإقليمى"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى