قرأت لك.. الحرب العالمية الأولى فى الشرق الأوسط.. كواليس سقوط القدس

غلاف الكتاب

كتب أحمد إبراهيم الشريف

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 07:00 ص

فى كتاب "الحرب العالمية الأولى فى الشرق الأوسط" تأليف كريستيان كوتس أولريخسن ترجمة طارق عليان، والذى صدر عن دار النشر ''هرست'' وشركاه فى لندن المملكة المتحدة، بينما صدرت ترجمته ضمن مطبوعات مجلة "العربية" الكثير عن كواليس الحرب، وما أجدثته من تغيرات سياسية فى منطقة الشرق خاصة ما أصاب القدس.

والكتاب جديد فى موضوعه لأنه نادرا ما تحظى هذه المنطقة باهتمام المتخصصين فى الغرب، خصوصا من النواحى الاستراتيجية والعسكرية، وكذلك الإحاطة بالأوضاع التى كانت سائدة فيها خلال فترة تاريخية مفصلية.

واستطاع الكتاب أن يسلط الأضواء على جبهات القتال الملتهبة التى خيمت عليها الشراسة، وعلى المعارك التى اتصفت بالوحشية وبالمواجهات الضارية التى كانت مماثلة لما شهدته جبهات القتال فى القارة الأوروبية، وكان قد جرى بالرغم من افتقار الشرق الأوسط حينذاك إلى أبسط المرتكزات الأساسية لمتانة البنى التحتية المتمثلة بطرقات غير معبدة وخطوط لقطارات حديدية لعبت دورا سلبيا فى توثيق حركة التواصل بين المناطق البرية وحدت من سرعة التنقل، وفقا لخط نارى امتد من غاليبولى ومر فى غزة وانتهى فى أسفل دجلة فى العراق.

يأتى الكتاب فى ثلاثة أبواب، الباب الأول يتناول الخلفية التاريخية والسياقات التى تسببت فى الحرب العالمية الأولى، بينما الباب الثانى يتناول بالدراسة الحملات التى جردت أثناء الحرب فى عموم المنطقة، وفى الفصل الخامس من هذا الباب يصحبنا الكتاب فى رحلة إلى مصر وشبه جزيرة سيناء وفلسطين، فقد كانت الأهمية الاستراتيجية التى تتمتع بها قناة السويس لخطوط الإمداد الإمبراطورية البريطانية تتطلب إضفاء الطابع الرسمى على الاحتلال البريطانى بحكم الواقع لمصر الذى بدأ منذ عام 1882، وبعد ذلك صدت القوات البريطانية والهندية هجوما عثمانيا مفاجئا مبكرا ضد القناة قبل أن تتقدم لتأمين السيطرة على شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى الصحراء الغربية الواقعة على امتداد الحدود مع ليبيا.

وبتأمين السيطرة على مصر بحلول منتصف عام 1916 زحف القادة البريطانيون نحو فلسطين العثمانية، حيث منوا هناك بنكستين عسكريتين كبيرتين عند غزة فى عام 1917، قبل أن يخترقوا دفاعات الدولة العثمانية ويستولوا على القدس فى شهر ديسمبر. ثم توجهت العمليات العسكرية التى تلت ذلك فى الشهور الأخيرة من الحرب باحتلال بريطانيا لسوريا، وهو ما ما بث بذور الصراع البريطانى الفرنسى العربى الثلاثى على السيطرة. بينما يتناول الباب الثالث أهم المواضيع والخلافات التى انطوت عليها تجربة زمن الحرب فى الشرق الأوسط.