محمود عثمان يكتب : اتعب وانت صغير.. تستريح وانت كبير

منذ النشأة وأبهاتنا وأمهاتنا وأقاربنا يسألونا تحب تطلع إيه لما تكبر؟ فى اللى يقول دكتور، واللى يقول مهندس، وفى الحقيقة أن الظروف هى التى تحدد مصيرك، الطموح حلو، بس لازم تعرف أن الواقع أكبر منه، يعنى أهم حاجة التصميم والإرادة فى تحقيق هدفك ومصيرك، يعنى مهما كانت الظروف ماتهملش تعليمك، مهما ساءت الظروف خليك أقوى منها، وصمم على أن يبقى ليك كيان وحياة كريمة، ما تمشيش ورا إحباطك، كثير مننا ظروفه قاسية جدا، لفقدان عزيز «أب أو أم»، فيحبط من داخله، ويتجه إلى أصدقاء السوء، وطبعا هيجروك للطريق الغلط، انت تقدر تكون كويس بس عليك أن تعلم أنك لازم تحدد هدفك، لازم تعرف أن الدنيا مليانة، هتشوف منها الحلو والمر، هى الدنيا كده من أجدادنا ومن قديم الزمن، فيجب أن تتعب وتجتهد فى هذه الحياة لأن زى ما بيقول المثل «اتعب وانت صغير تستريح وانت كبير»، ده حقيقى فعلا، إحنا فى بلد عشان تستريح فيها لازم تبذل كل جهدك عشان تعيش مرتاح البال وولادك يكبروا وما يحتاجوش لحد، لازم تتعب وتشتغل عشان تتجوز، لازم تتعب وتشتغل عشان تعمل مشروع خاص بيك، لازم تتعب وتشتغل عشان ماتمدش إيديك لحد، لازم تشتغل بكل طاقتك عشان تكون فى مستوى أفضل.عليك أن تتحلى بالصبر والعزيمة والإصرار.

وردا على سؤال الشباب « فين الشغل؟ » : دور لحد ما تلاقى، انت فى بلد مليانة بالشغل بس لازم تتعب عشان تلاقى، الشغل مش هيجيلك لحد عندك، لازم تتعب فى كل شىء عشان لما يجيلك الشغل وتجنى ثماره تحس بقيمة تعبك وعرقك، وتحقق كل اللى نفسك فيه، تجيب عربية، تجهز بنتك، لازم تجتهد وبلاش تقعد على القهوة تلعب ضمنة على مشاريب، ولا تخلص كل فلوسك على قمار، وتقول يا عم هو فين الشغل ده، الدنيا واقفة ومافيش شغل، وانت بينك وبين نفسك ماتبقاش راضى عن الكلام اللى بتقوله، وخلى بالك العمر هيجرى بيك، وهتكبر وهتضطر تشتغل أى حاجة، وتقول ياريتنى كنت اشتغلت من زمان، «فووووووء لنفسك دلوقتى قبل ما السكينة تسرقك».

خليك أقوى من الظروف، وحدد هدفك، واسعى لتحقيقه .