هل تنجح فلسفة أنشيلوتى فى عبور أرسنال فى ثمن نهائى دورى الأبطال؟

فى الدورى الألمانى تكررت الصورة ذاتها هذا الموسم، أداء لا يسعد جماهير النادى العريق لكنها تخرج من الملعب راضية لأن الفريق يخرج فائزًا، ولا يزال بايرن ميونخ رغم ذلك متصدر الدورى الألمانى، بل وبدأت الهوة تتسع بينه وبين لايبزيج صاحب المركز الثانى، إذ يسبقه بايرن بـ7 نقاط.

وفى مباريات الجولة 20 من الدورى الألمانى التى جرت نهاية الأسبوع الماضى، خسرت كل الفرق التى تأتى في الترتيب ما بين المركز الثانى والمركز السابع: لايبزيج وفرانكفورت ودورتموند وهيرتا برلين وهوفنهايم وكولونيا. كل هذه الفرق خسرت مبارياتها مؤدية بذلك خدمة جليلة للفريق البافارى!

بعد أن اطمأن الفريق إلى استمرار تصدره للبوندزليجا، أصبح اهتمامه مركزا على تشامبيونز ليج، وتنظر جماهير بايرن بشغف إلى المباراة التى يستضيف فيها ناديهم فريق أرسنال الإنجليزى غدا الأربعاء الموافق 15 فبراير بتمام العاشرة إلا الربع مساء، لأسباب مختلفة هى:

 

أولا لأن أرسنال خصم كبير والفوز عليه يسعد الجمهور، وثانيا لأن ميونخ يحتاج إلى فوز كبير تحسبا لمباراة الإياب التى ستقام فى لندن 7 مارس المقبل. وثالثا لأن الفريق البافارى متقدم فى الدورى الألمانى، وبلغ الدور ربع النهائى فى بطولة كأس ألمانيا، لذلك يصبح الفوز فى مباريات تشامبيونز ليج مهما لتحقيق طموحات النادى البافارى بإحراز الثلاثية هذا الموسم أيضا، لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وهى الفوز على أرسنال.

إصابات فى أعمدة تشكيلة أنشيلوتى

تساءل بعض المحللين الرياضيين، ما إذا كان أداء بايرن ميونخ فى مباراته الأخيرة أمام انجولشتات، يكفى لمواجهة أرسنال. خاصة أن هناك ثلاثة أعمدة أساسية ستغيب عن اللقاء.

فرانك ريبيري يعانى من تمزق عضلى، وجيروم بواتينج عاد إلى التدريب بعد خضوعه لعملية جراحية فى عضلات الصدر، لكنه لم يبلغ بعد مرحلة خوض المباريات. وإذا ما غاب تشابى ألونسو أيضا، فسيكون هو العمود الثالث المهم الذى سيغيب عن تشكيلة أنشيلوتى. علما أن الجهاز الطبى لبايرن أكد أنه سيبذل كل ما لديه لتفادى ذلك.

وكان لاعب خط الوسط الإسبانى تشابى ألونسو تعرض لإصابة فى ركبته أثناء تدريبات الاستعداد للقاء أرسنال، ما اضطره إلى قطع التدريبات. وتم نقله إلى مقصورة اللاعبين. وغياب ألونسو عن مباراة أرسنال لن يكون سهلا لبايرن وخاصة أن ألونسو هو واحد من اللاعبين الأساسيين الذين يعتمد عليهم أنشيلوتى.

"الفوز أهم من الأداء"!

وعلى عكس مدربين آخرين، تقبل أنشيلوتى هذه الإصابات بأعصاب باردة، فهو إيطالى وخطته يمكن وصفها بـ"العملية" في اللعب، فهو يعتمد على مبدأ "الفوز أهم من الأداء" وهو ما أكده جليا فى تعليقه عقب مباراة فريقه أمام انجولشتات عندما قال: "لا ينبغى علينا أن نحسن أداءنا، ويكفى أن نظهر بذات الأسلوب".

وهذا يعنى أن أنشيلوتى مقتنع بأداء فريقه وتعتمد فلسفته فى كرة القدم على أنها "ليست لعبة جمالية، بل إن الأهم فى عالم الكرة هو النتائج والتكتيك والموهبة، فمن غير الممكن أن نلعب دوما بأسلوب جيد، ولكن اللعب بأسلوب آخر يمكن أن يحقق لنا الفوز أيضا".

رئيس إدارة النادى البافارى كارل هاينز رومنيجيه هو الآخر مقتنع بفلسفة أنشيلوتى، إذا صرح مؤخرًا "أن الفوز بفارق صغير هو الأمثل بالنسبة للقاء أرسنال".

حقائق تثبت صحة فلسفة أنشيلوتى

وبالنظر إلى نتائج أنشيلوتى، فإن الحقائق تظهر أن خطته القائمة على مبدأ "الفوز أهم من الأداء"، هى خطة مثمرة، ففى المباريات الـ11 الأخيرة ، فاز فريق أنشيلوتي فى 10 مباريات. أربع انتصارات حققها من أهداف فى اللحظات الأخيرة وستة انتصارات كان الفوز فيها بفارق هدف واحد فى النتيجة النهائية للمباراة.

وفى منافسات دوري أبطال أوروبا، تظهر نتائج أنشيلوتي مع الفرق السابقة التى دربها، بأن الفوز الكبير لم يكن الأهم بالنسبة للمدرب الإيطالى. ففي عام 2014 تمكن من الفوز مع ريال مدريد بلقب البطولة في الشوط الإضافي. آنذاك كان أتلتيكو مدريد متقدما على النادي الملكى بهدف واحد، ليحرز ريال مدريد هدف التعادل فى الوقت بدل الضائع، وليفوز بعدها بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.

وفى عام 2003 تمكن من إحراز اللقب مع فريق انتر ميلان، وذلك بأسلوب لعب إيطالى تمامًا. فبعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبى بين فريق إنتر ميلان ويوفينتوس تمكن فريق إنتر ميلان من الفوز باللقب بركلات الترجيح.