نِسْيان الخير

 الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
بقلم - الأنبا إرميا
تحدثنا فى المقالة السابقة عن النِّسْيان عائقًا فى حياة البشر: حين ينسى الإنسان رسالته ودوره فى الحياة، وحين ينسى وُعوده وعُهوده للآخرين؛ ليفقد معه معنى الوفاء والإخلاص. نوع آخر من النسيان يُعد أصعب الأنواع وهو "نِسيان الخير". وما أقسى تلك القلوب التى تنسى الخير الذى قُدم لها فى مسيرة حياتها من الآخرين!! وما أجمل النُّفوس التى تتذكر ما صُنع معها من خير، مهما اشتد خلافها مع من قدمه لها ! نعم إنه يمكننا أن نختلف ونتباعد ونمضى كل منا فى طريقه، لٰكنّ الخير يظل قائمًا ذكرى غير قابلة للنِّسْيان ولا تنتهى؛ بذٰلك لن يجد إنسان تجريحًا من أحد، ولن يسبب هو ألمًا لمن التقاه فى جزء من طريق الحياة، فربما يجمعهما جزء آخر من درب أيام العمر وحينئذ يجد كل منهما الآخر أمينًا مخلصًا يحمل قلبًا نقيًّا. 
 
إن عدم نِسيان الخير يملأ قلب الإنسان بالمحبة واللطف، ويجعل منه شخصًا إيجابيًّا فى الحياة، يزداد إيمانه وقوته وثقته، فيمضى قُدمًا فى طريقه وهو يحمل الخير للجميع. وهنا أتذكر عديدًا من القصص الواقعية مثل قصة "هاوارد": ذٰلك الصبى الذى كان يبيع البضائع إلى المنازل من أجل تسديد نفقات دراسته؛ وفى يوم ما، شعر بالجوع الشديد، ولم يكُن لديه مال ليسُد به رمقه؛ فقرر أن يطلب طعامًا من قاطنى أحد المنازل. طرق الباب، ففتحت له فتاة تسأله عن طلبه، فشعر بحرج شديد وطلب كوب ماء بدلًا من الطعام؛ إلا أن الفتاة أحضرت له كوبًا كبيرًا من اللبن! وحين سأل عما يجب دفعه، قالت: لا شيء! فقد علَّمتنا والدتنا أن لا نأخذ ثمن الإنسانية!! شكرها "هاوارد"، وقلبه يمتلئ فرحًا وسعادة؛ وحمل فى قلبه ذكرى ذٰلك الجميل، لتمر السُّنون ويلتقى د. "هاوارد" تلك الشابة بعد أن تعرضت لمرض نادر، وقد أنقذ حياتها. وفى فاتورة المستشفى كتب يقول: "دُفع المبلغ المطلوب كاملًا بكوب من الحليب. التوقيع: د. هاوارد كيلي"! لقد استطاع د. "هاوارد" أن يرد جميل تلك الإنسانة الذى ظل متأثرًا به ومتذكرًا إياه سنوات طوال حتى سنحت له الفرصة ليرُده، ولٰكن بكل تأكيد: إن تلك الخبرة التى مرت به جعلته إنسانًا تملؤه الرحمة والشفقة على كل محتاج وضعيف، مقدرًا عمل الخير وأهميته مع كل إنسان. 
 
أيضًا لا تنسَ تعب الآخرين من أجلك: فإن هناك بشرًا لا يعرفون إلا المبادئ والقيم، المحبة والعطاء، فيقدمون أغلى ما لديهم لك من أجل سعادتك ومساندتك ونجاحك، من أجل أن تصير عظيمًا قويًّا؛ إنهم يعتبرون رسالتهم فى الحياة: أن يَعضُدوا الآخرين فى هُدوء وسلام. فحَرِى بك أن لا تنسى كل نفس تعِبت يومًا ما من أجلك. 
 
وللحديث بقية ...
 
 *الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسيّ
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حسام البدرى يشكر الرئيس السيسي بعد تدخله لعودته من ليبيا

مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

أبو الغيط يعرب عن قلقه إزاء الاشتباكات المسلحة فى طرابلس


الأهلي يناقش مع ريفيرو استمرار النحاس وشوقي في جهازه المعاون

7 أندية تتنافس على ضم نجل كريستيانو رونالدو

مواعيد مباريات الزمالك القادمة فى الدورى

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

ريال مدريد يعلن إستبعاد لونين من قائمة مباراة مايوركا بسبب الإصابة


قائمة الأفضل في الدوري المصري.. إمام عاشور يتصدر وزيزو الغائب الحاضر

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

الرئيس السيسى يجتمع بوزير التعليم ومدير الأكاديمية العسكرية

الضرائب تعلن إطلاق حزمة تسهيلات ضريبية لتحقيق عدالة وكفاءة وشفافية أكبر.. النظام يمنح المشروعات التى لا تتجاوز أعمالها 20 مليون جنيه فرصة بدء صفحة جديدة بدون أعباء.. ويتضمن ضريبة دخل مبسطة من حجم الأعمال السنوى

محمد صلاح يتصدر هدافي الدوريات الخمس الكبرى ومبابى يطارد بقوة

فرص عمل للأطباء فى السعودية براتب يصل إلى 13 ألف ريال شهريا

البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بزلزال البحر المتوسط

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

الزمالك أمام فاب الكاميروني.. وسيدات الأهلي مع كالارا ياوندى بانطلاق الكؤوس الأفريقية لليد

رحمة محسن من بائعة قهوة لتصدر مشهد الأغنية الشعبية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى