السفير الإثيوبى بالقاهرة: لن نعرض مصر للعطش.. تمويل سد النهضة بمساهمات شعبية وليست خارجية.. آمدى لـ"اليوم السابع": العلاقات بين أديس أبابا والقاهرة يحكمها مصير واحد.. والحديث عن إغلاق ملف المفاوضات سابق لأوانه

السفير الإثيوبى فى القاهرة وسد النهضة
السفير الإثيوبى فى القاهرة وسد النهضة
حوار أسماء نصار

قال تاييى أثقلاسيلاسى أمدى سفير إثيوبيا فى القاهرة، إن بناء سد النهضة تم بمساهمات شعبية إثيوبية خالصة، عكس العديد من الشائعات التى أثيرت بتلقى إثيوبيا مساعدات مالية من دول غربية، أو إسرائيل أو قطر، مشيرًا إلى أن بناء السد جاء بفضل محاولات النمو الاقتصادى الأثيوبى خلال الـ15 عامًا الأخيرة، وإذا قررنا إدخال أحد فى عملية بناء السد كنا نفضل استثمار مصر، وذلك للمنفعة المتبادلة لكل من البلدين.

201712071222432243
 

وأضاف أمدى، فى حواره مع "اليوم السابع"، أن سد النهضة يمكن أن يتحول إلى مشروع مشترك بين مصر وإثيوبيا عبر تبادل المعلومات والبيانات، خاصة أننا تجمعنا علاقات طيبة بالعديد من الدول العربية مثل اليمن الذى يمر بأزمة والإمارات والسعودية.

 

وأشار السفير الإثيوبى بالقاهرة، إلى أن مصر وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى تتفهم حاجة إثيوبيا للتنمية، وأيضًا من جانبنا نتفهم تماما حاجة مصر ذات الزيادة السكانية المطردة لنهر النيل، ومثلها حاجة إثيوبيا ذات النمو السكانى للكهرباء والمصانع، وهذا التفهم لن يسمح بمس العلاقات الودية بين البلدين.

download
 

واستطرد أمدى: "أود أن يتفهم الجانب المصرى أنه لا يوجد مصلحة لإثيوبيا لتعريض مصر للعطش، لأن العلاقة بين البلدين قوية ويحكمها مصير واحد، وتعاوننا سوف يمثل فائدة كبيرة لنا، وحاليا هناك تبادل للإستراتيجية والآراء بين الخبراء فى كل من إثيوبيا ومصر، هناك بعض الشائعات التى تروج أن بلادنا لا تشارك وثائق بناء السد مع مصر أو السودان، وهو الأمر غير الصحيح، فإثيوبيا حريصة على الكشف عن كل ما يتعلق بسد النهضة أثناء عملية المفاوضات".

وحول التخزين المبدئى فى بحيرة السد، قال السفير الإثيوبى: "ليس لدى معلومة بالتحديد، ولكن الأمر يعتمد على عدة عوامل، فهناك عملية بناء السد نفسه، وهل يمكن حاليا البدء فى التخزين؟، أيضا مثل هذه الخطوة لا تتخذ دون مراجعة الأطراف الأخرى متمثلة فى مصر والسودان، والقنوات الدبلوماسية بين الدول الثلاث".

 

وشدد تاييى أثقلاسيلاسى أمدى، على أن إثيوبيا لديها علاقات فعالة وجيدة مع كل من مصر والسودان، وأنها حريصة على إجراء المناقشات التقنية والسياسية حول السد مع كل من البلدين، مضيفًا: "نتفهم أهمية نهر النيل بالنسبة لكل من مصر والسودان، وهناك أمر من الواجب توضيحه، وهو أنه عندما نصرح بأن بناء السد يتم من أجل توليد الكهرباء، فنحن نعنى هذا الأمر، فهناك 65 مليون مواطن أثيوبى محروم من الكهرباء".

 

وأشار أمدى، إلى أن فوائد السد تتمثل فى توليد الكهرباء فى إثيوبيا، وتقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية والبدائية مثل الخشب لتوفير الطاقة، والمساهمة فى الحد من قطع الأشجار لاستخدام أخشابها فى توليد الطاقة، وهذا الأمر يضر نهر النيل، ومن ثم فإن سد النهضة سوف يسمح بانتشار الغابات المطيرة التى سوف تزيد من توفير كمية أكبر من المياه، قائلًا: "اعتقد أن العلاقات سوف تستمر فى الازدهار جراء الأسباب المذكورة ".

River-nile
 

وأضاف السفير الإثيوبى فى القاهرة: "لم يكن لدينا علاقات جيدة فى الماضى مع قطر، حتى أننا جمدنا العلاقات الدبلوماسية معها، لأسباب عديدة أهمها عدم ارتياحنا للتدخلات القطرية فى القرن الأفريقى خاصة فى إريتريا والصومال، لكننا اليوم نعتقد أن بناء العلاقات الخارجية مع الدول ليس مع قادتها فقط، ولكن مع الشعوب والثقافات، فزيارة رئيس الوزراء الإثيوبى لقطر كان متفق عليها منذ فترة طويلة ولا تتعلق بالتطورات التى حدثت فى المفاوضات الفنية الخاصة بسد النهضة، ونحن على الحياد تمامًا فيما يتعلق بأزمة بعض الدول العربية مع قطر".

 

وقال تاييى أثقلاسيلاسى أمدى، إن علاقة مصر بإريتريا أمر يتعلق بسيادة الدولة المصرية، ولا يمكننا التدخل فيه رغم ما تثيره إريتريا من قلاقل فى منطقة القرن الأفريقى، ونحن على الحياد تمامًا فيما يتعلق بأزمة بعض الدول العربية مع قطر فهذا أمر بالى وقديم.

 

وأوضح السفير الإثيوبى فى القاهرة، أن الزيادة المطردة فى مصر وباقى دول حوض النيل تستوجب زيادة رقعة التعاون بين تلك البلدان لمواجهة التحديات، وأن مصر دولة مهمة فى حوض النيل، وغيابها عن المبادرة يمثل خسارة لها ولباقى الدول الأعضاء، لهذا عودتها موضع ترحيب من الجميع.

 

وتابع تاييى أثقلاسيلاسى أمدى: "بعض التصريحات التى ظهرت فى وسائل الإعلام مثلت دهشة لنا، خاصة أنها عادت لمواقف فى الماضى، فمصر الآن تمر بمرحلة جديدة وتفهم جديد، وأيضا لا يوجد حسم بعد فى أى أمر يتعلق بعمل السد، ومن المبكر أن ننشر أن المفاوضات وصلت لطريق مسدود، وقد أجريت مقابلة مع أعضاء البرلمان المصرى، لشرح مستجدات المفاوضات، وأبهرنى الاستعداد والإرادة التى توفرت فى أعضاء البرلمان وأعضاء لجنة الشؤون الأفريقية بداخله للتفاهم، وهذه أول زيارة رسمية للبرلمان".

 

وأشار أمدى، إلى أن حالة الجزع من بناء السد قد تثير بعض المبالغات التى قد تمثل إشارات غير جيدة للمسئولين فى إثيوبيا، وهو أمر يتعارض مع استعداد النواب فى البرلمان لتعزيز التعاون بين البلدين، وقد كانت هناك محاولات فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى للتعاون مع إثيوبيا فى عهد رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوى، وقد وصلت إلى حد ظهور دعاوى باستثمار ثنائى بين مصر وأثيوبيا فى السد، ولكن الأمر توقف بعد إحدى المؤتمرات الصحفية غير الموفقة.

 

وحول ما يدور فى اللقاءات المغلقة لمفاوضات سد النهضة، قال السفير الإثيوبى بالقاهرة: "النقاش عادة يدور حول أسباب فنية بحتة فى عملية بناء السد وتخزينه للمياه، إنها مجرد دراسة، كما يعلم الجميع فإنه فى البداية اقترح أعضاء لجنة الخبراء الدوليين خطوتين لتيسير بناء السد باتفاق الدول الثلاث، الأولى تركز على الجوانب البيئية لبناء السد، والثانية تسعى لإطلاق دراسة مائية لتأثيرات السد، وهذه العناصر الأساسية للدراسة ويسبق هذه الدراسة تقرير استهلالى، وكانت هناك اختلافات منها تأثير بناء السد، وكانت مصر قد اقترحت أن تركز الدراسة على النيل الأزرق، فحين رأى كل من الجانب الأثيوبى والسودانى أن الدراسة يجب أن تشمل عوامل مثل المطر، لكن هذه التفاصيل التقنية سوف تحسمها آراء الخبراء، وهناك العديد من المقترحات والآراء التى يتم مناقشتها، وقد شهدت آخر جلسة بين الأطراف المعنية العديد من الأفكار والمقترحات، وتقارب وتنازل مبنى على تفهم من كل طرف للأخر.

 

وأكد تاييى أثقلاسيلاسى أمدى، على أن العلاقة بين الكنيسة المصرية والإثيوبية ليست تاريخية فقط وإنما هى مبنية على علاقات شعبية جيدة بين المسيحيين فى مصر وإثيوبيا.

 

وأشار سفير إثيوبيا بالقاهرة، إلى أن أجندة زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى المرتقبة لمصر تتضمن توقيع العديد من البرتوكولات فى مجالات الصحة والتعليم، موضحًا أن أديس أبابا أكبر مستورد للأدوية من مصر.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الآن نتيجة الدور الثانى للشهادة الإعدادية لمحافظة سوهاج بالاسم ورقم الجلوس

الرئيس السيسى يصل مطار نيوم بالسعودية والأمير محمد بن سلمان فى استقباله

حكومة الأردن: مصر الشقيقة الكبرى.. والرئيس السيسى والملك عبد الله ضمانة أمن الإقليم

الأعلى للإعلام يمنع مصطفى يونس من الظهور الإعلامي 3 أشهر فى شكوى الأهلى

إيما لاين تعلن انطلاق تصوير أحدث أعمالها مسلسل لينك.. صور


مكالمة دعم وحب من كريم عبد العزيز لزوجته آن الرفاعى بعد شائعات انفصالهما

استشهدت بـ"ياسمين تخلى الحجر يلين".. دعوى جديدة تطالب بحجب “تيك توك”

أمن البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة فى نيويورك يتصدى لمحاولة اقتحام من مخربين

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

كشف ملابسات تداول فيديو لمتهمين بترويج مخدرات فى المرج


بين الخيانة ورسائل الكراهية.. خلاف ألبانيز ونتنياهو يتحول لـ"إهانات شخصية"

وفاة فرانك كابريو.. سر الشعبية الجارفة للقاضى "الأكثر لطفاً فى العالم"

التشكيل المتوقع للزمالك أمام مودرن سبورت فى مباراة اليوم

علشان تختار لولادك صح.. الفروق بين نظام البكالوريا والثانوية العامة

القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

حملة رياضية كبرى لعزل إسرائيل ودعم سكان غزة.. ومحمد صلاح يتصدر المشهد

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

تنفيذ حكم الإعدام فى دبور "سفاح الإسماعيلية"

الأهلى يعقد جلسة خاصة مع ريبيرو لحسم مصير أحمد عبد القادر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى