"التعليم فى الصغر.. كالنقش ع الحجر".. البرلمان يضع تصورا لتدريس مادة "حقوق الإنسان" بالمناهج الدراسية.. علاء عابد: مواجهة الإرهاب بالفكر.. ومحمد الغول: مادة علمية لإعدادى وثانوى.. و"نماذج" للابتدائى

إعمالا بالحكمة الأصيلة "التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر".. كثفت لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، برئاسة علاء عابد، خطواتها تفعيل المبادرة التى أطلقتها اللجنة بإعداد مادة جديدة تحت مسمى "التربية الوطنية وحقوق الإنسان"، يتم تدريسها بجميع مراحل التعليم المختلفة، على أن يُعقد اجتماع مرتقب بين اللجنة ووزير التربية والتعليم الجديد الدكتور طارق شوقى، للتنسيق فى هذا الصدد.

أهداف الخطة توضح نية رفع الوعى والإدراك للتلاميذ

وفى إطار تفعيل هذه الخطة وضعت اللجنة نصب أعينها أهداف عديدة، لاسيما فى الظروف الحرجة التى تمر بها البلاد، فى مقدمتها أن تكون المادة المُقترحة هى السبيل لخلق نشء جديد قادر على معرفة حقوقه وواجباته منذ الصغر وتوعيته فكريا بما يمنع تجنيد الشباب من بعض التيارات السياسية أو الدينية المتشددة لغياب المعرفة الحقيقة، على أن يتم صياغة هذه المواد فى شكل "نماذج أو تجارب" خلال المرحلة الابتدائية، على أن تُصاغ فى شكل مادة عملية لطلاب المرحلة الإعدادية والثانوية.

الاستعانة بخبراء فى الأمم المتحدة وأساتذة بعلوم السياسة

وبدأت اللجنة خطواتها بعقد اجتماعات متتالية فى ديسمبر الماضى مع الخبراء والمتخصصين منهم، الدكتورة نيفين مسعد، أستاذ العلوم السياسية، والدكتور محمد بسيونى، الخبير المعتمد بالأمم المتحدة، لمناقشة الخطوات التنفيذية لتفعيل مبادرة اللجنة، وأكد النائب علاء عابد، رئيس اللجنة، فى هذا الصدد أهمية معرفة المواطن لحقوقه وواجباته لكونها تسهم فى ترسخ قيمة الانتماء للوطن، مشيراً إلى مواجهة الإرهاب ليست بالسلاح والتشريعات فقط، ولكنها تحتاج إلى مواجهة فكرية تبدأ من خلال مراحل التعليم الأولى.

بحث استضافة وزير التعليم الجديد لمناقشة تفعيل الخطة

من جانبه قال النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن هدف تبنى اللجنة مبادرة إعداد مادة حقوق الإنسان يتمثل فى تعريف النشء الجديد فى جميع المراحل التعليمية بحقوقه وواجباته، وتنقسم إلى مرحلتين، بحيث لا تكون فى صيغة مادة علمية لطلبة المرحلة الابتدائية يصعب استيعابها فى هذه المرحلة العمرية، إنما فى صورة نماذج أو تجارب، مشيراً إلى أنه سيتم وضعها بالاشتراك مع المُتخصصين فى رياض الأطفال.

وأضاف الغول فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن المادة العلمية سيتم تدريسها فى "مرحلة الاعدادية والثانوية"، متضمنة المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن اللجنة عقدت اجتماعات سابقة مع المُتخصصين على أن يكون هناك خطوات متقدمة خلال الأيام القليلة القادمة.

وتابع الغول، أنه سيتم بحث فكرة استضافة اللجنة وزير التعليم الجديد طارق شوقى، للتنسيق بشأن إعداد مادة "حقوق الإنسان".

تشكيل لجنة فرعية من "حقوق إنسان البرلمان" لإدخال الخطة حيز التنفيذ

بدوره، قال النائب على بدر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن اللجنة تستعد حالياً لتشكيل لجنة فرعية تضم أعضاء بمجلس النواب وخبراء ومتخصصين لوضع المادة العلمية التى يمكن تدريسها، على أن تعقد لقاء مع وزير التربية والتعليم الجديد طارق شوقى، للتنسيق فى هذا الصدد.

وأضاف بدر فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنه يتم بحث إمكانية إعداد مادة مستقلة لحقوق الإنسان أو دمجها مع مادة "التربية الوطنية"، وكذلك بحث إمكانية أن تكون مادة مضافة للمجموع، مشيراً إلى أن الهدف من إطلاق تلك المبادرة إدراك الجيل الجديد لحقوقه وواجباته وحقوق الآخرين وخلق ثقافة تقبل الرأى والرأى الآخر.

وتابع وكيل لجنة حقوق الإنسان، أن أحد أهداف تدريس مادة حقوق الإنسان بالمراحل التعليمية المختلفة يتمثل فى نبذ العنف والتطرف، وبث الأفكار الصحيحة القومية بما يساعد على خلق جيل جديد بعيدأً عن الافكار المتطرفة التى تبثها جماعات التطرف مثل داعش وغيرها.

وأشار بدر، إلى أن اللجنة تسعى للانتهاء من وضع المادة العلمية التى سيتم تدريسها فى مراحل التعليم المختلفة، وذلك بالتنسيق مع خبراء التعليم والوزارة، قبل نهاية دور الانعقاد الحالى.

النائب شريف الوردانى: نحن فى أمس الحاجة لوضع مادة حقوق الإنسان

وأكد النائب شريف الوردانى، أمين سر لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن هناك حاجة ماسة لوضع مادة خاصة بحقوق الإنسان يتم تدريسها بجميع المراحل التعليمية لاسيما فى ظل الظروف الحالية للبلاد وبعد ثورة 25 يناير، وذلك حيث تساعد النشء الجديد على معرفة حقوقه السياسية وتوعيته بما يقضى على تجنيد الشباب من بعض التيارات السياسية أو الدينية المتطرفة.

وأضاف الوردانى فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الحرب الحالية لم تعد عسكرية مثلما كانت سابقاً إنما أصبحت فكرية فى المقام الأول بتجنيد الشباب وتمويلهم لتدمير اقتصاديات الدولة، لذا فأن الهدف من المادة التعليمية، تنمية فكر الشباب وتوعيته بحقوقه السياسية ومنع استغلاله من التيارات الدينية المتطرفة.