بزنس الهجرة غير الشرعية ينافس المخدرات فى أوروبا

هجرة غير شرعية

أ ش أ

الجمعة، 10 مارس 2017 07:04 م

"الهجرة غير الشرعية" و"سوق المخدرات".. مصطلحان اقترن أحدهما بالآخر فى الأعوام الماضية، من منظور حجم الأرباح التى تُدرّ على عصابات وتجار المخدرات ومهربى البشر خاصة فى أوروبا، فمع تزايد الصراعات والحروب الذى يشهده العالم ظهرت بشكل جلى المقارنة الربحية بين جناحى التجارة غير الشرعية التى نتجت عن تزايد أعداد المهاجرين وتاركى أوطانهم بحثًا عن ملاذ آمن بعيد عن ويلات الحروب وزيادة أعداد متعاطيى المخدرات.

ويبدو أن الإحصائيات والتقارير التى تصدر عن مؤسسات ومنظمات، تهتم برصد حجم الأرباح التى يحصل عليها "مهربو البشر"، تتزايد بشكل كبير فى الآونة الأخيرة مع تزايد أعداد المهاجرين من الدول التى تعانى الاضطرابات والحروب، ما دفع بعض الوكالات والمؤسسات الدولية لعقد مقارنة بين أرباح "تجارة" الهجرة غير الشرعية و"سوق المخدرات" فى أوروبا.

وفى ضوء ذلك، كشف تقرير أعدته وكالة تطبيق القانون الأوروبية (الشرطة الأوروبية- يوروبول)، اليوم الجمعة ، أن عمليات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، حققت مكاسب بلغت 5 مليارات جنيه استرلينى للعصابات وما يطلق عليهم "مهربو البشر".

وأوضحت "يوروبول" - فى تقرير من 60 صفحة تناول أرباح الهجرة غير الشرعية - أن الهجرة غير الشرعية تحولت إلى تجارة مربحة للعصابات أو بعض الأفراد، الذين حققوا مكاسب تراوحت بين 1ر4 و5 مليارات جنيه استرلينى عام 2015.

وأشار التقرير إلى أن تلك المكاسب انخفضت لتصل إلى 7ر1 مليار جنيه استرلينى فى عام 2016، وأن القائمين على تنفيذ عمليات الهجرة غير الشرعية من العصابات أو الأفراد استغلوا التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى للترويج لـ"خدماتهم"، ولفت إلى أن "تجارة" الهجرة غير الشرعية، اقتربت من منافسة "سوق المخدرات" أكبر الأسواق الإجرامية فى أوروبا.

وفى المقابل، أوضحت إحصائيات العام الماضى أن نسبة متعاطيى المخدرات فى الفئة العمرية (15- 24) عالية جدا فى أوروبا، وتصل إلى 29.7 فى المئة، وأن التأثير السلبى لسوق المخدرات على المجتمع فى أوروبا، يتخطى الأضرار الناجمة عن مجرد استهلاك المخدرات، ويعود السبب فى ذلك إلى تقاطع أسواق المخدرات مع أشكال أخرى للجريمة وحتى الإرهاب وتهريب البشر.

وأشار التقرير إلى عدم ظهور أية علامات تشير إلى تباطؤ تدفق المخدرات فى السوق الأوروبية التى دخلها أكثر من 100 نوع جديد من المخدرات، وجرى رصد 560 نوعًا من المخدرات بها، ما أدى إلى زيادة حجم أرباح هذه التجارة غير الشرعية فى البلدان الأوروبية.

وتشير الإحصائيات والتقارير التى ترصد حجم تجارة "سوق المخدرات" فى أوروبا، إلى أن المواطنين الأوروبيين أنفقوا أكثر من 24 مليار يورو خلال العام الماضي، وفق ما أظهرته تقارير للمرصد الأوروبى للمخدرات والإدمان، و"يوروبول" الذى صدر مؤخرًا.

وفى ضوء ما سبق، تقارب أرباح "تجارة" الهجرة غير الشرعية تجارة المخدرات فى أوروبا، ما يؤثر سلبًا على اقتصاديات أوروبا بشكل كبير فى ظل صعوبة وضع ضوابط تمكن من صد مخاطر الهجرة غير الشرعية وكذلك سوق المخدرات.