صالح المسعودى يكتب : المواقف تصنع الرجال

 قوات الجيش
قوات الجيش

صدقت مقولة القائل ( عند الشدائد تعرف الرجال )، فالشدة هى (المفرزة ) الحقيقية لمعادن الناس ولهذا يقول أحدهم ( جزا الله الشدائد عنى كل خيرِ .. تعلمنى عدوى من صديقى )، ثم أننى أكرر مراراَ وتكراراَ أن هناك فارقا كبيرا بين أن تكون ذكر من أن تكون رجل، فالرجل صفة وسلوك قلما تواجد فى عصر اختلت فيه موازين القيم والسلوكيات فكادت أن تندثر صفة الفروسية التى هى من أهم صفات الرجولة.

 

لكنى اليوم أقر وبشكل علنى أننا ولله الحمد مازلنا بخير، فمازال عندنا المروءة والفروسية و ( الفزعة ) كما يسميها أبناء البادية، فما حدث من أبناء سيناء وأبناء الإسماعيلية بعد الهجوم الغادر على مسجد الروضة بشمال سيناء قطع الشك باليقين بأننا شعب كان ومازال يحمل جينات المروءة والكرم والفروسية، فما أن وقع الحادث الأليم الذى هز العالم بأثره إلا وانتفض أبناء القرى المجاورة لقرية الروضة فقابلهم سيل من أهل الفزعة والمروءة من أبناء مدينة ( بئر العبد ) فتحول الجميع إلى بوتقة واحدة فكان الموقف العظيم الذى يذكرك بوقفة المصريين المتلاحمة إبان حرب أكتوبر العظيم.

 

فقد تبارى الرجال والنساء، والكبير والصغير فى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بل وأكاد اجزم أن بعض الناس تحول لطبيب فى سويعات قليلة ليتقن علاج المصابين وكان التبرع بالدم هو أقل شيء صنعه أولئك الناس فى سابقة ليست بجديدة على أبناء سيناء الذين كانوا ومازالوا أهل وفاء وانتماء لتراب هذا الوطن الغالى رغم نعيق المشككين ونباح المتآمرين، فهم يثبتون يوماَ بعد يوم أن هذا الجسد المصرى الواحد لن تفرقه أحقاد ولا ترهلات فكرية عقيمة.

 

ثم ننتقل بالمشهد إلى ( محافظة الإسماعيلية ) حيث تم تحويل معظم حالات الإصابة للمستشفيات فيها فكانت سيول البشر التى تتدفق نحو المستشفيات التى بدأت تتلقى المصابين فى مشهد معبر يعيد لذاكرتك ما مر على مصر من أزمات ( فقوت ) نسيج هذا الشعب المضياف الذى يتوحد عند الشدة ويظهر معدنه الطيب فى أحلك الظروف فكانت كميات ( الدم ) التى تم التبرع بها قياسية فى توقيت بسيط مما يذكرك بتقديم المصرى اعز ما يملك عندما يجد وطنه يحتاجه .

 

ولن أنسى أو أتناسى التحرك السريع من السيد الرئيس ( عبد الفتاح السيسى ) الذى قام بالاجتماع بالقيادات الأمنية فى ساعة الحدث ووجه بتذليل كل الصعاب أمام المصابين وأسرهم مما سهل تعقيدات كثيرة كان من الممكن أن يسببها الروتين المقيت الذى مازلنا نعانى منه مما كان له مردود جيد لدى أهالى المصابين ثم أمره بتعويضات فورية ودعم معنوى أنتج حراكاَ عند المحنطين فى مكاتبهم.

 

أقدم اعتذارى للقارئ العزيز على إطالة المدح والإطراء إلى هؤلاء الناس رغم علمى انه واجب إنسانى ودينى وأخلاقى عليهم ولكن تذكرت القول الشهير ( من لم يشكر الناس لا يشكر الله )، فقربى من الحدث واختلاطى بضحايا المذبحة فى مسجد الروضة وسماعى لما حدث بنفسى اوجب على أن انقل الصورة من اتجاهات مختلفة لنعطى كل ذى حق حقه فشكر المعروف من أسباب استمراره ولتتناقل الأجيال الحالية والقادمة أن المواقف تصنع الرجال والتاريخ أيضاَ.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

الأسئلة مع الإجابات.. امتحان الإنجليزى للثانوية العامة على جروبات الغش

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

مواعيد مباريات اليوم.. سان جيرمان أمام إنتر ميامي وفلامينجو ضد البايرن بمونديال الأندية

جمال عبد الناصر يكتب: فريدة فهمي.. فراشة المسرح التي رسمت الهوية بالحركة


تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

دي ماريا يتخطى وسام أبو علي ويتصدر ترتيب هدافي كأس العالم للأندية

تفاصيل التحقيقات مع متهمين بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني

طلاب الثانوية العامة يؤدون اليوم امتحان اللغة الأجنبية الأولى

الأهلي يرحب برحيل حسين الشحات وأفشة فى الميركاتو الصيفى


الطقس اليوم.. ارتفاع بدرجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة والإسكندرية 31

الأهلي يجتمع مع ريبيرو اليوم لمناقشة ملف الصفقات الجديدة والراحلين

علاء عبد العال يصعد العناصر المميزة من الناشئين لتدريبات غزل المحلة

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

محمد فضل شاكر يغنى لوالده ويدعو له بالفرج فى حفله بمهرجان موازين

جدو: ننتظر قرار المحكمة الرياضية بشأن الدورى.. وكنا نحلم بالتتويج بأفريقيا

ميدو: هذا موقفنا من اعتزال شيكابالا.. وتأخر إعلان المدرب يُحسب لنا

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

محمد صلاح يهرب من عدسات المصورين فى بودروم التركية.. وقناع وقبعة للخصوصية

حسام حسن يقترب من الانضمام إلى الاتحاد السكندرى بتوصية من سامى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى