بالفيديو.. مصبغة عم سلامة.. شاهدة على 100 عام من مصر الملونة

مصبغة عم سلامة
مصبغة عم سلامة
كتب سامح سعد حسب الله

فى منطقة الغورية بقلب القاهرة الفاطمية، وبالقرب من الأزهر الشريف فى حى أصلان بالدرب الأحمر.. فى مستودع المصبغة يجلس رجل كبير على كرسى فى مصبغته يتابع حركة العمل داخلها، ويصدر تعليماته لمن يعملون معه فى المصبغة بكل حب.

فيها عايش "عم سلامة" حكامًا كثيرين لمصر، من الملك فاروق وحتى الرئيس السيسى، غير أن أسلوبه فى العمل لم يتبدل حتى أنه أورث للعاملين معه هذا الأسلوب.. فى حين أن شخصين يتنقلان بالمكان، ليصيرا مع عم سلامة أشبه بخلية صغيرة تعمل فى المصبغة.

قطعة القماشية بتلون باللون المطلوب، يحملها الزبون للمصبغة قديمة الملامح، يعرف الرجال ما يريده القادم بالضبط، ليُخففوا درجة اللون أو يجعلونها قاتمة. يعملون بأيديهم على مدى الأيام والساعات، أيدهم إلا آلات عتيقة تُساعدهم فيما يفعلون فى صبغة الخيوط.. ساعات تبدأ مع ضوء الشمس وتنتهى فى العصر من العمل والعرق من كثر التعب.

خيوط يغمسها الرجال فى المياه، فيزداد بياضها نصاعة فى شكل جميل، وينقلونها على أكتافهم، يغمرونها بالصبغة فى المياه، ثم ينفضونها قليلا، ليتخللها اللون المطلوب.

تبدو حيطان المصبغة كئيبة، يكسوها الصدأ، جوانبها متآكلة، كأنما عشّش بها الزمن فابتلعه الزمن، بين اللون الأصفرار الغالب على الجدران، تبدو الخيوط زاهية، تسر العاملين وتداعب بعضهم البعض، لكنها رغم ذلك ما زالت تحتاج للتجفيف بإحدى الآلات ، فلا تستغرق إلا دقائق لتصل للشكل الأخير بسطح البناية، إذ يعلقها أحدهم كى تصبح جاهزة للاستخدام والبيع.

تصبح الخيوط لامعة وتُباع بالكيلو فى النهاية، لا يكل "عم سلامة" مما يفعل يوميًا. يرضى بالقليل الذى يحصل عليه، بل يزداد عدد مساعديه كلما يُقبل أشخاص أكثر على المكان. حياة "عم سلامة" معلق بالمصبغة، فيها قضى شبابه، وعلى مقربة منها يسكن.. ضياء الخيوط يجذب قلبه كلما ذهب إلى مكان، وتكون بداخلها كملك يأبى التنازل عن العرش، إلا أن يظفر به الموت.

حكى لنا عم سلامة بعد أن استقبلنا بوجه بشوش وملامح ما زالت تعاند الزمن رغم أثاره الواضحة عليها، عن حياته فى النسيج اليدوى، ما جعله يحب مهنة الصباغة اليدوية التى ترتبط بالنسيج اليدوى، وبعد نظرة تأملية للمكان، تنهد عم سلامة ثم أخبرنا بأن هذه المصبغة البالغ عُمرها ما يزيد عن مائة عام، حيث حرص على أن تصبح له مصبغته الخاصة، وفى مطلع القرن العشرين، لجأت مصبغة عم سلامة بالدرب الأحمر لحرق الأخشاب بعد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعى.

ويقول عم سلامة، أنا موليد 1937، ويبلغ من العمر "80 عاما"، إنه أتى من القليوبية فى عام"1947" واشتغل فى أكثر من مكان ولم يحب أن يعمل فى مكان غير المصبغة ويحكى أن المصبغة منذ سنة "1901" وأنها تبلغ أكثر من 117 عامًا، وعنها يقول: "المصبغة بلدى وأسمها مصبغة العمل وتعمل فى جميع الألوان وأن الطلب على الخيوط بيكون من كل مكان".

وتحدث أن المصبغة: كانت تعمل بالغاز والسولار وبسبب ارتفع الأسعار تم التغيير بالخشب كام كان يعمل فى سنة 50، وأنه مش هيتحمل ارتفع الغاز والسولار وكمان الزبون مش هيتحمل".

 

وعن ارتفاع الأسعار قال: إن "سعر الصبغة كان زمان 30 قرشًا والنهارده بـ5جنيهات.. يعنى فى فرق بين الحياة وبعضها".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بشائر الخير .. زيارة الرئيس للسعودية تفتح أفقًا أرحب للتعاون الاقتصادى.. بحث سبل تعزيز التكامل الصناعى بين البلدين وزيادة الاستثمارات.. وتفعيل أعمال"مجلس التنسيق الأعلى" والتحضير للدورة القادمة

جوارديولا: جاهزية مانشستر سيتي أولوية.. وسافينيو خارج الحسابات

الحذاء الذهبي ينهي خصومة مكة وكيان محمد صلاح.. اعرف التفاصيل

متحدث الخارجية الأمريكية السابق: نتنياهو أخبرنا أنه سيواصل الحرب لعقود

واقعة لاعبة الجودو دينا علاء.. هل تلقت القتيلة 3 رصاصات من الزوج لتفدى أطفالهما؟


اعترافات صادمة لعصابة الثقب الأسود: نضرب الأطفال ونجبرهم على التسول.. فيديو

زيزو يتصدر قائمة الأفضل في الدوري المصري بعد نهاية الجولة الثالثة

كنوز خفية تحت الجليد.. اكتشاف شبكة وديان عملاقة فى القارة القطبية

حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

كنز روما المفقود".. مدينة عيناريا الغارقة تظهر من أعماق البحر بعد 2000 عام


الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

رغم أحزانه.. محمد الشناوى يظهر فى مران الأهلى الجماعى

النصر ضد الأهلي.. يايسله: التفاصيل تحسم نهائي السوبر السعودي

قطع المياه 6 ساعات بين الهرم وفيصل من المساحة وحتى ابن بطوطة مساء اليوم

بيراميدز يفقد 4 نقاط في 3 مباريات في انطلاقة الدوري.. تعادلان وفوز

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

ملف التجديد يهدد مستقبل أحمد حمدي مع الزمالك

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي.. محمد صلاح يتحدى هالاند

احتفالات شعبية فى سوق الجمعة وتاجوراء دعما لتشكيل حكومة موحدة فى ليبيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى