مجلس الدولة يطالب الحكومة بعرض قانون التظاهر على "القضاء الأعلى".. قسم التشريع يؤيد جعل الاختصاص لـ"الأمور المستعجلة" فى طلب إلغاء أو نقل التظاهرة.. ويؤكد: ليست من اختصاص القضاء الإدارى

مجلس الدولة ــ أرشيفية
مجلس الدولة ــ أرشيفية
كتب محمد أسعد

طالب قسم التشريع بمجلس الدولة بوجوب عرض وأخذ رأى مجلس القضاء الأعلى، على تعديلات قانون الحق فى الاجتماعات العامة والمواكب والتظاهرات المعروف بـ"قانون التظاهر"، وذلك إعمالاً لحكم المادة 185 من الدستور، التى أوجبت أخذ رأى كل جهة أو هيئة قضائية فى مشروعات القوانين المنظمة لشئونها، والتى تتناول شأنا من الشئون التى يتولاها القضاء وفقا لاختصاصه الدستورى والقانونى.

 

وتنص المادة العاشرة التى راجعها قسم التشريع وأرسلها لمجلس الوزراء، على أن لوزير الداخلية أو مدير الأمن المختص فى حالة حصول جهات الأمن - وقبل الميعاد المحدد لبدء الاجتماع العام أو الموكب أو التظاهرة - على معلومات جدية أو قرائن ودلائل كافية، عن وجود ما يهدد الأمن أو السلم، التقدم بطلب إلى قاضى الأمور الوقتية بالمحكمة الابتدائية المختصة لإلغاء أو إجراء الاجتماع العام أو الموكب أو التظاهرة أو نقلهم إلى مكان آخر أو تغيير مسار المظاهرة، ويصدر القاضى أمرا مسببا فور تقديم الطلب إليه على أن تبلغ به الجهة الإدارية مقدم الإخطار فور صدوره، ولذوى الشأن التظلم من القرار وفقاً للقواعد المقررة بقانون المرافعات المدنية والتجارية.

 

وسبق للمحكمة الدستورية العليا أن أصدرت حكمها بإبطال وعدم دستورية المادة العاشرة من قانون التظاهر رقم 107 لسنة 2013، والتى كانت تمنح وزير الداخلية ومدير الأمن المختص حق إصدار قرار بمنع الاجتماع أو التظاهرة المخطر عنها أو إرجائها أو نقلها، فأجرت وزارة العدل التعديل الجديد، وتم عرضه على قسم التشريع بمجلس الدولة.

 

وحصل "اليوم السابع" على نص ملاحظات قسم التشريع على تعديل المادة، حيث أيد القسم برئاسة المستشار أحمد أبو العزم، المادة فى شكلها الجديد، ومنح الاختصاص لنظر الطلب إلى قاضى الأمور الوقتية بالمحكمة الابتدائية المختصة، رافضاً المطالب بجعل الاختصاص لمحاكم القضاء الإدارى بمجلس الدولة.

 

ذكر قسم التشريع أن اختصاص قاضى الأمور الوقتية "الأمور المستعجلة" بنظر طلب جهة الإدارة بإلغاء أو إرجاء أو نقل أو تغيير مسار التظاهرة فى ضوء ما تحصلت عليه من معلومات جدية أو قرائن ودلائل كافية قبل بدء التظاهرة، تفيد وجود تهديد للأمن أو السلم، لا يخالف حكم المادة 190 من الدستور، الخاصة بمجلس الدولة، تأسيسا على انتفاء وجود المنازعة الإدارية التى يختص بها مجلس الدولة فى مثل هذه الحالات، حيث لا يتجلى أى وجه للسلطة العامة فى هذا الشأن، فلا تصدر الجهة الإدارية أى قرار إدارى ينال من حق الأفراد فى تنظيم الاجتماع العام أو الموكب أو التظاهرة السلمية، وإنما تلجأ إلى قاضى الأمور الوقتية بطلب استصدار أمر، ليقرر حينها دون غيره، ما إذا كانت هناك حقوق ومصالح وحريات أولى بالرعاية تحيز منع الاجتماع أو التظاهرة السلمية أو تأجيلها أو نقلها أو تعديل مواعيدها أو تغيير مسار التظاهرة، وذلك فى ضوء ما تقدمه جهة الإدارة "وزارة الداخلية أو مدير الأمن المختص" من دلائل وبراهين ومعلومات موثقة تقتضى ذلك وتبرره.

 

أوضح قسم التشريع كذلك أن الطلب الذى يقدم من وزارة الداخلية أو مدير الأمن المختص لا يصدق عليه وصف الدعوى، كما أن الأمر الذى يصدر فى شأنه لا يصدر عليه وصف "الحكم" وبالتالى يفقد مقومات المنازعة الإدارية، فضلا عن أن جهة الإدارة لا تملك استخدام أساليب السلطة العامة فى الحالات المشار إليها ويبقى الأمر مرجعة القضاء فى كل حالة على حدة، ومن ثم لا نكون بصدد منازعة إدارة مما تدخل فى اختصاص مجلس الدولة، الأمر الذى يضحى معه إسناد المشروع المعروض الاختصاص بنظر الطلب المشار إليه لقاضى الأمور الوقتية بالمحكمة الابتدائية، فى محله، وفرضته اعتبارات عملية تبرره نظرا للسرعة المطلوبة فى هذا الشأن وطبيعة الإجراء الوقتى الذى تقتضيه ظروف الحال والمصلحة العامة المستهدفة من ورائه والتى تكون أولى بالرعاية من مصلحة بعض الأفراد فى ممارسة حقهم فى تنظيم التظاهرة أو الاجتماع العام أو الموكب.

 

وتبنى القسم وجه النظر هذه بعد دراسته لمشروع القانون فى ضوء نصوص الدستور والقوانين ذات الصلة بأحكامه، وأحكام المحكمة الدستورية العليا وأحكام المحكمة الإدارية العليا وأحكام محكمة النقض ذات الصلة بالمشروع، ومنها الحكم الصادر عن المحكمة الدستورية العليا فى القضية رقم 160 لسنة 36 قضائية دستورية 2014 وكذلك فى ضوء ما استقر عليه قضاء المحكمة الإدارية العليا "دائرة توحيد المبادئ" من أن المقصود بالمنازعة الإدارية تلك المنازعات التى تنشأ نتيجة نشاط وأعمال السلطة الإدارية بوصفها سلطة إدارية - أى فى مجال ممارسة وظفتها الإدارية - إذا ما باشرت بشان هذا النشاط أسلوب السلطة العامة.

 

كما استند إلى حكم صادر من المحكمة الإدارية العليا فى الطعن رقم 1770 لسنة 48 قضائية عليا عام 2009، الذى أكد أن لا تعتبر المنازعة إدارية لمجرد كون الإدارة طرفا فيها، فإذا كانت التصرفات التى تجريها الجهة الإدارية متجردة من السلطة العامة ولا تتعلق بقرار إدارى نهائى أو التعويض عنه، تسرى أحكام القانون الخاص، كما يختص القضاء العادى بنظر المنازعات الناشئة عن تلك التصرفات.

 

كانت المحكمة الدستورية العليا قد أبطلت هذه المادة والتى كانت تمنح وزير الداخلية ومدير الأمن المختص حق إصدار قرار بمنع الاجتماع أو التظاهرة المخطر عنها أو إرجائها أو نقلها، وذكرت فى حيثيات حكمها إلى وجوب أن يكون القرار أو الطلب مراقب من "القضاء المختص" دون أن تحدد من هو "القضاء المختص" فتم إجراء التعديل ومنح الاختصاص لقاضى الأمور الوقتية، فخرجت مطالب بجعل الاختصاص للقضاء الإدارى بمجلس الدولة، لكن قسم التشريع بالمجلس أيد وجهة النظر الأولى مستنداً فى حيثياته لما سبق ذكره.

 

وكان المستشار أحمد أبو العزم رئيس قسم التشريع قد أكد فى حواره مع اليوم السابع أن القسم راجع فقط المادة العاشرة من قانون التظاهر التى عرضت عليه فقط، وذلك فى ضوء الاختصاص المنعقد له، وأنه يرحب بأى تعديلات أخرى تقترحها الحكومة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل سقوط تاجر مواد مخدرة قبل ترويج بضاعته فى الوراق

اعرف مواعيد قطارات القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 22-8-2025

موعد مباراة الأهلي ضد غزل المحلة فى الدوري والقناة الناقلة

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

هالاند يقود تشكيل الجولة الثانية فى لعبة فانتازى الدورى الإنجليزى


آدم كايد: سعيد بالفوز أمام مودرن سبورت وجماهير الزمالك فاجأتني بحبها

أسعار اشتراكات المترو لكل الفئات وموعد فتح اشتراك الطلبة وأماكن المكاتب

محمود فوزى: نظام البكالوريا مجانى ومتعدد ويقضى على شبح الثانوية العامة

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

خالد منتصر: أنغام ليست مصابة سرطان وألمها بدون تفسير بعد جراحة بالروبوت


المستشار محمود فوزي: دعوا الوقت يثبت جدية الحكومة فى تطبيق قانون الإيجار القديم

جماهير الزمالك لفريقها أمام مودرن: "لا تترك أي فرصة واهزم كل موقف"

عمر مرموش يُفاجئ الجميع بأصعب مدافع واجهه فى الدورى الإنجليزى

بدرية طلبة تمثل أمام لجنة مجلس تأديب من 5 أعضاء.. اعرف التفاصيل

الرئيس السيسى وولى العهد السعودى: نرفض تهجير الفلسطينيين أو إعادة احتلال غزة

زفاف بعد السبعين.. فريد وفاطمة يتحديان السن ويدخلان عش الزوجية فى المنوفية

رئيس الأمن العام البحريني يبحث مع الملحق العسكري الأمريكي التعاون الأمني

الرئيس السيسى يصل مطار نيوم بالسعودية والأمير محمد بن سلمان فى استقباله

استشهدت بـ"ياسمين تخلى الحجر يلين".. دعوى جديدة تطالب بحجب “تيك توك”

أمن البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة فى نيويورك يتصدى لمحاولة اقتحام من مخربين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى