قاسم حداد: على الأجيال الجديدة مراجعة القطيعة مع التراث ويبحثون عن جمال اللغة

الشاعر البحرينى قاسم حداد
الشاعر البحرينى قاسم حداد
كتب بلال رمضان

قال الشاعر البحرينى الكبير قاسم حداد، إن الأجيال الجديدة من شباب المبدعين عليهم أن يقوموا بمراجعة بعض المصطلحات المعنية بالأدب، والتى من أهمها مصطلح القطيعة مع التراث، وأن يقوموا باكتشاف جماليات اللغة العربية.

 

جاء ذلك خلال اللقاء الفكرى، الذى عقد مساء اليوم، الجمعة، ضمن فعاليات الدورة الـ48، لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، والذى استضاف لأول الشاعر البحرينى الكبير قاسم حداد، وعقدت الندوة فى قاعة صلاح عبد الصبور، شخصية المعرض، وأدار اللقاء الشاعر والإعلامى محمود شرف، وحضر اللقاء عدد من المثقفين من بينهم الشاعرة الإماراتية ميسون صقر، والكاتب طارق إمام، والكاتب صبحى موسى، وغيرهم.

 

وقال قاسم حداد فى بداية كلمته، يقول فان جوخ "إننا نقضى الحياة نتمرن على استخدام الكلمات"، مضيفًا: ولذا فإننا كلما أمعنا فى التجربة والسن تبين لنا أن الطريق أطول مما اعتقدنا، وللأسف فأنا لا أجيد الحديث عن التجربة الشخصية، وكلما تعرضت لهذا الموقف أجدنى أفشل، فلا أعرف كيف يتحدث أحد عن تجربته، ولكن هذا لا يمنع من أن أشير لبعض المواقف التى كان لها تأثير فى تكوينى الشخصى والفكرى.

وأضاف "حداد"، أظن أن معظم أبناء جيلى دخل إلى الأدب والشعر من بوابة كبيرة، هى بوابة السياسية، فالستينيات كانت فترة مليئة بالنضال، وإذا فحصنا العديد من تجارب الشعراء والمبدعين فى ذلك الوقت سنجد أنهم انخرطوا مبكرًا فى النضال، والكتابة الكتابة وسيلة لهم فى ذلك، وكانت سببًا مشروعاً، وسرعان ما اكتشفنا نحن أهمية التعبير الأدبى.

وتابع قاسم حداد: أزعم أننى أدركت أهمية التشبث بالشرط الإبداعى أكثر من الذهاب إلى الهاجس السياسى، دون أن يعنى ذلك أننى أدعوا إلى الإنعزال عن الهم السياسى، فهذا الزعم غير صحيح، فالشاعر أو السياسى لا يستطيع أن ينعزل عن الواقع المحيط به، وما يشغله من القضايا الأسياسية والإنسانية، ولسبب طبيعة الدور الذى ترشحه شخصية الشاعر أو المبدع الجوهرى، وهو ما لا يدركه السياسيون أو النشطاء أو الحزبيون فى النضال اليومى.

وأشار قاسم حداد إلى أنه فى البحرين أظن أن جيلى فى بداية الستينيات لم يصادف ذلك السجال أو ما يسميه البعض بالصراع بين الأجيال، لأننا بدأنا بعد فجوة كبيرة بيننا وبين الجيل السابق، مضيفًا: وعندما بدأ جيلنا يكتب تجاربه الإبداعية الأولى، كان هناك فرق زمنى يقدر بنحو عشرين سنة، ولم نكن قد رأينا من تجارب السابقين إلا تجربة الأستاذ إبراهيم العريض، وقد استحق هذا اللقب.

وتابع "حداد"، ولهذا حينما بدأنا تجاربنا الإبداعية فى الإبداعية فقد انطلقت من خلال اتصالنا بالتجارب الإبداعية العربية، وكان أفقًا عربيًا رحبًا، وجاء الإنهماك النضالي واليساري ليؤكد على أهمية اتصالنا بالحركات فى العالم، وأعتقد أن هذا أيضًا تسبب فى تصلب الكثير من مواهبنا الإبداعية، لأننا كنا نسعى لأن نكون على اتصال بالتجارب فى أقصى مكان فى العالم.

وقال قاسم حداد، أظن أن هناك بعض القضايا العربية التى كنا جزء منها، وكنا نحمل جزءًا من همومها، فقد كنا جزء من تيار شاسع يتدوال مصطلحات تغلب عليها الطبيعة الأيديولوجية والحماسة من ضمنها مفهوم الالتزام والواقعية الاشتراكية والأدب للجماهير، وكلها كانت متصلة بالهاجس السياسى، وكان هاجسنا عميقًا وأحياناً يتطرف إلى الوهم، وأنه يتوجب أن يقود فعالياتنا الأدبية، وسرعان ما تحول ذلك إلى سجال عميق فى البحرين سواء السياسى أو الثقافى العربى.

وأشار قاسم حداد إلى أنه من بين المصطلحات التى تم فهمهما بشكل خاطئ، هو القطيعة مع التراث، وهو هذا المصطلح حرم الكثيرين بسبب هذا الفهم الخاطئ، وبرأيى أن هذا المصطلح كان واحدًا من المصطلحات التى جنت على الحداثة، وأتمنى من الأجيال الجديدة أن يتعاملوا بحرص شديد مع هذا المصطلح، وأن تكون لديهم نظرة مختلفة عما وقعت فيه الأجيال السابقة، وأؤكد لهم على أننا لا نستطيع أن نحلق بأجنحتنا بدون اتصالنا بالجذور، وأعتقد أن كثير من التجارب المعاصرة بدأت تعى خطورة الفهم الخاطئ للقطيعة مع التراث.

كما أشار قاسم حداد إلى أن مصطلح قصيدة النثر بسبب تاريخه المبرك تسبب فى مبالغة كبيرة فى الانصراف عن العناصر الفنية والموسيقى التى هى أبعد عن بحور الخليل، وما إلى ذلك، مضيفًا: فالكتابة فى تقديرى لابد وأن تمنح النص درجة من الموسيقى، والموسيقى هنا ليست الوزن، وبالتالى فإن الشاعر الجديد الذى يأتى متحررًا من القيود، يأتى عاريًا، فتلك الحركة جلبت معها نوع من جاهزية الموسيقى، وعندما يخرج الشاعر عن التفعلية فعليه أن يقنع القارئ بأن ما يكتبه شعر، وهو مسئولية تتضاعف وتستدعى وعيًا جماليًا نوعيًا، وأعتقد أن الأجيال الجديدة عليها مسئوليات اكتشاف جماليات اللغة العربية، والرجوع إلى الجذر الأساسى للموسيقى، فاللغة العربية ثرية وغنية جدًا ومن الصعب والخسارة أن يفرط الشاعر العربى فيها، وأنا على المستوى الشخصى أحب أن أجد هذا الاختلاف بين النص المترجم والنص الأساسى للقصيدة التى يكتبها الشاعر العربى، وهذا ما أحرص دائمًا على أن أطرحه من أسئلة على الأجيال الجديدة، وللأسف استدركتها الأجيال الماضية، ومن هنا نناشد الأجيال الجديدة بأن يقترحوا علينا موسيقى جديدة.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شيكابالا والزمالك.. لحظات سحرية وأهداف لا تُنسى تحت عنوان "الأكثر تتويجا"

سائق متهور يحطم سيارة خلال "زفة" فى المنصورة ويصيب المارة ويفر هاربًا

لجنة التخطيط تتمسك باستمرار شيكابالا مع الزمالك حتى نهاية عقده

بي إس جي ضد إنتر ميامى.. جواو نيفيس يفتتح أهداف المباراة بالدقيقة 6

الأهلي يتفق مع رضا سليم على تسديد راتبه خلال "الإعارة"


الداخلية تضبط صانع محتوى يصور فيديوهات خادشة للحياء.. فيديو

سبب تأخر انضمام محمد شكري للأهلي رغم الاتفاق على تفاصيل الصفقة

محافظ الجيزة يعتمد تنسيق الثانوية العامة بحد أدنى 225 درجة

أسد الحملاوى يرد على شلاسك البولندى بعد اتهامه بالهروب من معسكر الفريق

وفاة والدة هشام إسماعيل وتشييع الجنازة من مسجد السيدة نفيسة


إخلاء سبيل أحمد السقا فى اتهامه بالتعدى على طليقته مها الصغير بكفالة 5 آلاف جنيه

حرائق ضخمة فى حيفا والجليل ومناطق واسعة بإسرائيل وإخلاء عدد من المنازل

الطقس غدا شديد الحرارة ورطوبة عالية وشبورة صباحا والعظمى بالقاهرة 37 درجة

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

امتحانات الثانوية العامة 2025.. طلاب بعد أداء امتحان الإنجليزى: أسئلة القطعة صعبة وإجاباتها محيرة.. مستوى الاختبار فوق المتوسط.. صفحات الغش تنشر الأسئلة بعد بدء اللجنة.. ووزارة التعليم تتخذ الإجراءات

هشام جمال يحتفل بملك زاهر شقيقة زوجته على طريقته الخاصة

وزير التموين: مبادرة سوق اليوم الواحد تنظم حركة التجارة وتوفر السلع للمواطنين

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

التحريات تكشف ملابسات مصرع سيدة سقطت من عقار فى مدينة 6 أكتوبر

دي ماريا يتخطى وسام أبو علي ويتصدر ترتيب هدافي كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى