آثار تحت البطانية

سعيد الشحات
سعيد الشحات
بقلم سعيد الشحات
تكفى صورة واحدة للحسرة على ما وصلنا إليه من عبث واستهتار واستهزاء بتاريخنا. الصورة لرأس تمثال يرجح أنه لرمسيس الثانى، وهى مغطاة ببطانية تحمل صورة شخصية «سبايدرمان» الكرتونية، وقام الخفراء بهذا التصرف بعد يوم واحد من إعلان البعثة المصرية الألمانية المشتركة عن اكتشاف التمثال، ثم تركه رأسه على الأرض، ووفقًا لجريدة «المصرى اليوم» فى عددها الصادر أمس، السبت: «صعد عليه عدد من الأطفال للهو، فيما انشغل أهالى المنطقة بالتقاط صور سيلفى معه».
 
ضع هذه الصورة بجوار صور أخرى حتى تعرف كم جريمة ترتكب فى حق هذا البلد وتاريخه وحضارته يوميًا، هى تحمل نفس معانى العبث لصورة رأس التمثال وهى محطمة، وتحمل معانى الإحباط لصور آثارنا وهى تحاصرها مياه الصرف، وتحاصرها كميات هائلة، ولا تختلف عن صورة بلدوزر وهو ينتشل تمثالين أثريين للملكين رمسيس الثانى وسيتى بمنطقة المطرية.
 
صورة الرأس وهى مغطاة ببطانية، هى من نفس جنس التعبير فى التعامل مع الآثار بغسلها بجردل وبمياه من المجارى، هى انعكاس لسطور كثيرة فى تاريخنا مزورة ومكتوبة دون أدنى ضمير ومسؤولية، ومع ذلك نتركها فتؤدى إلى تشويه وتزييف وعى أجيال متعاقبة.
 
صدقونى لو تأملنا كل ذلك بوعى شامل وحقيقى سنجده يقود إلى نفس المقاصد والغايات، التى يسعى إليها هؤلاء الذين يفتون فى أمور الدين دون وعى، فيهيئون نفوسًا وعقولًا للتطرف، ويقدمون الخدمات المجانية للإرهاب والإرهابيين الذين حملوا المدافع والدانات لتدمير تمثال بوذا فى أفغانستان أثناء حكم طالبان، وقاموا بنهب وتدمير آثار تدمر فى سوريا، وسرقوا ونهبوا آثار العراق فور دخول الاحتلال الأمريكى الأراضى العراقية عام 2003.
 
مشهد واحد من مجمل المشاهد التى مرت أعيننا عليها فى الأيام الماضية، ونقلت حال آثارنا، كفيلة بنسف كل الجهود التى نبذلها فى الخارج للافتخار بتاريخنا وحضارتنا وآثارنا، علينا أن نتخيل رد الفعل الناتج من الهوس بآثارنا الفرعونية الموجود فى الغرب، كما أنها كفيلة بعدم الثقة فيما تقوله الحكومة بأنها تبحث عن موارد غير تقليدية لرفع قيمة الاقتصاد المصرى، فإذا كانت صادقة فى ذلك فلتتعامل مع الآثار بوصفها سلعة تجذب مزيدًا من السياح بالحفاظ عليها وحسن عرضها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

القبض على المتهم بقتل طليقته بأحد شوارع مدينة 6 أكتوبر

"إنت الوحيد".. أغنية من كلمات وألحان تامر حسني في ألبومه بتوقيع شريف مكاوي

قطار الثانوية العامة يصل محطته الأخيرة.. الطلاب يؤدون غدًا امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات التطبيقية.. و"التعليم" توجه بتدقيق البيانات بورقة الإجابة.. وتطمئن طلبة علمى بتسليمهم مفاهيم اختبار الأحياء باللجان

انتظام صرف معاشات شهر يوليو بالزيادة الجديدة 15%


الرئيس البرازيلى يدين إعلان ترامب فرض رسوم جمركية إضافية ضد دول "بريكس"

الطلائع يواجه الجونة وديا اليوم في معسكر الإسماعيلية

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول

منتخب مصر الثانى يقترب من مواجهة سوريا وديا فى سبتمبر

من أجل مياه نظيفة صالحة.. تحسين نوعية المياه على رأس أولويات الحكومة.. الانتهاء من التقييم البيئى والفنى للمنشآت الصناعية على مصارف كتشنر وبلبيس وبحر البقر.. وخفض أحمال التلوث من الصرف الصناعى على بحيرة المنزلة


قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

مناقشة كتاب "عن المسرح سألونى" لـ عصام السيد بمكتبة مصر العامة

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

الاهلى يستقر على تمديد وتعديل عقد أليو ديانج في معسكر تونس

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى