«الغول والعنقاء».. والوزير السياسى!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم - أكرم القصاص
بمناسبة التعديل الوزارى هناك مقولة رائجة من عقود، أننا بحاجة إلى وزراء ورئيس حكومة سياسيين، وليسوا «تكنوقراط»، ولدينا مقولات تروج فى حياتنا السياسية، بعضها يأخذ مكانه من كثرة الاستعمال، لتصبح بديهيات، بينما هى مجرد كلام بلا معنى واضح، على طريقة أن مصر بها مناجم ذهب مختفية، تكفى كل الشعب، أو الوزير السياسى يحل أزماتنا الاقتصادية والسياسة.
 
المقصود بالوزير السياسيى أنه لا يشترط أن يكون متخصصا، ففى أوروبا والدول المتقدمة، لا يشترط أن يكون وزير الداخلية ضابط شرطة، أو وزير الصحة طبيبا، إلى آخره، مع الأخذ فى الاعتبار أن المناصب الوزارية يتولاها كوادر حزبية، يمارسون العمل السياسى لفترات طويلة داخل الأحزاب والمنظمات العامة، لكنها تعنى عندنا هؤلاء الذين يكونون قادرين على مخاطبة الرأى العام، بعيدا عن التعقيدات والتخصص، وهى مواهب لا تظهر من دون ممارسة.
 
كان رؤساء الوزراء فى عهد مبارك من عاطف صدقى حتى أحمد نظيف يوصفون بأنهم «تكنوقراط»، ومن المفارقات اليوم أن البعض يصف نفس هؤلاء الوزراء والمسؤولين البرلمانيين، من أمثال فؤاد محيى الدين، وصفوت الشريف وفتحى سرور ورفعت المحجوب، بأنهم كانوا سياسيين. وهناك نظرية طرحها الأستاذ عبدالغفار شكر بأن أغلب من تصدروا العمل العام وتولوا مناصب فى حكم السادات ومبارك، هم من كوادر الاتحاد الاشتراكى، بل وحتى الحزب الوطنى والأحزاب التقليدية، مثل التجمع والعمل والناصرى، أسسها من كانوا وزراء أو كوادر سياسية فى المرحلة الناصرية، وبالتالى المفارقة أن من طالبوا بتغيير بنية النظام السياسى هم من يدافعون عن تصور قديم ثاروا عليه.
 
ثم إن من يطالبون بوزراء سياسيين، لا يملكون مفهوما واضحا لمعنى الوزير السياسى، مع الأخذ فى الاعتبار أن حالة الفراغ السياسى القائمة، هى مسؤولية السلطة، والمعارضة بنفس المستوى، خاصة أن أغلب الكوادر السياسية البارزة، دخلت السياسة بعد المعاش أو فى أعمار متأخرة، وكلها تعانى من ثنائية الصراع بين السلطة والمعارضة، ولا يخلو حزب قديم أو جديد من صراع على السلطة، ينتهى إلى صدام. الوفد والناصرى من الأحزاب القديمة، والدستور والمصريين الأحرار من الجديدة، وبالتالى فإن الدعوة لتسييس المناصب، يعنى تحزيبها، قد تقود فى ظل الفراغ السياسى إلى صدام.
 
الغائب هنا ليس الوزير السياسى، الذى يبدو أحيانا من المستحيلات، كالغول والعنقاء، الأزمة هى فى غياب السياسة نفسها، بمعنى الحوار وتجاوز ثنائيات «المؤيد والمعارض» إلى السياسى القادر على التحاور والطرح وتجاوز الغضب إلى الممارسة اليومية بعيدا عن حالة رد الفعل، والمشى فى المكان.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كل ما تريد معرفته عن كأس السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

بعد حريق رمسيس.. 1676 سنترالًا في مصر تؤمن شبكة الاتصالات القومية.. تطوير البنية التحتية بتكنولوجيا الألياف الضوئية.. 13 مليون اشتراك في التليفون الأرضي.. و 12 مليون للإنترنت الثابت

الشيوخ الأمريكى يتجه لرفض خفض تمويل العلوم فى موازنة ترامب لعام 2026

الرئاسة العراقية: نرحب بإعلان حزب العمال الكردستانى تسليم سلاحه

بعد فوزها على لاعبة إسرائيل.. وزير الرياضة يشيد بـ لانا فتح الله فى بطولة أوروبا للاسكواش


أبقار إسرائيل تثير المخاوف بعد إطلاقها بشكل عشوائي بالأراضى اللبنانية.. فيديو

الأهلي يغلق ملف التفاوض مع مصطفى محمد خلال ميركاتو الصيف.. اعرف السبب

BBC تدرس خطة قد تعرض آلاف الوظائف للخطر لتوفير النفقات.. اعرف التفاصيل

موعد وصول وسام أبو علي إلى القاهرة بعد تجميد ملف رحيله عن الأهلي

القبض على المتهم بالتحرش بفتاة فى العمرانية


تنسيق الجامعات 2025.. قائمة الجامعات الخاصة المعتمدة فى مصر

نتيجة الثانوية العامة 2025.. الإعلان بالدرجات على اليوم السابع خلال أيام

بالأسماء.. إصابة 13 شخصا إثر انقلاب سيارة عمالة زراعية بصحراوى البحيرة

الأهلي يستعد لصرف مقدمات عقود اللاعبين استعداداً للموسم الجديد

اليوم.. محاكمة المتهمين بقتل زميلهم داخل المعهد التكنولوجى بالعاشر

نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. جاهزة على الاعتماد والإعلان

اليوم.. السكة الحديد تشغل عربات فاخرة وVIP على خط الإسكندرية القاهرة المنيا

تعرف على كيفية الاستفادة من السجلات المدنية الذكية

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم السبت

ترامب لمواطنيه: حلف الناتو كان يرى الولايات المتحدة تحتضر في عهد بايدن

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى