شكراً ترامب.. أشعرتنا بالخطر

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
كل الأزمات فى الحياة لها وجهان، أحدهما ظاهر يتكشف منذ البداية، ويمثل الصدمة الأولى كما يقولون، لكن دائمًا ما يكون هناك وجه آخر يأتى على مهل، ويحمل فى داخله ما خفى عنا من هذه البدايات، يحدث ذلك فى كبير المشكلات وصغيرها، ومن ذلك قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتعلقة بمنع مواطنى 7 دول إسلامية من دخول أمريكا.
 
فى البداية تنبهنا جيدًا إلى العنصرية التى تصل إلى حد الكراهية فى هذه القرارات المشينة القائمة على المنع، والتى تتنافى مع الديمقراطية التى تدعيها أمريكا، ولمسنا العنف السياسى الكامن خلف هذا الأمر، والذى يفتح الباب واسعًا لكثير من التطرف والعنف فى العالم، الذى سيصيب الجميع لدرجة أنه سيهدد أمريكا من الداخل، لأنها قدمت نفسها بصفتها عدوًا لأناس يعتنقون أفكارًا معينة تخصهم، ولا تحمل ضررًا لهم، وبذلك تكون هذه الدولة التى تدعى التمسك بالقانون غير قانونية لأنها تتجاوز فكرة الاتهام والدليل والبرهان، ومعتمدة على التعميم والعاطفة.
 
لكن الصورة إذا ما اتسعت بعض الشىء ظهرت زوايا أخرى لها، لم نتنبه إليها منذ البدابة، من ذلك شعور المسلمين بالخطر فى أمريكا وخارجها، وهذا الخطر ليس سيئًا تمامًا كما يبدو، فهو الوحيد القادر على دفع الناس للعمل بشكل أفضل، ومحاولة الاتحاد والوقوف صفًا واحدًا فى مواجهة التربص بهم، كما أنه يدفعهم حتمًا للتكامل، وأن يعرفوا مناطق ضعفهم فيتخلصوا منها، أما مناطق القوة فيعملون على تقويتها، لا شىء يجعلنا متنبهين ويقظين وقادرين على العمل سوى شعورنا بأن هناك من يتربص بنا وبحياتنا.
 
جانب آخر مهم نجم عن هذه القرارات، هو التعاطف الذى ظهر من كثير من الأمريكيين، بدليل المظاهرات الحاشدة التى تشهدها ولايات أمريكية، كذلك التعاطف الأوروبى الكبير الذى لا يوافق على هذا الاستبعاد، هذا التعاطف سوف يجعل الكثيرين يسعون للتعرف على هؤلاء المسلمين الذين يخشاهم «ترامب»، فيتعرفون بشكل حقيقى على الإسلام والمسلمين، وسيعرفون جيدًا أن هناك فارقًا كبيرًا بين الإسلام والتطرف، وأن أهل الإسلام محبون للحياة والناس، ولا يبغون السعى فى الأرض فسادًا، وسيدركون تمامًا أن الإرهاب هو صناعة أنظمة وحكومات، وأن بلدهم متورطة بشكل كبير فى صناعة التطرف فى العالم، عن طريق تقوية الجماعات الراديكالية بشكل ملحوظ.
 
نستطيع أن نستفيد من الأزمة، وتصبح لنا مكانة تليق بنا فى العالم، إذا ما كان لدينا الوعى الكافى واللازم لدراسة هذه التغيرات، وتكوين جبهة قوية تشعر الآخرين بأننا جزء منهم فينتهى الخطر.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إمام عاشور يغادر المستشفى بعد تعافيه من الوعكة الصحية

تفاصيل زلزال الساعة 6 صباحا.. بقوة 6.24 ريختر واستمر لأقل من 15 ثانية (إنفوجراف)

الأهلى يطمئن على إمام عاشور بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة

زلزال 6 الصبح.. هزة أرضية بقوة 6.24 ريختر على بعد 499 كيلومتر شمال مرسى مطروح.. رئيس الشبكة القومية للزلازل: سجلنا تابعين ومدته أقل من 15 ثانية.. ويؤكد: التوابع أقل بكثير وغير محسوسة

أوناش المرور ترفع حطام حادث تصادم 7 سيارات على الطريق الدائرى بالبساتين


المعاينة: مصرع شخص وإصابة 15 فى تصادم 7 سيارات بدائرى البساتين.. صور

بدأ العد التنازلى.. مواعيد مباريات الأهلى فى كأس العالم للأندية 2025

من نجم الملاعب لمتهم فى القفص.. نهاية غير متوقعة لـ"على غزال"

حادث تصادم بين 7 سيارات واشتعال النار فى سيارة ملاكى أعلى دائرى المنيب

القومية للزلازل: زلزال كريت استمر لأقل من 15 ثانية وسجلنا تابعين حتى الآن


أمريكى يقتل 2 من موظفى سفارة إسرائيل بواشنطن صارخا الحرية لفلسطين.. فيديو

زلزال بقوة 6.24 ريختر على بعد 499 كيلومتر شمال مرسى مطروح

مقتل اثنين من موظفى السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بواشنطن

رويترز: زلزال بقوة 6.5 درجة يضرب جزيرة كريت اليونانية ويشعر به سكان مصر

هزة أرضية يشعر بها سكان القاهرة الكبرى

زعيم كوريا الشمالية غاضبا بعد فشل تشغيل سفينة حربية: إهمال لا يمكن أن يغتفر

طارق مصطفى يحذر لاعبي البنك الأهلي من انتفاضة المصري بعد رباعية سيراميكا

عبد الله حسن وشريف حمدان يتعاونان مع لبلبة في عمل غنائي لأصحاب الهمم

إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)

القصة الكاملة لواقعة سرقة منزل الدكتورة نوال الدجوى من البداية للنهاية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى