خفايا الحرب الروسية فى سوريا.. موسكو تستغل الأزمة للسيطرة على حقول النفط وأسعاره لمواجهة الصعوبات الاقتصادية.. التحكم فى خط سير التجارة العالمية فى البحر.. ومحاربة قطر وأمريكا ودول الخليج بشكل غير مباشر

خفايا الحرب الروسية فى سوريا
خفايا الحرب الروسية فى سوريا
كتب مؤمن مختار

لا تعلن روسيا عن الأسباب الخفية والرئيسية لحربها فى سوريا، فالجميع يعلم أن روسيا تحارب تنظيم داعش الإرهابى لمنع تدفق الإرهابيين ووصولهم للحدود الروسية، حيث تعلن موسكو باستمرار عن أن الجيش الروسي هدفه هو محاربة الإرهاب وأن موسكو تساعد سوريا والرئيس بشار الأسد لأنهم الحلفاء التقليدين لروسيا، ولكن الدول العظمى مثل روسيا وأمريكا لا تحارب هباءا ولكن بالطبع يوجد مصالح وأسباب خفية وراء هذه الحرب.

النفط

يستمر النزاع المسلح فى سوريا منذ ربيع عام 2011، وهناك نزاع شديد بين الجيش السوري الحكومى والعديد من الجماعات الإرهابية والدينية التي تتلقى تمويلات من العديد من البلدان، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وتركيا وقطر، للاستيلاء على حقول النفط المتواجدة داخل الدول العربية، ليصبح الصراع الرئيسى بين الدول العظمى باستخدام سلاح النفط وسعره.

دخلت روسيا على خط الصراع بين الدول الكبرى، عندما أرسلت المقاتلات والقوات الجوية الخاصة بها إلى قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، وضرب الجماعات الإرهابية التي تنقل النفط من سوريا إلى تركيا، وبيعه بسعر قليل جدا، مما يؤدى إلى ضرب اقتصاد الروسي الذي يعتمد بشكل كبير على توريد النفط والغاز.

بدأت روسيا بمواجهه صعوبات اقتصادية ضخمة عقب فرض العقوبات الأمريكية والأوروبية عليها في عام 2014، بعدما قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، بعدما كانت تتبع للسيادة الأوكرانية، وأصبح أمام روسيا عائق كبير يجب عليها أن تتغلب عليه بالمخاطرة في الدخول في حرب غير مباشرة مع أمريكا وحلفاؤها في سوريا.

التحكم في التجارة العالمية في البحر

وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الروسية والخبراء الاقتصاديين الروس أكدوا أن العملية العسكرية الروسية في سوريا تكلف الميزانية الروسية سنويا 58 مليار روبل، إلا أن روسيا تصر على توسيع العملية، فضلا عن استخدام الذخيرة والوقود، ولكن من جهة النظر الاقتصادية، العملية العسكرية الروسية فعالة من خلال التحكم في سير السفن، حيث تعد القيمة الرئيسية لسوريا هى الدول المجاورة لها وموقعها الرئيسى في منطقة الشرق الأوسط وجنوب البحر الأبيض المتوسط.

تهدف روسيا للسيطرة على البحر المتوسط وممرات العبور الرئيسية في شمال إفريقيا إلى غرب ووسط آسيا وجنوب ووسط أوروبا وتركيا وبلدان شبه الجزيرة العربية، حيث كانت دمشق النقطة الأساسية لطريق الحرير، وربما تصبح جزءاً من المشروع الصيني الحديث، بالإضافة إلى هذا قبل الحرب في سوريا، تم بناء شبكة من الطرق بطول إجمالي 1103 كم تربط تركيا والعراق والأردن ولبنان، حيث يمكن لسوريا أن تصبح بلد عبور لتسليم البضائع بشكل أرخص وأكثر أمنا، بالإضافة إلى إمكانية مرور نفط الشرق الأوسط والغاز للعملاء في أوروبا وتركيا.

روسيا الحديثة لا تستطيع تحمل حرب المبادئ الأيديولوجية، كما فعل الاتحاد السوفيتى، وبالتالى فإن الهدف الرئيسى للحرب الروسية في سوريا حماية المصالح الاقتصادية الروسية عن طريق عملية عسكرية مباشرة تؤثر على الاقتصاد الروسي بطريقة غير مباشرة.

مواجهة قطر ودول الخليج

قبل وجود الصراع السورى خططت الدول العربية للتعاون في مجال الطاقة مع تركيا والاتحاد الأوروبى، عن طريق مد خطوط أنابيب النفط ونقل الغاز عبر سوريا إلى محطات على ساحل البحر المتوسط إلى إيران والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والعراق، ولكن الخلافات بين المملكة العربية السعودية وقطر أدى إلى تعطيل المشروع، ولكن بالنظر إلى محادثات الغاز بين قطر وأوكرانيا في 2012، نرى أن قطر أرادت مرور الغاز القطري عبر سوريا إلى تركيا ومن ثم إلى البحر الأسود ثم إلى أوروبا، لضرب الاقتصاد الروسي وقطع الامدادات الروسية لأوروبا.

تبلغ صادرات النفط والغاز الروسية إلى أوروبا هى 160-170 مليون طن سنويا، وكانت العائدات الصافية لشركة ”غازبروم“ الروسية على مبيعات الغاز إلى أوروبا في عام 2015،2.16 تريليون روبل، ولكن بعد أن ينقطع هذا الامداد عن أوروبا من روسيا سيوجه للاقتصاد الروسي ضربة قوية، وسيكون الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي في ضوء تشديد العقوبات كبير للغاية.

الخلاصة هى أن القاعدة البحرية الروسية الدائمة في طرطوس بسوريا، سjضمن لروسيا السيطرة على السفن جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط، وضمان امن مئات الملايين من أطنان الصادرات الروسية، بالإضافة إلى منع مشاريع الغاز التابعة لدول الخليج العربى التى قد تمر بسوريا إلى الدول الأوروبية وتركيا، وضمان اتمام مشروع ”الخط الجنوبى“ بين موسكو وأنقرة، فالحرب الروسية في سوريا لا تكلف موسكو شيئاً بل هى عبارة عن تجربة وتطوير للأسلحة الروسية السوفيتية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قناة السويس تبدأ منح تخفيضات 15% على عبور السفن العملاقة لمدة 90 يومًا

"التضامن" تبدأ صرف مساعدات "تكافل وكرامة" للأسر الأولى بالرعاية اليوم

أمير قطر يفاجئ ترامب بهدية غير متوقعة بعد توقيع اتفاقيات تاريخية

زى النهارده.. الزمالك بطلا للدوري المصري للمرة الـ 11 فى تاريخه

بعد زلزال اليونان.. أرقام تلقى البلاغات بغرفة الطوارئ ومركز السيطرة بالإسكندرية


اليوم نظر محاكمة بلوجر شهيرة لاتهامها بجريمة مخلة

مواعيد مباريات إياب ربع نهائى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

امتحانات الثانوية الأزهرية على الأبواب.. توزيع أرقام الجلوس على 173616 طالبا.. الاختبارات تجرى فى 597 لجنة على مستوى الجمهورية.. والتصحيح عقب انتهاء جميع أعمال الامتحانات.. والنتيجة أول أغسطس

حريق بكورنيش مصر القديمة.. والحماية المدنية تتمكن من إخماده (صور)

القنوات الناقلة لمباراة مصر والمغرب اليوم الخميس في كأس أمم أفريقيا للشباب


بعد وفاة الضحية الثامنة فى انفجار خط غاز الواحات.. ما عقوبة المتهمين؟

50 % تخفيض لذوى الإعاقة فى كل وسائل النقل.. وتسهيلات بالأماكن العامة

موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا

مصرع لاعب كمال أجسام إثر حادث تصادم سيارتين فى التجمع

الأهلي يستقر على شراء عقد مصطفى العش.. والقيمة المالية تحسم الصفقة

"يا ثمرة المشمشة يا ساكنة أرض العمار".. فرحة كبيرة بموسم حصاد المشمش في القليوبية.. مزارعون: الإنتاج والسعر يفوق العام الماضى.. محمد على باشا أول من أدخل الثمرة لأرضنا.. ولدينا أشجار يصل عمرها 200 سنة.. فيديو

الهلال يغري كريستيانو رونالدو بعرض غير متوقع للمشاركة في كأس العالم للأندية

فرحة الصغار والكبار فى موسم حصاد محصول البطاطس فى غيطان الشرقية.. "كارا" أشهر الأنواع ومطلوب للتصدير.. موسم يوفر مصدر رزق لعاملات اليومية.. إنتاجية الفدان من 8 لـ11 طنا والسعر من 8 لـ10 جنيهات للكيلو.. فيديو

ريفيرو مدرب الأهلي المنتظر: بدأت من الصفر.. وما حققته لم يكن صدفة

تحويل طفل تعدى جده عليه بشبرا الخيمة للطب الشرعى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى