صور وفيديو.."مير الجديدة" بأسيوط..قرية هجرها أبناؤها وغطتها الكثبان الرملية

قريه مير الجديده باسيوط

أسيوط ـ محمود عجمى

الجمعة، 08 ديسمبر 2017 04:32 م

تعتبر قرية "مير" الجديدة التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط واحدة من قرى الظهير الصحراوى التى تم إنشائها لخدمة شباب الخريجين بغرض الزراعة وإقامة تجمعات عمرانية جديدة، تساهم فى الحد من الزيادة العشوائية والزحام والعمل على تنمية الظهير الصحراوى فى الصعيد.

أنشئت قرية مير الجديدة على بعد 4 كيلومترات من قرية مير القديمة كظهير صحراوى لها، خصصت الدولة مساحة 3 أفدنة كى يزرعها الشباب ومنحهم منزلاً ريفيًا صغيرًا؛ وتم إجراء القرعة العلنية على المتقدمين من شباب الخريجين آنذاك؛ ولكن بعد مرور أكثر من 3 سنوات على التسليم الأراضى لم يتم استغلالها .

"اليوم السابع" أجرى جولة ميدانية بقرية مير الجديدة للوقوف على الأوضاع هناك والتعرف على الأسباب التى أدت إلى عزوف الشباب عن السكن داخل المسكن الريفى.

فما أن تطأ قدماك قرية مير الجديدة، حتى ترى مبانى شُيدت على الطراز الريفى وتم تزويدها بالمياه والكهرباء ، فضلا عن تزويد المكان بمدرسة ومسجد ومخبز ومعلب ووحدة صحية؛ ولكنها تحولت إلى قرية مهجورة تسكنها الأشباح وغطتها الكثبان الرملية لقربها من الجبل الغربى.

يقول حسن سيد عبد الرءوف، أحد الشباب الفائزين بالقرعة، إنه الوحيد الذى يعيش هو وأسرته داخل مدينة مير الجديدة فى الظهير الصحراوى لقرية مير القديمة، وذلك عقب تسلمه هو وآخرين منازل ريفية نظام الطابق الواحد و3 أفدنة لكل شاب يقوم على زراعتها؛ ولكن القرية تعانى من عدم وجود نقطة أمنية داخل القرية ، بالإضافة لضعف المياه فى البئر رقم 1 والمخصص لرى عدد من الأراضى فى الظهير الصحراوي.

وأضاف" عبد الرءوف "، إلى أنه تقدم بعدد من الخطابات لدق 2 بئر مياه جوفيه تساعد الشباب فى رى الأراضى التى يتم استصلاحها وزراعتها ، ولكن لم يتم الرد على الطلبات .

وأوضح أنه واجه بعض المشاكل فى قرية مير الجديدة مثل انقطاع التيار الكهربائى عن الآبار المخصصة لرى الأرض ، كما تم سرقة محول الكهرباء والذى تكلف أكثر من 70 ألف جنيها وأصدر اللواء ابراهيم حماد محافظ أسيوط السابق أمرا بشراء محول كهرباء جديد وإعادة تركيبه لتخفيض جهد التيار الكهربائى العالى وتشغيل أبار المياه من جديد.

وأوضح أحمد على، أحد الأهالى بالقوصية، إلى أن قرية مير الجديدة والتى تم إقامتها كظهير صحراوى لمير القديمة، برغم من إقامة المنازل الريفية والتى تم توزيعها على شباب الخريجين فى قرعة علنية للمعيشة بداخلها واستزراع 3 أفدنة ، إلا إنه بعد مدة من التسليم هجرها الشباب وأصبحت المنازل خاوية على عروشها لا يوجد بها حياة معيشية ، فضلا عن لجوء الشباب إلى الذهاب إلى الأرض المخصصة للزراعة والعمل بها والعودة فى أخر اليوم إلى المنازل بقرية مير القديمة نتيجة لعدم وجود نقاط تفتيشية وأمنية بالمنطقة والتى تسبب فى عزوف العديد من الشباب عن الإقامة بها.

بينما طالب محمود صلاح، أحد أهالى مركز القوصية، المسئولين فى الأجهزة التنفيذية بمحافظة أسيوط إجبار الشباب الحاصلين على منازل ريفية وأراضى زراعية فى قرية مير الجديدة سرعة السكن بداخلها وتعمير الصحراء التى يستفد منها الجميع؛ وإلا يتم نزعها منهم وتخصيصها لآخرين، حيث لأن حجة عدم وجود نقاط تفتيشية فى القرية ليس السبب رئيسى ولكن هناك من يقول أن البعض يرغب فى تسقيع الأراضى وبيعها بأسعار باهظة نظرا لارتفاع أسعار الأراضى بمحافظة أسيوط .

وقالت المهندسة هويدا الشافعى رئيس مركز ومدينة القوصية، فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع" ،أنه عقب توليها العمل رئيسا لمركز القوصية بدأت فى دراسة ملف قرية مير الجديدة والتى تم أنشاؤها فى الظهير الصحراوى كإمتداد عمرانى للقرية القديمة والعمل على نقل الشباب من الحيز العمرانى الضيق الى المناطق الصحراوية وتعميرها وتم تسليمهم أراضى لزراعتها.

وأضاف رئيس مركز ومدينة القوصية، أنه تم وضع حلول للمشاكل والمعوقات التى تحول فى تواجد الشباب داخل المنازل الريفية والتى تم بناؤها فى قرية مير الجديدة وإقامة مدرسة وملعب ومسجد وسوق ووحدة صحية ووحدة شئون اجتماعية ومخبز وسنترال وبريد؛ كما تم عمل المقايسات الخاصة بإنشاء نقطة شرطة بالقرية، وإرسالها الى مديرية أمن أسيوط للموافقة على إنشائها والتى سوف تساهم بشكل كبير فى إقامة الشباب داخل القرية .