خالد عزب يكتب: حافة الكوثر.. رواية كاشفة لأزمة جيل

غلاف الرواية
غلاف الرواية

الرواية الأولى للروائى قد تكون كاشفة لقدراته فى السرد، لكن الأكثر أهمية هى أنها تقدم رؤيته للحياة، وفى رواية "حافة الكوثر" للأديب على عطا، الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية نجد مستويات متعددة من الحكى، باستدعاء الماضى تارة أو بإثرائها بالشخوص والأحداث، هنا أستطيع أن أستدعى عبر صفحات الرواية شيئا آخر مهما، هو قدرة الراوى فى التعبير عن أزمة جيله، فهو يدخل مصحة نفسية للاكتئاب.

 

لكن الكاتب يؤكد أن الاكتئاب مرض شائع، وقد لا يكون ضروريا إن يدخل صاحبه مصحة، لكن شيوع الاكتئاب له أسباب متعددة، فى حالة الراوى، هى سبب اجتماعى وفى حالات أخرى قد يكون اقتصاديا أو سياسيا، فهل عبر الراوى عن أزمة جيل فى حقيقة الأمر، إن من ولدوا فى ستينيات القرن العشرين فى مصر وامتد بهم العمر إلى الآن مروا بأزمات واضطرابات اجتماعية وسياسية عديدة، وتحولات اقتصادية، فضلاً عن انسداد أفق الصعود السياسى لمن هم يطمحون لممارسة العمل السياسى، أو انسداد أفق الصعود الاجتماعى لتحول المجتمع لطبقية جديدة، هى طبقية الوظائف المغلقة على أسر معينة، فهل كان "على عطا" فى "حافة الكوثر" يعبر عن هذا بصور مختلفة عبر مصحة الكوثر التى يرتادها عدد من شخوص روايته، سؤال لا تجيب عنه الرواية، لكن الراوى يتركك لكى تسأل نفسك، فالراوى هنا يترك قارئة لكى يتخيل أحداثا إضافية، فالراوى يترك مساحات للقارئ ليبنى مع الراوى أحداثاً، فهل "على عطا" هنا يستخدم تقنيات السرد الرقمى التى يشترك فيها المبدع والقارئ فى بناء واستكمال العمل الأدبى، لعله قصد ذلك.

 

لكن فى ثنايا الرواية قد تستطيع أن تقرأ أن المؤلف بصدد عمل روائى آخر يمهد له، فهو بقدر ما أعطى فقرات متناثرة مترابطة مع النص عن ذكرياته فى مدينة المنصورة إلا أنه ترك القارئ شغوفاً لكى يعرف المزيد عن ذكرياته الراوى فى هذه المدينة.

 

"حافة الكوثر" جسدت جزءاً مهماً من تاريخ أعماق المجتمع المصرى عبر قرونه وتشابكاته، فالرواية شبه سيرة ذاتية لشخص الراوى، الزمان والمكان كلاهما حاضران، لكن على قدر بطولة الراوى تبدو بطولة المكان وهو المصحة النفسية، الرواية تجعل من المرض النفسى مرض يشفى منه الإنسان، لكن الراوى يرى أن العلاج بالكتابة قد يكون هو الحل، إننا هنا أمام أزمة طبقة متعلمة فى مصر، طبقة مبدعة، لم تستطع أن تعبر عن نفسها، فاعتصرها الاكتئاب، فهل الراوى يحذرنا، أم أنه يبحث عن شفاء، فأزمته حتى فى سكنه الذى حلم به تعانى من إهمال الدولة، وأزمته فى صراعات المجتمع بين زوجته الأولى والثانية تعكس اضطراب العلاقات الزوجية، وأزمته فى التواصل مع موطنه حيث ولد جسدها بأنها أصبحت إرسال الأموال للأهل أو الذهاب فى حالات الوفاة، فهل هو يعبر عن لحظة تفكك المجتمع؟ أسئلة عديدة تطرحها هذه الرواية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يواجه الزمالك بالجولة الثانية من نصف نهائي سوبر السلة رجال

قناة السويس تبدأ منح تخفيضات 15% على عبور السفن العملاقة لمدة 90 يومًا

أمير قطر يفاجئ ترامب بهدية غير متوقعة بعد توقيع اتفاقيات تاريخية

موعد مباراة منتخب الشباب والمغرب فى نصف نهائي أمم أفريقيا اليوم

5 معلومات عن عصابة مخدرات غسلت 280 مليون جنيه فى أنشطة مشروعة


الاتحاد يسعى لحسم لقب الدوري السعودي ضد الرائد الليلة

الإمارات تنفذ إخلاء طبيا عاجلا لـ 188 مريضا من غزة

حريق بكورنيش مصر القديمة.. والحماية المدنية تتمكن من إخماده (صور)

بعد وفاة الضحية الثامنة فى انفجار خط غاز الواحات.. ما عقوبة المتهمين؟

موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا


فى فيديو مؤثر.. حسام البدري يشكر الدولة على عودته الآمنة من ليبيا

الفنان محمد غنيم مهدد بالسجن 3 سنوات.. وهذه فرصته الأخيرة

مواعيد مباريات اليوم الخميس 15-5-2025 والقنوات الناقلة

مصرع لاعب كمال أجسام إثر حادث تصادم سيارتين فى التجمع

أول صور لوصول حسام البدرى من ليبيا بعد الأزمة الأخيرة

أوسيمين يقود غلطة سراي للتتويج بكأس تركيا على حساب طرابزون سبور

وفاة عبد الله محمد بطل مصر فى التجديف والاتحاد ينعيه.. صور

ريفيرو مدرب الأهلي المنتظر: بدأت من الصفر.. وما حققته لم يكن صدفة

تحويل طفل تعدى جده عليه بشبرا الخيمة للطب الشرعى

عاجل.. موجة شديدة الحرارة الجمعة والسبت والعظمى بالقاهرة تصل 40 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى