مارى لوبان تستعد لسباق الانتخابات الفرنسية ببرنامج مثير للجدل.. تتوعد غير الفرنسيين بإلغاء مجانية التعليم والعلاج.. وتعهدت بطرد المهاجرين والانسحاب من "الناتو" والاتحاد الأوروبى وإلغاء اتفاقية "شنجن"

بعد سلسلة من الجدل والتصريحات النارية، كشفت المرشحة اليمينية المتطرفة لانتخابات الرئاسة الفرنسية، مارى لوبان عن برنامجها الانتخابى فى مؤتمر حاشد مساء أمس، شنت خلاله هجوما على "العولمة المالية والعولمة المتطرفة"، معتبرة أنهما "عدوان" يهددان قيم الجمهورية الفرنسية، وأن الفترة المقبلة لابد أن يقررها الفرنسيون ويختاروها بعد تفكير.

وقالت لوبان، أمام حشد من أنصارها فى باريس: "العدو اليوم هو العولمة المالية والعولمة المتطرفة، ويجب أن نكون واضحون ومصممون وموحدون فى محاربتنا لهما".

ودعت لوبان الفرنسيين لحماية هوية بلادهم مع التحلى بالأخلاق، مشددة أن "الشعب الفرنسى هو من يحمى هوية بلاده وأقول ما قاله الجنرال (شارل ديجول)، فرنسا للفرنسيين".

وأضافت لوبان: "إن التطرف الهمجى والذى يتسبب يوميا فى موت المئات، يتناقض كليا مع قيم الجمهورية، كما أن المتطرفين موجودين بيننا ويسعون لنشر البربرية فى فرنسا وقيم التعدد بلى وانتهى"، وأكدت لوبان بلهجة حاسمة " سنحاربهم فى الداخل والخارج وسنطرد كل الأجانب المتطرفين وسنسحب الجنسية من مزدوجى الجنسية فى حال قاموا بأعمال إرهابية".

ونوهت إلى أن "منظومة شنجن، تريد أن تجعل من بلدنا فرنسا ساحة وملعبا يأتى إليه من يشاء"، كما وصفت الاتحاد الأوروبى بأنه "خيار فاشل"، واتهمته بأنه "يفرض وصايته على الدول"، وقالت لوبان: "أنوى العمل على خروج فرنسا منه".

وأشادت لوبن باختيار الشعب البريطانى الخروج من الاتحاد الأوروبى،الصيف الماضى، وقالت إنه "اختار حريته عندما قرر الخروج من الاتحاد الأوروبي".

ووعدت لوبان، بحرمان المواطنين مزدوجى الجنسية من جواز السفر الفرنسى،إذا ما شكلوا تهديدا لأمن الوطن والمواطنين الفرنسيين.

وقالت لوبن فى تجمع انتخابى حاشد فى مدينة ليون نقلته وسائل إعلام فرنسية: "المواطنون مزدوجى الجنسية، الذين تصنفهم الشرطة على أنهم يشكلون تهديدا للأمن القومى، سيحرمون من جواز السفر الفرنسى، وسيتم إعادتهم لبلدانهم الأصلية".

وتابعت لوبن قائلة "لن نبقى فى بلادنا من يمكنه أن يشكل خطرا على أمن مواطنينا، لذلك سنعيد كل مزدوجى الجنسية الذين يشكلون تهديدا على المجتمع الفرنسى".

ومن اهم تدابير لوبان حال فوزها هو الاستقلال بفرنسا والخروج من الاتحاد الاوروبى  وعدم الخضوع لأوامره وشروطه وكذلك خروج فرنسا من منطقة اليورو، وإنشاء عملة وطنية جديدة يتم التعامل بها فى فرنسا  فقط، وتكون عملتها الخاصة، وتنوى لوبان الانسحاب بالجيش الفرنسى  من قوات حلف الشمال الاطلسى ( الناتو).

ومن أبرز بما تنتويه لوبان هو فرض ضرائب على عقود عمل الأجانب، وخفض سن التقاعد، وزيادة عدد المزايا الاجتماعية، وتقليل الضرائب على الرواتب فى الشركات الصغيرة، وفى الناحية الامنية ترغب لوبان الاستعانة بما يصل إلى 15 ألف شرطى إضافى، وبناء المزيد من السجون وكبح الهجرة.

وقالت لوبان خلال تقديمها للبرنامج الانتخابى، "الهدف من هذا البرنامج هو فى المقام الأول استعادة فرنسا لحريتها ومنح الشعب صوتًا".

وتركز "الجبهة الوطنية" فى الأولوية على إشكالية الهجرة، وتفرضها بقوة على طاولة النقاش فى جميع المحطات السياسية، بسبب الأفكار المعادية للمهاجرين التى تطرحها، ما يجبر بقية الفرقاء السياسيين الرد عليها باقتراح برامج قابلة للتطبيق.

وتعهدت لوبان بفرض ضريبة جديدة على المقاولات التى تشغل المهاجرين، إلا أنها لم تحدد قيمتها، وإن كانت تشمل جميع المهاجرين أم المهاجرين غير الأوروبيين فقط.

وعبرت لوبان عن عزمها على تطبيق "الأولوية الوطنية فى العمل"، الذى كثيرا ما نادى به اليمين المتطرف فى كل المحطات السياسية، فى حال وصولها إلى قصر الإليزيه، ويهدف إلى إعطاء الأسبقية للفرنسيين فى التوظيف، ووضع المهاجرين المقيمين فى البلاد بصفة قانونية فى المقام الثانى.

ويتضمن برنامجها الانتخابى، انتهاء التعليم المجانى الذى يستفيد منه أبناء الأجانب، وستطالب الآباء بالمساهمة المادية فى تعليم أبنائهم. كما تضمن البرنامج تأكيد على أن المهاجرين المقيمين بصفة غير قانونية عليهم العودة إلى بلدانهم"، وعلى الذين سيبقون على التراب الفرنسى من المهاجرين المقيمين بصفة قانونية، "الاستجابة لشروط معينة حتى لا يشكلون أى عبء على مالية الدولة".

كما تعهدت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية مارين لوبان فى حال فوزها بالانتخابات الرئاسية بالعمل على مشروع قرار يلزم الأجانب المقيمين فى فرنسا بدفع نفقات الرعاية الصحية أثناء العامين الأولين من إقامتهم فى فرنسا.

وترى لوبان إنه "على الأجنبى الوافد إلى فرنسا بشكل قانونى أن ينتظر فترة محددة من أجل الاستفادة من الرعاية الصحية المجانية"، مضيفة أنه "فى حال دفع الأجانب الرسوم الاجتماعية والضرائب لمدة عامين يمكنهم آنذاك التمتع بذات الحقوق الاجتماعية للمواطن الفرنسي".

وبررت لوبان ذلك بأن "المواطنين الفرنسيين الذين يذهبون إلى دول مثل الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وأستراليا وغيرها يتكفلون بنفقاتهم الصحية بأنفسهم، لأن تلك الدول لا تكفل لهم ذلك".

يذكر أن حظوظ مارين لوبان تزداد فى المرور إلى الدور الثانى من الانتخابات الرئاسية، التى ستجرى فى السابع من مايو القادم،مع فضيحة الوظائف الوهمية التى يتخبط فيها فرانسوا فيون، مرشح اليمين التقليدى، الذى كان يعتبر الأوفر حظا للفوز فى هذه الانتخابات.