سهير سيد تحول الفن الشعبى لمنتجات فخار.. وتسرد التاريخ فى حكايات للأطفال

مجسمات تراث شعبى

كتبت أسماء زيدان وتصوير خالد كامل

الأحد، 12 فبراير 2017 10:00 ص

تنبعث الحيوية من صوتها فتغمرك الطاقة الإيجابية من نبراتها، وتشعر أنك بجولة عبر آلة الزمن تأخذك إلى عصر لا نعلم عنه شئ سوى فى حكايات الأجداد، وأفلام لقبت بالزمن الجميل، إنها سهير سيد، المرأة التى تشكل التماثيل الفخارية بأناملها حيث كرست حياتها فى تجسيد التراث المصرى والفلكلور فى تماثيلها لتروى قصصها للأجيال المختلفة وتعلمهم ما دثرته وسائل التكنولوجيا المختلفة.

تماثيل من صنع يد سهير

وتقول سهير سيد، المرأة الخمسينية لـ " اليوم السابع "، قصتى بدأت باختفاء " طبلية " ماما والفرن اللى بالطينة " من سطح البيت بوفاة الأب، فقررت إعادة الفلكلور والتراث الشعبى إلى الأجيال حتى لا تغفله عن جهل، لذا أحرص على أن أروى قصة كل قطعة للأطفال وأشعر بالفخر حينما أرى الدهشة فى عيونهم والبسمة على وجوههم لاكتشافهم تفاصيل بحقبة معينة لا تتناقلها كتب التاريخ، فصنعت فرقة أم كلثوم كاملة لتتواجد بالمنازل فأم كلثوم لا يجوز ان تتواجد بدون القصبجى وباقى الفرقة، ونقلت صورة الفلاح المصرى الذى يتناول الغذاء البسيط مع زوجته على الـ" طبلية"، ونقلت الرقص الشرقى بصورته القديمة منذ أيام تسمية الراقصة بـ " الغزية "، حين كانت ترتدى كامل ملابسها ومعها طرحة كبيرة تميزها، وكذلك القهوجى بزيه المميز وليس أى ملابس كما يحدث الآن.

نماذج من التماثيل

وكرست حياتى لهذا الفن فبعد أن كنت بطلة للجمباز على مستوى الجمهورية، وكرمنى الرئيس الراحل أنور السادات، تزوجت ولم أكمل المرحلة الإعدادية، وانشغلت فى البيت والأولاد، وعندما وصلوا للمرحلة الإعدادية أتممت تعليمى معهم فكنت اذاكر معهم وأعوض ما حرمت منه من تعليم، وكانوا يقولوا " ماما رايحة فين ؟ وردى عليهم.. رايحة امتحن زيكم " .

بائع المشنات

وفى بداية تعلمى لتشكيل التماثيل ضحكوا عليا وقالوا " ماما بتعلب فى الطين "، ولكنى أثبت للجميع أن الحلم لا يجب أن يموت فعلمنى أستاذى إبراهيم غامرى، وأصبحت شهيرة بالمعارض لدرجة جعلت بعض أساتذة كلية الفنون الجميلة يقبلون عليا ويطلبون منى تعليمهم تلك الحرفة التى أوشكت على الانقراض فى مصر، وفخورة بما حققت وأشكر ريهام ورامى أبنائى لدعمهم لى وأتمنى وجودهم معى فى نجاحى .