كيف اختزلنا الإسلام فى مذابح داعش؟

 عبدالفتاح عبدالمنعم
عبدالفتاح عبدالمنعم
بقلم - عبدالفتاح عبدالمنعم
اليوم نواصل ما سطره الباحث الإسلامى محمد على عتر عن سماحة الإسلام، حيث روى أنه اجتمع فى مجلس النبى يومًا عبدالرحمن بن عوف، وهو من أعز أصحاب الرسول وأكرمهم عنده؛ وحضر عبد من العامة يخاصم عبدالرحمن فى شىء، فغضب منه وقال له: يا ابن السوداء! فما كاد النبى يسمع ذلك حتى احمّر وجهه غضبًا، ورفع يده معنفًا عبدالرحمن أى تعنيف، وقال له تلك الكلمة الخالدة التى يحق لأمم الأرض أن تستقى منها شرعة العدل والمساواة: «ليس لابن بيضاء على ابن سوداء سلطان إلا بالحق»، فاستخذى عبدالرحمن، رضى الله عنه، ورأى أن يعتذر للعبد أوضع اعتذار وآلمه، فقام ووضع خده على الأرض وأهاب بالعبد: «أَنْ طأ عليه حتى ترضى»!
 
هذا هو دين الإسلام وعدله، وهذا وفاؤه وصدقه، انظروا إلى ذلك، ثم ارجعوا بالطرف إلى عصور المسلمين الزاهرة، أيام كانت تخفق أعلامهم فوق أربعة أقطار المسكونة، أيام دانت لهم ملوك الأرض، وانقادت لهم جميع الشعوب، أولم يأخذوا إذ ذاك بيد الضعيف حتى أخذوا له الحق من القوى؟ أولم يبددوا الفوضى ويحطموا عروش الأرستقراطية والاستبداد؟ أولم تستظل تحت رايتهم المذاهب المختلفة، والعناصر المتباينة، فعاش الشرقى والغربى، الأبيض والأسود. عاش المسلم والنصرانى واليهودى فى كنف الإسلام عيشة الهناء والرخاء؟ فنظرة بسيطة فى سيرة المهذب الأكبر والمنقذ الأعظم، محمد صلى الله عليه وسلم، ونظرة فى سيرة خلفائه وأتباعه، يتضح بهما لكم صدق ذلك، يتضح لكم عدل العرب ورحمة الإسلام. كان عليه السلام يرتب الجيش يومًا فى غزوة بدر فضرب أعرابيًا ضربًا خفيفًا لتخلفه عن الصف، فقال له الأعرابى، وهو سواد: أوجعتنى يا رسول الله، أريد القصاص، فكشف له الرسول عن بطنه الشريف، وقال له: «اقتص يا سواد»، فهجم الأعرابى على الرسول ولثم بطنه الشريف، فقال له النبى: ما حملك على هذا يا سواد؟، فقال: أردت أن يمس جلدى جلدك قبل أن يدركنى الموت.
 
وأذن عليه السلام للناس قبل موته بأن من له حق عنده فليطلبه، وإذا كان نحو ضرب فليقتص منه؛ وقد قال عليه السلام: «لقد شقيت إن لم أعدل»، و«والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها». هذا هو إسلامنا الذى لا يعرفه إلا الغرب، أما نحن فقد ضيعنا كل شىء وأصبح خليفة «داعش» هو الإسلام، والمذابح هى العقيدة، فهل نصحو من نومنا، ونعلم أننا أكثر الديانات تسامحًا مع الآخر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رابطة الأندية تستقر على إقامة قرعة علنية قبل انطلاق المرحلة الثانية للدورى الجديد

محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

المتهمان بسرقة الشقق: بنسرقها بأسلوب التسلق

بالأرقام.. حصاد ماريسكا مع تشيلسى بعد التأهل لنهائى كأس العالم للأندية


الطلائع يواجه الجونة وديا اليوم في معسكر الإسماعيلية

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول

منتخب مصر الثانى يقترب من مواجهة سوريا وديا فى سبتمبر

ترامب: أعتقد أن إنشاء ماسك لحزب سياسى سيكون لصالحنا

موعد نهائى كأس العالم للأندية 2025 بعد تأهل تشيلسى على حساب فلوميننسى


اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور

ملخص وأهداف مباراة فلومينينسى ضد تشيلسى فى نصف نهائى كأس العالم للأندية

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

غادة عبد الرازق ترد على اتهامها بالنصب وتتخذ الإجراءت القانونية

صورة قديمة للراحلة رجاء الجداوى فى شبابها تستمع بالمصيف

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

بتروجت: علاقتنا قوية مع الزمالك ولكننا متمسكون باستمرار حامد حمدان

أحمد نادر جلال: السقا أبهرنى فى الكوميدى فى "أحمد وأحمد"

بطل من الحماية المدنية.. قطع إجازته ليخمد حريق سنترال رمسيس ..صور وفيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى