كيف خسر العرب الرهان على "البيت الأبيض" للمرة الألف؟.. ترامب راوغ الجميع بشعارات "الحرب على الإرهاب" ثم أعلن اعتراف أحادى بالقدس عاصمة إسرائيل.. ومزاد الابتزاز يبدأ مبكرا بمطالبة الرياض رفع معاناة اليمن

ترامب خلال التوقيع على القرار
ترامب خلال التوقيع على القرار
محمود جاد
كانت الأمنيات تسبق الكثير من التقديرات.. علق العرب الكثير من الآمال على وعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل دخوله البيت الأبيض منذ عام. أغرتهم تلك الوعود بحرب لا هوادة فيها ضد "داعش" ومن يقاتلون تحت لواء جماعة الإخوان الإرهابية وأفكارها، ولم يلتفتوا لرسائل الغزل الصريحة التى أطلقها مراراً وتكراراً للوبى الصهيونى تارة وإلى تل أبيب تارة آخرى، والتى تعهد خلالها بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لينفذ قبل أن يطوى عامه الأول داخل البيت الأبيض تلك الوعود مع إعلان أحادى الجانب للقدس عاصمة دولة الاحتلال.
 
ترامب يؤدى اليمين رئيساً للولايات المتحدة قبل أقل من عام
ترامب يؤدى اليمين رئيساً للولايات المتحدة قبل أقل من عام
 
اعتاد العرب مراراً الرسوب فى اختبارات الرهان على واشنطن فى كسر حالة الـ"لا حرب" والـ"لا سلم"، وتحريك ملف السلام. إلا أن السقوط فى ظل إدارة ترامب سيكون مختلفاً لا محالة، فالساكن الحالى للبيت الأبيض ، القادم من أروقة عالم البزنس يعرف جيداً كيف يعقد الصفقات، ويرفض كثيراً التراجع عن وعوده حتى وإن أرجأها ما لم يدرك بحسابات المصالح أن الخسائر ستفوق كافة الاحتمالات. 
 
ترامب منح نتنياهو انتصاراً بلا معركة بإعلان القدس عاصمة إسرائيل
ترامب منح نتنياهو انتصاراً بلا معركة بإعلان القدس عاصمة إسرائيل
 
 
بمراوغات مفتوحة، وتسريبات متتالية من وسائل الإعلام الأمريكية، استطاع الرئيس الأمريكى على مدار الأيام الماضية وضع العرب أمام خيارات درامية.. مهد الطريق جيداً لقراره إعلان القدس عاصمة إسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للمدينة المحتلة، وفتح بعد قراره الجائر أبواب الابتزاز على مصراعيها، ليطالب قيادات المملكة العربية السعودية السماح بدخول الغذاء والوقود والمياه والأدوية للشعب اليمنى بشكل فورى، كما لو كانت المملكة تقف حائلاً دون ذلك، متغافلاً جرائم الحوثيون ، ودماء الرئيس اليمنى السابق المقتول على عبد الله صالح ، الذى لم يوارى بعد جثمانه الثرى. 
 
 
ترامب مع الملك سلمان فى زيارة الوعود الزائفة بالحرب على الإرهاب
ترامب مع الملك سلمان فى زيارة الوعود الزائفة بالحرب على الإرهاب
 
وفيما يصل الشارع العربى إلى نقطة الغليان، وفى وقت تطرق فيه الانتفاضة أبواب البلدة القديمة وكل شوارع وأزقة الضفة وقطاع غزة فى ثورة وشيكة ستجمع الفصائل أكثر مما ستفرقهم، بات مؤكداً أن الرهان على واشنطن فى احراز السلام خاسراً ، وأن الامل فى إدارة أمريكية منصفه بعيد المنال. وبات مؤكداً أيضاً أن الطريق إلى القدس العربية يمر من عواصم العرب أولاً، وأن البلاد التى سقطت فى دوامات الربيع العربى وما تلاها من نزاعات أهلية وعرقية، وتلك التى تقتل حكامها وتعجز عن حماية حدودها من أعداء الداخل قبل الخارج، لن تدفع ترامب إلى مراجعة قراراته ولو كانت كارثية، فلا مكان اليوم لسوريا التى كانت تقيم لها إسرائيل اعتبارات ، ولا موضع اليوم لعراق كان يملك من العتاد والسلاح ما يدفع واشنطن وتل أبيب إلى المراجعات ودراسات تقدير المواقف، ولا أثر اليوم على خرائط العرب لبلاد اليمن السعيد التى كانت قبل عقود صمام أمان دول الخليج، والحارس الأمين على خطوط التجارة عبر مياه البحر الأحمر، وحائط الصد ضد شرور الفرس ومؤامرات الإيرانيين.
 
صلاة فجر ربما لم تعد ممكن داخل المسجد الأقصى بعد وعد ترامب
صلاة فجر ربما لم تعد ممكن داخل المسجد الأقصى بعد وعد ترامب
 
ورغم القرارات الأمريكية ولو حملت من الظلم الكثير، إلا أن القدس ستظل ببطولات أطفال الحجارة وبرصاص بارودة المقاومة التى لا تغيير بوصلتها رشاوى رعاة الإرهاب فى قطر، ولا تضللها وشايات دعاة الفتن فى أنقرة، عربية رغم أنف ترامب، ورغم حقد نتنياهو ومؤامراته.. ستظل القدس عربية رغم الحصار متى كانت هناك دولة مصرية توحد الصفوف داخل البيت الفلسطينيى، ومتى كانت المملكة العربية السعودية معافاة من مؤامرات إيران ومناوشات الحوثيين.. ستظل القدس عربية رغم أنف ترامب متى استطاع العرب ـ كل العرب ـ توحيد صفوف الداخل والتخلص من خطر الإرهاب والتصدى لما تحاول أطراف الخارج صناعته من سيناريوهات الفوضى ومخططات التفتيت.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

روسيا تعلن دعمها لمرشح مصر لتولى منصب مدير عام منظمة اليونسكو

مولد الإمام العربى.. موروث صوفى يتجدد فى كلح المفالسة بأسوان.. موكب الجمل والصندوق الأخضر أبرز مظاهر الاحتفال.. يجوب القرية وسط إطلاق الزغاريد.. موائد الإطعام تستمر أسبوعا.. وضيوف من ماليزيا يأتون كل عام.. صور

فلورانت مالودا: محمد صلاح أفضل لاعب فى الدوري الإنجليزي

الأهلي يخسر جهود ياسر إبراهيم أمام غزل المحلة وبيراميدز فى الدوري

الزمالك يستعد لفتح ملف تجديد وتعديل عقود اللاعبين.. اعرف التفاصيل


مواعيد مباريات اليوم.. قمة مان يونايتد ضد أرسنال ونانت أمام سان جيرمان

حملات مكثفة لرصد المخالفات بمحاور القاهرة والجيزة

مصطفى محمد يتصدر غلاف "ليكيب" قبل مباراة نانت ضد باريس سان جيرمان

أحمد عبد القادر ينتظر قرار ريبيرو لحسم عودته لتدريبات الأهلي الجماعية

كليات مسار الآداب والفنون بشهادة البكالوريا بعد قرار تطبيقها عام 2026


الونش وصبحى على رادار المنتخب الوطنى فى معسكر سبتمبر المقبل

وسام أبو علي يغيب عن تعادل تورونتو ضد كولومبوس كرو بالدوري الأمريكي.. فيديو

ريبيرو يضع شرطاً لعودة عمر كمال عبد الواحد لتشكيل الأهلي

مانشستر يونايتد يتحدى أرسنال فى أول قمة نارية بالدوري الإنجليزي 2025

الزمالك يبدأ الاستعداد لمواجهة مودرن سبورت فى الدوري

خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية

استمرار فتح المتحف الزراعي بالدقي مجانًا حتى نهاية أغسطس

جثمان الراحل تيمور تيمور يغادر المستشفى متجها إلى القاهرة

أشرف زكى: انتهاء إجراءات تصريح دفن جثمان تيمور تيمور

ملخص وأهداف مباراة ريال مايوركا ضد برشلونة 3-0 فى الدورى الإسبانى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى