تفسير القرآن بالرسم بين الحلال والحرام.. جدل على مواقع التواصل بعد تجسيد فنان للآيات برسومات لتبسيط معانيها.. منتقدون: لا يجوز ويجب الإلمام بعلوم الشريعة.. وأحمد كريمة: لا مانع والنبى كان يشرح بالأمثال

برسومات بالأبيض والأسود فقط، استطاع الفنان المصرى "فريد عمارة" تجسيد بعض آيات القرآن الكريم، ببساطة حسب فهمه لمعانيها وبشكل يصل لأى شخص، سواء كان طفلا أو شخصا بسيطا لا يمكنه فهم الآيات دون تفسير مصاحب لها.

وما يجعل الرسومات تصل إلى القلب مباشرة هو بساطتها واستخدامه أدوات بسيطة يشرح بها كل آية، وتثير خيال المشاهد وتجذبه للفكرة والتصميم، كما تلفت الأنظار لتجسيدها مقاصد الآيات بشكل جمالى وبسيط.

ويخرج "فريد"، فى تصميماته، عن السائد فيما يخص مفاهيم عدة، مثل الموت والحياة واليأس والأمل، فلا ترى بين أعماله التى تصوّر الموت ما يخيفك، فهو يتحدث عنه بحرية تدل على التصالح معه.

 

ولحسم هذا الجدل تواصل "اليوم السابع" مع الدكتور أحمد كريمة، الداعية الإسلامى وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والذى أكد جواز مثل هذه الطرق للشرح وتبسيط آيات القرآن الكريم، مؤكداً أن النبى عليه الصلاة والسلام كان من وسائل تعليمه الأمثال والرسم، حيث كان يأتى بالأمثال من الواقع لشرح وتبسيط آيات القرآن الكريم لعامة الناس، لافتاً إلى أن هذه الرسومات الإيضاحية يمكنها أن تختصر 500 خطبة مطولة.

وضرب "كريمة" مثالاً لذلك فى كتاب رياض الصالحين أن النبى، صلى الله عليه وسلم، خط خطوط إرشادية على الأرض ليشرح بها أحد الأمثلة عن حياة الإنسان، مستنكراً ما يصعب حياة الناس بهذه الطريقة، قائلا، "هذا الصنيع هو حلال لأنه من وسائل الإيضاح إلا لو بها شىء خارج عن الدين و الأعراف".

وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يلجأ للبيئة لينقل منها ما يعينه على إفهام المتلقى، وكذلك هناك بعض الآيات فى القرآن الكريم بها ما يبيح ضرب الأمثلة لتوصيل المعلومة، مثل قوله تعالى فى سورة الحشر، "وتلك الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ".

وكذلك فى تفسير الآية، "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا"، وهذا مثل ضربه الله تعالى لأحبار بنى إسرائيل المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والمراد به عموم اليهود، مَثَّلهم فيه فى حملهم للتوراة، وعدم انتفاعهم بها بحمار يحمل أسفارًا.