مصطفى إبراهيم يكتب : هوية المرأة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

المرأة .. ذلك الكائن الإنسانى والمخلوق الجميل الذى كرمه الله ورفع من شأنه .. فأوجد فيه أكثر من صفة .. فهى الأم والأخت والزوجة والابنة والعمة والخالة .. هى العاطفة الرقيقة والحنان .. هى أم البشر .. هى صانعة الرجال، والحياة كلها لا تستقيم إلا بوجودها وبمشاركتها الفعالة فى بناء المجتمع جنبا إلى جنب مع الرجل ككيان إنسانى مستقل غير تابع .. ونهى الخالق إهانتها أو الحط من قدرها .

وعلى الرغم من التكريم الربانى للمرأة إلا أن الموروثات الثقافية قد ظلمتها على مر العصور حيث وضعت المرأة فى حيز الجسد ومقاييسه ومفاتنه فى جميع دول العالم وخاصة دول الغرب التى جعلت من المرأة مجرد جسد جميل يجب الاستمتاع به .. وما يدعيه الغرب من مساواة الرجل بالمرأة مجرد وهم وقوانين لا علاقة لها بما فى عقولهم .. فالمرأة عندهم للمتعة !.. وخير دليل على ذلك الإرث الكبير من التماثيل واللوحات للمرأة العارية التى تمتلئ بها متاحف فرنسا والمتاحف المفتوحة فى روما !.. وحتى فى مجتمعاتنا العربية لم تسلم المرأة من العادات والتقاليد والموروثات العقيمة الظالمة لإنسانيتها .. فالنظر إليها محصور أيضا فى جسدها بما يخالف شرع الله الذى فردها بالتكريم !

ومازالت تتعرض المرأة فى وقتنا الحاضر إلى الظلم والجور على إنسانيتها .. فالنظرة إليها مازالت محصورة فى جسدها دون النظر إلى عقلها كعنصر يمثل نصف المجتمع .. فالثقافة السائدة تعتبر المرأة مجرد مقايييس جسدية حسب نظرة الرجل ورغباته دون الشعور بنظرتها إلى نفسها !

إن معظم الفنون فى العصر الحالى امتدادا للعصور القديمة .. فالعنصر النسائى فى الأعمال الفنية أغلبه عنصر جذب للإغواء متمثلا فى الرسومات التى تكشف جسدها .. وما أكثر الفنون التى تجعل من المرأة عنصر جسدى مبهر يجذب المشاهدين سواء بالملابس العارية أو الضيقة التى تكشف مفاتنها أو بالرقص فى بعض الأعمال الفنية بملابس عارية لإظهار المناطق المثيرة فى جسدها لإثارة الرجل وإغواءه .. والأغانى والإعلانات المصورة لا تخلو من المرأة الجسد !.. وحتى فى الروايات والقصص تمثل المرأة العنصر الإغوائى حيث يذهب الخيال المريض للكتاب إلى وصف المرأة جسديا بأدق التفاصيل كأنها منبع الغواية !.. هذا إلى جانب عروض الأزياء التى تعتمد فى المقام الأول على محاسن المرأة !

 

وحقيقة الأمر أن هوية المرأة تقع على عاتق المرأة نفسها .!. حيث إنها تؤكد ثقافة الجسد والنظرة الموجهة إليها .. فالكثير من النساء ينحصر اهتمامهن الأكبر بالمظهر فى الثياب العارية والضيقة أو الملفتة للنظر , والبهرجة فى الزينة خارج بيوتهن !.. فقد تناسوا أن التشريع الربانى منصف وعادل ومنطقى .. فقد أمرهم الله بالملابس المتحشمة تكريما وصونا وعفافا لهن .. فالخالق سبحانه أراد لهن السترة والخير بالمحافظة على كرامتهن وحمياتهن من نظرات الشهوات والفتن ، وليس السترة فى الملبس فحسب ، بل السترة أيضا فى العفاف الداخلى أيضا .. فكيف لامرأة أن تقبل النظر إليها كجسد بالتفنن والمبالغة فى إظهار مفاتنها ، والهوس فى عمليات التجميل ، وبعدها تشتكى من ملاحقة الرجال لها والتحرش بها !.. فسترة الجسد تقلل الفتن والكوارث الاجتماعية !

ليس مطلوبا من المرأة أن تخلع ثوب الأنوثة أو أن تهمل فى نفسها .. لكن يجب أن يكون فى إطار ما حدده الله .. فالمرأة باستطاعتها أن تفرض نفسها على المجتمع باحترام أنوثتها وطبيعتها كأم وزوجة لها عقل وثقافة ووعى , ودور فعال فى المجتمع كإنسانة كى تستعيد هويتها !

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فضيحة.. رويترز تكشف عن صورة مغلوطة واجه ترامب بها رئيس جنوب أفريقيا

الزمالك يجهز الرد على المحكمة الرياضية بعدم تطبيق اللوائح فى أزمة مباراة القمة

جوارديولا: مواجهة فولهام معقدة.. وهدفنا حسم التأهل الأوروبى

زوجة مسلم تنفى شائعات طلاقهما بعد ساعات من الزواج: عمرى ما هتخلى عنه

مجازر غزة مستمرة.. عناصر تأمين المساعدات بقوائم الشهداء.. تقارير أممية: شاحنات الإغاثة لا تكفى لوقف المجاعة.. و160 ألف نازح بسبب العدوان.. بدر عبد العاطى يناقش فى فرنسا تداعيات الأزمة الإنسانية بالقطاع


الأهلي يجهّز ملف شامل للرد على شكوى بيراميدز بالمحكمة الرياضية.. التفاصيل

محمد صلاح يعلق على فوزه بجائزة لاعب الموسم في إنجلترا: شرف عظيم

قبل مشاركة مصر فى نسخة قطر 2025.. كل ما تريد معرفته عن تاريخ كأس العرب

جريمة مروعة فى مدرسة ألمانية.. طفل يطعن زميله ويفر هاربا

فيفا يحظر الانتقالات الجسرية.. وقرار جديد يمس إعارات مونديال الأندية


17 يوما تفصل المتهم فى قضية الطفل ياسين عن فرصة النجاة من المؤبد

غرة ذى الحجة وأول أيام عيد الأضحى.. جمعية الإمارات للفلك تكشف

كمين البيت الأبيض.. كيف حاول ترامب إحراج أنصار غزة بالأكاذيب والتضليل

نهائى دورى الأبطال.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز والقناة الناقلة

عميد "هندسة المنصورة الجديدة": طلابنا صنعوا أول درون مصرية 100%

انفلونزا الطيور تضرب اقتصاد البرازيل.. عشرات الدول توقف شراء الدواجن

رئيس قسم الزلازل يكشف سبب هزات كريت الأخيرة وحقيقة حدوث تسونامى

يارا تامر زوجة مسلم بعد جدل انفصالهما: ربنا يبعد عننا العين والناس الحقودة

مصرع 4 عناصر جنائية شديدة الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

الأهلي يخوض مباراة ودية اليوم استعداداً لمواجهة حسم الدوري أمام فاركو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى