الأدب فضلوه على العلم

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
تعلمنا ممن سبقونا فى الماضى مقولة غاية فى الأهمية، لم ألتفت حقاً إلى عمق معناها إلا بعد أن وصلنا إلى ما نحن فيه من تردى العلم وانعدام الأدب وهى :"الأدب فضلوه على العلم".
سيادة وزير التربية والتعليم الفاضل : رسالتى لسيادتك قد تكون خارجة عن المألوف فقد نادى الكثيرون وأنا منهم فى السنوات الماضية وحتى يومنا هذا بضرورة إنقاذ منظومة التعليم التى هوت بأجيال بعينها وما زالت تهوى، إلا أن يكون هناك فارساً شجاعاً يقوى على قلب تلك المنظومة الفاشلة رأساً على عقب وإعادة تشكيلها بما يتناسب مع تطورات العصر ونظم التعليم التى نراها فى بقية دول العالم التى نتطلع للوصول يوماً إلى ما وصلت إليه بفضل العلم .
ولكننى الآن أغرد خارج السرب :
وأتقدم لسيادتكم بنداء عاجل لإعادة بناء الشخصية المصرية الأصيلة المعروفة بالأدب وحسن الخلق واحترام الكبير والعطف على الصغير وتبجيل المعلم واحترام المدرسة والالتزام . بالزى --إلى آخره ، وذلك من خلال المدارس جنباً إلى جنب مع تطوير أساليب التعليم بل ربما أهم.
 

سيدى:  

إذا انصلحت الأخلاق وترسخت القيم المفقودة من جديد ، ستنصلح أحوال التعليم وسيتأهل الطلاب الذين يتخذون العلم سخريا لإجلاله و تقبله وإدراك قيمته الحقيقية كما كان فى الماضى .
 
 
لعلك تعلم سيادة الوزير أن المدارس على مستوى الجمهورية كلها خاصة وحكومية لم تعد تدرج حصص الأنشطة والرياضة والموسيقى والزراعة والتدبير المنزلى فى جداولها، وإن تم إدراجها على الورق شكلياً تكون مجرد حصص فارغة للعب وخلافه !!
كانت مدارس الحكومة المجانى فى الماضى القريب تعج بمسابقات إلقاء الشعر والغناء والمسرحيات العالمية والحفلات الغنائية، هذا بحانب قداسة الحصص التعليمية وتبجيل المعلمين والالتزام بالواجبات والأنشطة. 
 
وبعد بزوغ نجم المدارس الخاصة التى انتشرت بسرعة كبيرة عن طريق عدد من رجال الأعمال العتاولة بحانب رجال الدولة الأشاوسة ، فتحولت العملية التعليمية بين ليلة وضحاها إلى تجارة رابحة، و شيئاً فشيئاً تلاشت من برامج تلك المدارس الأنشطة التعلمية و الترفيهية و الفنية و الرياضية لتقليص التكاليف وزيادة الأرباح ، وبالكاد بقيت حصص المواد الأساسية التى يقوم عليها مجموعة من التجار ( المعلمين سابقا) فاقدى كافة مقومات المعلم الكفء المحترم المخلص الذى يراعى ضميره و تتم محاسبته إذا ما قصر فى واجبه !
فتحول المدرس إلى مسخ ، لا يحترمه تلاميذه ، إذ يتوجه إلى منازلهم فى نهاية اليوم ليتلقى مبلغاً من المال مقابل شرح الدرس الخصوصى الذى لم يكلف خاطره أن يشرحه بذمة و ضمير فى الفصل!
هذا بحانب توجس المدرسين والقائمين على المدارس خيفة من توبيخ أي من الطلاب الذين يدفعون آلافاً مؤلفة لإدارة المدرسة كل سنة !
فلم يعد هناك أدب ولا تعليم و لا خلق ولا قيم تُغرس فى هذه النبتة الصغيرة من خلال المدارس و يتم التأكيد عليها و تقويتها فى البيوت ، فتستقر و تتعمق و تتشكل بناءً عليها شخصية الطفل ثم الصبى ثم الشاب على مدار سنواته الدراسية بجانب ما يتلقاه من مناهج تعليمية !
 
أما عن مدارس الدولة التى كانت تُخرج أجيالا من كبار العلماء والأدباء و الفنانين والقادة ، فحدث ولا حرج ، فإن كانت المدارس الخاصة التى تتلقى المصروفات بالدولار حالها كما ذكرت من تدنى و تردى مستوى التعليم و الأخلاق ، فما بالك بمدارس المجان !!!
لابد من عودة مدارس الدولة بمواصفات الماضى ، و فرض الرقابة و تطبيق معايير الجودة على المدارس الخاصة ، ليسير الجميع على نظم ثابتة مُلزمة لا يتجاوزها أحد تضعها و تشرف على تطبيقها و الإلتزام بها وزارة التربية و التعليم ، و يكون للخارجين على القواعد عقاباً قاسياً و ربما إغلاق بغير عودة .
 

نهاية :

لا يصح إلا الصحيح ، ولن يحدث تطوير وطفرة و قفزة حتمية إلا بالتطهير العميق واقتلاع جذور الوباء والقضاء التام على كل أسباب الفشل والانهيار، فلنتجنب المسكنات والبناء بغير أساسات صالحة و متينة ، فلابد من نسف المنظومة برمتها بالقائمين عليها الذين حولوها إلى تجارة بحتة وإعادة بنائها على أسس الماضى من خلق وعلم وتربية بدنية وعقلية وروحية لربما تنصلح الأحوال وتعود مصر من جديد منارة للعلم و الدين والأخلاق .
اللهم بلغت اللهم فاشهد 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زى النهارده..هدف "تسلل للمعلم" يخطف الاضواء فى قمة الأهلى والزمالك

حر نار.. تحذير عاجل من الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 14 مايو 2025

اخبار الرياضة المصرية اليوم الثلاثاء 13 / 5 / 2025

بشرى سارة.. "التعليم" تعلن عن مسابقة فى يونيو لتعيين معلمى الحصة

على طريقة كريستيانو رونالدو.. مصطفى شلبى يعاتب نفسه بعد مباراة بيراميدز


التحقيقات مع متهم بالنصب أوهم ضحاياه بقدرته على شفائهم بالعلاج الروحانى

فى بيان حاسم.. الأوقاف: امتهان حرمة المساجد جريمة ومخالفة شرعية

الحرارة ترتفع لـ 44 درجة.. تغيرات مفاجأة فى حالة الطقس اعتبارا من الجمعة

ترتيب دورى نايل "مجموعة المنافسة على الدورى" بعد انتهاء الجولة السادسة

هزيمة سيدات الأهلى أمام بترو أتليتكو الأنجولي في نهائى السوبر الأفريقي لليد


أحمد حمدي يعود للمشاركة مع الزمالك أمام بيراميدز بعد غياب 359 يوماً

التحقيقات: التيك توكر أم رودينا تمتلك حسابا بـ2.4 مليون جنيه ومحافظ إلكترونية

شاهد هدف فوز الأهلي على سيراميكا بتوقيع بن شرقي

جنازة سما عادل إحدى ضحايا حريق خط غاز طريق الواحات من مسجد الحصرى غدا

وفاة "سما عادل" المصابة فى حريق خط غاز طريق الواحات

الأرصاد: نشاط الرياح اليوم لا يصل للعاصفة ونبدأ موجة حارة جديدة الجمعة القادم

الخارجية الفرنسية: لن يملي أحد موقفه على باريس بشأن الاعتراف بدولة فلسطين

الخارجية الأمريكية: عقوبات جديدة على طهران تستهدف شبكة شحن تنقل النفط للصين

ضبط طن كوكايين قبالة سواحل أستراليا.. و"ABC": قيمتها تصل 400 مليون دولار

حسام البدرى يناقش مصيره مع أهلى طرابلس بعد توقف النشاط الرياضى في ليبيا

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى