د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب:الإهانة الـمُقَنَّعَة

داليا مجدى عبد الغنى
داليا مجدى عبد الغنى

مُشكلة الكثيرين، هروب الكلمات من ألسنتهم، حينما يتعرضون لموقف أو لفظ جارح، فهنا تتلعثم الكلمات على شفتيهم، وتهرب المعانى من عقولهم، فلا يجدون ما يردون به الإهانة أو الجرح، أو ربما يردونها بأكبر من حجمها، أو بطريقة غير لائقة، تجعلهم يتحولون من مجنى عليهم إلى جُناة؛ لأن رد الفعل كان غير متناسب على الإطلاق مع الفعل، وهذا عادة ما يحدث بسبب شتات الذهن، والرغبة السريعة فى رد الإهانة؛ حفاظًا على الكرامة، وصونًا للكبرياء.

 

وعُمومًا، فإن عدم الرد أو الرد المتجاوز كليهما يضع صاحبه فى موضع حرج، وينال منه أمام الآخرين، فالإنسان لابد له أن تكون لديه سرعة البديهة، وذكاء الرد الذى يتناسب مع المواقف مهما كانت صادمة. فللأسف، أحيانًا تأتى الإهانة من أشخاص يملكون القوة أو النفوذ، أو حتى القدرة على التلاعب بالكلمات والألفاظ، وهنا يظن الإنسان أنه عاجز عن رد إهانته؛ نظرًا لقوة قرينه، ولكن أيًا كان مصدر الإهانة، فمن الممكن ردها بمنتهى الذكاء، لو أحسن الإنسان استعمال عقله ولسانه.

 

والدليل على ذلك، موقف طريف صدر من كاتب شاب، كان قد ذهب إلى الروائى الفرنسى العالمى الشهير "ألكسندر دوماس"، مؤلف روايتى (الفرسان الثلاثة) و(غادة الكاميليا)، وغيرهما من القصص العالمية الشيقة، وقد عرض هذا الشاب على الروائى العالمى أن يتعاونا فى كتابة إحدى القصص التاريخية، وفى الحال أجابه "ألكسندر دوماس" بسخرية، وكبرياء: "كيف يمكن أن يتعاون حصان وحمار فى جر عربة واحدة؟!"، فرد عليه الشاب على الفور: "هذه إهانة لا تستحقها يا سيدى، إذ كيف تسمح لنفسك أن تصفنى بأننى حصان"، وهذه هى الإهانة المقنعة، فهذا الشاب استخدم ذكاءه فى تغيير المعنى الذى قصده الروائى الشهير، وأظهر له استنكاره من إهانته لنفسه.

 

والحقيقة، أن هذه هى المشكلة التى تواجه الطرفين، القوى والضعيف، فالقوى يظن أن بإمكانه إهانة الطرف الضعيف، والنيل منه، دون أن يناله أى ضرر، فى حين أن الضعيف يظن أنه عاجز عن رد الإهانة التى نالته، ولكن فى الواقع، من يملك الفطنة والدبلوماسية الفكرية، يمكنه أن يدفـع عن نفسه الأذى، وأن يرد إهانته بمنتهى الهدوء والذكاء.

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

10 معلومات حول تشكيل عصابى غسل أمواله خلف أنشطة مشروعة

لقطات تشويقية للموسم الرابع من The Bear.. فيديو

صناعة الدواجن آمنة ومستقرة.. وطلبات تصدير جديدة إلى الدول العربية والأجنبية.. الخدمات البيطرية: المزارع مستقرة ومطمئنة وجميع التحصينات متوافرة.. الثروة الحيوانية: مصر حققت مكانة متقدمة باستثمارات 200 مليار جنيه

رويترز: زلزال بقوة 6.5 درجة يضرب جزيرة كريت اليونانية ويشعر به سكان مصر

هزة أرضية يشعر بها سكان القاهرة الكبرى


زعيم كوريا الشمالية غاضبا بعد فشل تشغيل سفينة حربية: إهمال لا يمكن أن يغتفر

الأهلى أمام جمعية الساحل التونسى فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد

اليوم.. انطلاق امتحانات نهاية العام لصفوف النقل بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية

ميمي عبد الرازق يستعين بالأهلي ومودرن لاستكشاف البنك قبل صدام الدوري

النحاس يجهز لاعبي الأهلي البدلاء والعائدين من الإصابة قبل مواجهة فاركو


إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)

تجديد مسلسل The Diplomat لموسم رابع

القصة الكاملة لواقعة سرقة منزل الدكتورة نوال الدجوى من البداية للنهاية

4 لاعبين على طاولة الأهلي لتدعيم خط الدفاع قبل مونديال الأندية.. الأولوية للجزار

رابط مباشر.. الاستعلام عن أرقام جلوس الثانوية الأزهرية 2025 الآن

شبورة ورياح وأتربة.. حالة الطقس اليوم الخميس 22 مايو 2025 فى مصر

بتروجت يهزم سيراميكا بهدف بوبو ويودع كأس عاصمة مصر

منتخبات مصر ترسم خارطة المستقبل للكرة المصرية.. أملٌ متجدد وطموحات عالمية

متى تُنظر دعوى الحجر على الدكتورة نوال الدجوى من أحفادها؟

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى