خالد صلاح يكتب: زوجة فى سن الخامسة عشرة.. المأذون طرف أخير فى معادلة زواج الفتيات دون سن الثامنة عشرة.. المجتمع بكامله فى دائرة الجرم.. والقصور فى عقول تعتقد أننا نستطيع وقف هذا الظلم بمجرد إصدار قانون

خالد صلاح
خالد صلاح

زواج القاصرات (2)

هل تصدق أن مأذون زواج القاصرات هو المجرم الوحيد فى هذه القضية؟

• المأذون طرف أخير فى معادلة زواج الفتيات دون سن الثامنة عشرة فى مصر، المأذون طرف فى توثيق الجريمة، لكن الجريمة قائمة من قبل ذلك كثيرًا، الجريمة من الوالدين والعائلة ورجال العائلة وشيخ الجامع الذى لايزال يعتقد أن السيدة عائشة تزوجت النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، وهى دون التاسعة من عمرها، والجريمة فى المدرسة، والجريمة فى الإعلام، والجريمة فى عقول تعتقد أننا نستطيع حماية القاصرات من هذا الظلم بمجرد إصدار قانون، وأن المفاهيم الإجرامية السائدة بحق الفتيات لا تحتاج إلى وعى أو تدريب أو حملات إعلامية منظمة.
 
• اسمع هذه القصة: لقد صادفتنى امرأة بسيطة عند بوابة مدينة الإنتاج الإعلامى كانت تسعى للبحث عن عمل لزوج ابنتها، وقصدتنى فى مساعدتها لتوظيفه فى المدينة أو فى الصحيفة أو لدى أى من الأصدقاء الذين تتوسم أننى قد أستطيع الوصول إليهم، سألتها عن تعليم هذا الشاب، فصدمتنى بأنه لايزال يدرس فى مدرسة صناعية، وأن عمره سبعة عشر عاما، وأن ابنتها عمرها خمسة عشر عاما وتعمل فى شركة نظافة بأحد المولات الكبيرة فى مدينة السادس من أكتوبر.
 
وعندما لاحظت هذه الأم صدمتى فى عمرىْ الزوجين، وسؤالى حول سبب زواج البنت فى هذه السن المبكرة لطالب دون السابعة عشرة، وكيف وثقت هذا الزواج، أجابت بكل ثقة واطمئنان: «إحنا ما بنعملش حاجة تغضب ربنا، ده جواز والستر أهم حاجة، وسيدنا النبى، عليه الصلاة والسلام، اتجوز السيدة عائشة وعندها تسع سنين.. وبعدين يا أستاذ هو أنا هفضل شايلة همها ومصاريفها لحد امتى؟».
 
• نسيت الأم هنا أنها لاتزال تحمل هموم ابنتها بالبحث عن عمل لزوجها التلميذ فى المدرسة، وأن ابنتها الصغيرة ليست سوى عاملة نظافة فى أحد المولات.
 
• سألتها: وكيف وثق المأذون الزواج؟ قالت ببساطة: «احنا كتبنا ورقة ولما تكبر ربنا يحلها»، سألت مرة أخرى: وهتعملى إيه يا حاجة لو بنتك أنجبت طفلا، كيف تصدرين شهادة ميلاد؟ فأجابت بنفس البساطة: «أبو جوز بنتى ليه سكك مع بتوع الصحة».
 
• كل الردود حاضرة، وكل «السكك» مفتوحة، وكل المبررات الدينية والاقتصادية قائمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
• بعد كل ذلك، هل تؤمن بأن المأذون فقط هو بطل جريمة زواج القاصرات؟!
 
 المجتمع بكامله فى دائرة الجرم.
 
زواج القاصرات (1)
 
زواج القاصرات (1)
 
اليوم-السابع
 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الدعوات الرسمية للملوك والرؤساء لحضور افتتاح المتحف الكبير خلال 24 ساعة

هاري كين يُخلد أولى بطولاته في متحف بايرن ميونخ .. صور

أغلى من الصفقات.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك (صورة)

إحالة أوراق متهم ادعى النبوة وقتل مدرسا إلى المفتى

وزارة الرياضة: وصول الرياضيين من ليببا خلال ساعات إلى مطار القاهرة


موعد مباراة منتخب الشباب والمغرب في نصف نهائي أمم أفريقيا تحت 20 سنة

إحالة أوراق شقيقين للمفتى بتهمة تسديد 6 طعنات لسائق توك توك وإلقائه حيا بالترعة

البحوث الفلكية: الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال أمس في "اضمحلال" مستمر

إمام عاشور يتصدر بوستر كأس العالم للأندية قبل شهر من انطلاق البطولة

وزارة الصحة: انتهاء تنفيذ 20 مستشفى بـ11 محافظة بنهاية العام المالى الجارى


تميم وترامب: اتفاقيات تاريخية ترفع العلاقات القطرية الأمريكية لأعلى المستويات

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

رسالة عاجلة من وزارة الخارجية للمصريين المقيمين في ليبيا

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

الإدارية العليا تؤيد قرار التعليم بتدريس مواد الهوية القومية بالمدارس الأجنبية

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

أزمة مباراة القمة.. لجنة التظلمات تحسم غدا قرارها بشأن لقاء الأهلى والزمالك

التعليم: الوزارة تعتزم إدخال مبادئ البرمجة فى المناهج لمواكبة التطورات

مواعيد مباريات اليوم.. الريال ضد مايوركا وميلان أمام بولونيا بنهائي كأس إيطاليا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى