خطاب لـ«عز الدين شكرى».. هل نعدم «إرهابى» كنيسة حلوان ولا ده «أسير»؟!

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم: دندراوى الهوارى
نكبة مصر الحقيقية فى نخبتها المتصدرة للمشهد، والسبب يعود إلى نظام مبارك وما حدث فيه من بطش وتنكيل أمنى، وتجريف صارخ للعقول، ما أدى إلى فرار كل العلماء لخارج البلاد، وانسحاب الشرفاء من المشهد، والنأى بأنفسهم من محاولة التنكيل بهم، ما أدى إلى خلو الساحة فظهر «نبت شيطانى» يتمثل فى تغلل جماعة الإخوان الإرهابية، ودراويشهم وأتباعهم، وأيضا معارضة مهترئة تبحث عن مصالحها الشخصية والبقاء فى دائرة الأضواء!!
 
هذه النخب، كوكتيل عجيب ضم شخصيات عامة وحزبيين ونقابيين وإعلاميين وكتاب، يتلونون بلون الطيف السياسى المسيطر، ولا يحرك لهم ساكنا إلا من أجل مصالحهم الشخصية، متدثرين بشعارات مزيفة، كشفته أحداث ما بعد سرطان يناير 2011 وإذا استخلصنا ميزة واحدة فقط من سرطان يناير، لن نجد سوى أنها أسقطت أقنعة لا تعد ولا تحصى عن وجوه تعيش بيننا دون أن نعلم حقيقتهم، وكنا نكن لهم كل احترام وتقدير، ثم تبين أنهم إرهابيون وفوضويون وخونة!
 
وبعد سنوات طويلة من جرائم الجماعات الإرهابية، التى أحرقت ودمرت وفجرت واغتالت خيرة شباب مصر، وبعد مداولات 4 سنوات بين أروقة المحاكم لنظر قضية المتهمين، قررت أخيرا المحكمة توقيع عقوبة الإعدام للقتلة، وعقب تنفيذ قرار الإعدام فوجئنا بأعضاء الجماعات والحركات الفوضوية ودراويشهم يعيدون نشر مقال للدكتور عز الدين شكرى فشير، كتبه فى جريدة المصرى اليوم، يوم 20 يونيه 2017 أى ما يتجاوز 6 أشهر، تحت عنوان «خطاب إلى الرئيس: نحن لا نقتل الأسرى»، معتبرا أن الإرهابى المجرم «أسير»!!
 
ولمن لا يعرف الكاتب عز الدين شكرى فشير، فإنه يعمل أستاذ زائر بقسم العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، وكاتب له 6 روايات فى الأسواق، أبرزها رواية «باب الخروج» والتى اعتبرها نشطاء يناير «كتالوج الثورة»، وملهمتها، وكان المقرب من محمد البرادعى، وأظهرت التسريبات الهاتفية، دوره المؤجج لإثارة الفوضى فى مصر!!
 
حاول عز الدين شكرى فشير فى مقاله، أن يشوه المفاهيم، وينتهك شرف الحقيقة، ويخلط الأوراق بشكل مزرى، لإقناع الناس بأن أحكام الإعدام لا جدوى منها، وأن المجرم الإرهابى مجرد «أسير» عندما قال نصا فى مقاله: «فى ميدان المعركة قد لا يجد الجندى مفرا من قتل عدوه، لكنه لا يقتل الأسرى. هذا الأسير الذى نحافظ على حياته ونعالجه عدو لنا، مغتصب وجائر، رفع السلاح فى وجه جنودنا وقتل منهم من قتل، وكان سيقتلنا لو لم نمسك به ونرغمه على الاستسلام.
لكننا لا نقتله، لأنه أسير...فكيف نربأ بأنفسنا عن قتل الأسرى من أعدائنا ولا نربأ بأنفسنا عن قتل المجرمين من مواطنينا؟».
 
وبدورنا نسأل عز الدين شكرى فشير، ما رأيك فى حادث اقتحام كنيسة مارمينا فى حلوان؟ وهل نعتبر الإرهابى الذى قتل الأبرياء واغتيال فرحتهم وبهجتهم بأعيادهم مجرد «أسير» وليس مجرم ويفلت بجريمته ولا يتم إعدامه؟!
 
وهل القواعد الحاكمة لتوصيف الأسير، تنطبق على الإرهابيين المجرمين والمروعين للأطفال والنساء والشيوخ وقتلهم والتمثيل بجثثهم أمام وداخل دور العبادة وهم واقفون بين يدى الله يصلون؟ وهل من قتل 305 من بينهم 27 طفلا ساجدين لله فى مسجد الروضة بالعريش، أسرى ولا يستحقون الإعدام فى ميادين عامة ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر؟!
 
ثم يستمر الأستاذ الزائر بالجامعة الأمريكية فى تشويه الحقائق فى مقاله عندما قال نصا: «السيد رئيس الجمهورية.. بحكم مسؤوليتك، تتحمل أنت تبعة تنفيذ هذه الأحكام، لا أحد غيرك. لا يمكنك القول أن هذه مسؤولية المحقق، أو المفتى، أو القاضى، أو المشرع الذى وضع القانون. لأن القانون والدستور أعطياك هذا الحق الذى أطالبك باستخدامه اليوم ودون إبطاء. وبإعطائك هذا الحق، وضع المشرع المسؤولية النهائية والأكبر على كتفيك أنت. لن يذكر أحد المحقق أو المفتى أو القاضى أو حتى المشرع. مصر كلها، الآن وفى المستقبل، ستذكرك أنت، وستحملك أنت مسؤولية تنفيذ أحكام الإعدام هذه أو تعليقها».
 
ورغم أن عز الدين شكرى فشير، أستاذا بالجامعة الأمريكية، ويحاضر فى الطلاب عن النظم السياسية والحرية والديمقراطية وضرورة فصل السلطات، وضمان استقلالية القضاء، نجده يطالب الرئيس بالتدخل ليمارس نفوذه بإلغاء حكم يقضى بإعدام إرهابى مجرم تحت شعار «العفو»، فى الوقت الذى ينادى فيه الجميع بضرورة تمتع القضاء باستقلالية تامة، وأن أحكامهم عنوان الحقيقة، ونسأله سؤالا جوهريا، حضرتك تريد أن يتدخل الرئيس فى أعمال السلطة القضائية أم لا يتدخل؟!
 
تستطيع أن تقولها وبأريحية شديدة، إن عز الدين شكرى فشير، مثله مثل البرادعى، يظهر مرتديا عباءة الحالم، والباحث عن المدينة الفاضلة، وإرساء العدل فى الكون، ويستمع إلى زقزقة العصافير فوق شجرة الحديقة الملحقة بفيلته الجميلة، فتطرب أذنيه، ويحتسى القهوة سادة بن غامق، ويدخل على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى، يكتب تويتات تنادى بالحرية والعدالة الاجتماعية ويرى الإرهابى المجرم، أسير، ويجب أن يُعامل معاملة الأسرى!!

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وفاة والدة المطربة أروى بعد صراع مع المرض

توجيهات رئاسية لضمان استقرار التغذية الكهربائية استعداد لفصل الصيف

الرئيس السيسى يشدد على محاسبة المتسببين فى أزمة البنزين المغشوش

نوال الدجوى تتجاهل صراع الأحفاد وتفاجئ الجميع بتصرف لافت.. صور

تجديد حبس المنتجة سارة خليفة فى اتهامها بترويج وتصنيع المواد المخدرة 15 يوما


صن داونز ضد بيراميدز.. كاف يعلن الشكل الجديد لكأس دوري أبطال أفريقيا

حجز قضية سب إمام عاشور لأحد جيرانه لجلسة 19 يونيو بجنح المنصورة الاقتصادية

الشبكة القومية للزلازل: سجلنا 15 تابعا لزلزال كريت جميعها أقل من 3.5 ريختر

اختيار رائعة عمر مرموش ضد سلافيا براج أجمل هدف فى الدورى الأوروبى.. فيديو

التقرير الطبى للدكتورة نوال الدجوى يكشف: "قادرة على إدارة أموالها بكفاءة"


انتهاء العقد يقرب الزمالك من التعاقد مع لاعب أنجيه الفرنسى

المشروع x لكريم عبد العزيز يحصد 3.3 مليون جنيه فى أول يوم عرض بالسينما

بعد زلزال اليوم.. المركز الأوروبى يحذر من احتمال وقوع تسونامى فى جزيرة كريت

أوناش المرور ترفع حطام حادث تصادم 7 سيارات على الطريق الدائرى بالبساتين

حادث تصادم بين 7 سيارات واشتعال النار فى سيارة ملاكى أعلى دائرى المنيب

الزمالك يزاحم الأهلى على صفقة جزار المحلة

مواجهات لا تفوتك فى كأس العالم للأندية 2025 .. الأهلى يبدأ الحكاية

زلزال بقوة 6.24 ريختر على بعد 499 كيلومتر شمال مرسى مطروح

زعيم كوريا الشمالية غاضبا بعد فشل تشغيل سفينة حربية: إهمال لا يمكن أن يغتفر

الأهلى يواجه الاتفاق لمواصلة الزحف نحو المربع الذهبي بالدوري السعودي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى