خالد صلاح يكتب: عندما ضاعت القدس من الضمير العربى أولاً.. القضية العربية المركزية سقطت من الضمائر إلى غير رجعة.. والأمة غارقة فى تحديات الحروب المذهبية بين الشيعة والسنة.. والأعداء نجحوا فى اللعب بالأدمغة

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح
مدينة القدس الفلسطينية
 
كان خبرا واحدا يهدد عروبة القدس كفيلاً بأن يجمع شعوب العالم العربى من المحيط إلى الخليج على قلب رجل واحد، مانشيتات الصحف، عناوين البرامج الحوارية، فعاليات ومعارض فى الجامعات، صخب ولقاءات فى الأحزاب، حراك دبلوماسى عربى ساخن للمقاومة.
 
الآن، تمر كل الأخبار مرورًا عابرًا على ضمائر الشعوب، فيما المقاومة السياسية والدبلوماسية تمضى فى طريقها دفاعًا عن القدس غير مدعومة من محيطها الشعبى، هل تلاحظ معى ذلك؟ 
 
انظر جيدًا فى ردود أفعال الشارع العربى الذى ينتظر قرار دونالد ترامب بشأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل واحتمالات نقل السفارة الأمريكية إلى هذه المدينة العربية. 
 
هل تشعر بأن هناك من يتألم، أو يستدعى شجنًا على حالنا البائس؟ هل سمعت أغنية فيروز «لأجلك يا مدينة الصلاة» فى ساحات الجامعة أو فى إشارة مرور؟ هل تنبه أى من الأحزاب العربية إلى ضرورة استعادة هذا الوعى الضائع بالقضية العربية؟ 
 
كأن ضمائرنا فى حالة استسلام كامل، وكأن القضية العربية المركزية سقطت من هذه الضمائر إلى غير رجعة، على المستوى الشعبى من كازابلانكا إلى المنامة، نحن غرقى فى مواجهة آثار الثورات العربية التى أطاحت باستقرار هذا الإقليم، صارت داعش أخطر من إسرائيل، وطهران أكثر تآمرًا من تل أبيب، والفقر يهدد الأمة أكثر من جيش الدولة العبرية، غرقت الأمة فى تحديات الحروب المذهبية بين الشيعة والسنة، وطموحات طهران بالسيطرة على العواصم العربية بقوة السلاح، الآن أيضًا صار الفقر عنوان الحرب، والمؤامرات على المياه العربية نقطة الارتكاز فى صراعات الحاضر والمستقبل، ومعوقات التنمية والإرهاب والجهل والمرض. 
 
كيف نجح أعداؤنا فى تحويل القبلة، وفى اللعب بالضمائر والأدمغة والعقول والوعى، إلى الحد الذى لم تعد فيه القدس قضيتنا المركزية، ولا حبل وحدتنا الذى نعتصم به دفاعًا عن الأرض والعرض والعروبة والإسلام؟
 
هل تصدق شيئًا الآن عن الجيل الرابع من الحروب؟ 
 
كنت أنت تسخر من هذا المصطلح بعدما ظهر للمرة الأولى فى أعقاب ثورة يناير، واعتبرت أن هؤلاء الذين يرددون الكلام حول الجيل الرابع يستهدفون التآمر على ثورة يناير، ويحمون الأنظمة التى أسقطتها الثورات، الآن وعندما تفتش عن مساحة الشجن فى وجدانك حول مصير القدس، أو تراقب نفسك كم مرة حلمت بعودة الأقصى إلى أحضان العروبة والإسلام كما كان يحلم جيلنا نحن من قبل، كم مرة شعرت بالحسرة على استمرار الاحتلال الإسرائيلى للمدينة المقدسة؟ 
 
فتش فى وجدانك لتعرف أن الأعداء كادوا أن ينتصروا فى حروب الجيل الرابع، فعودة دمشق مستقرة أهم من عودة الأقصى للسوريين، وصرف المرتبات فى صنعاء أهم من قضية المستوطنات، وشبح الانفصال فى العراق أكثر خطرًا من نقل السفارة الأمريكية للقدس، وفصائل الإرهاب فى درنة هى أخطر على ليبيا من مناورات قيادات الدولة العبرية. 
 
هل خسرنا الحرب؟ 
 
جاوب أنت.
 
القدس
 
 
 
القدس (2)
 
 
اليوم-السابع

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات الأهلى وبيراميدز فى دوري nile قبل قرار لجنة التظلمات اليوم

إيطاليا وفرنسا وإسبانيا يهاجمون نتنياهو بسبب المجازر الإسرائيلية فى غزة

أوعى تجرب.."حبوب السعادة" قد تجرك للحبس أو فقدان الذاكرة

رئيس الوزراء يبدأ زيارة إلى منجم السكرى

حكيم يضع اللمسات الأولى على ألبومه الجديد.. اعرف التفاصيل


سيناتور أمريكى: يبدو أن ترامب اعتبر العملية ضد الحوثيين مكلفة للغاية

الإسماعيلى يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعداداً لمواجهة مودرن سبورت

لجنة التظلمات تحسم اليوم مصير شكاوى الأهلى والزمالك وبيراميدز في أزمة القمة

الرئيس الإيرانى ردا على ترامب: لن نرضخ لأى متنمر

أمير قطر يفاجئ ترامب بهدية غير متوقعة بعد توقيع اتفاقيات تاريخية


زى النهارده.. الزمالك بطلا للدوري المصري للمرة الـ 11 فى تاريخه

برشلونة يسعى لحسم لقب الدوري الإسباني أمام إسبانيول الليلة

مواعيد مباريات إياب ربع نهائى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

أوساسونا يستضيف أتلتيكو مدريد فى مواجهة خارج التوقعات بالدورى الإسبانى

موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا

فى فيديو مؤثر.. حسام البدري يشكر الدولة على عودته الآمنة من ليبيا

مواعيد مباريات اليوم الخميس 15-5-2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة الأهلي أمام البنك فى دوري nile والقناة الناقلة

مى فاروق تلتقى جمهورها في الأوبرا 1يونيو وتقدم مفاجأة خلال الحفل

ريال مدريد يقلب الطاولة على مايوركا ويحافظ على آماله فى المنافسة على لقب الليجا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى