مرصد الإفتاء: حتمية الصدام لدى الإخوان نشأت على يد البنا وطورها سيد قطب

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية
كتب لؤى على

كشف العدد الجديد من نشرة "إرهابيون" التى يصدرها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية عدة أسباب حوَّلت جماعة الإخوان المسلمين من جماعة دعوية إلى جماعة إرهابية، جاء على رأسها الجمود وتقديس الرموز وعدم الاعتراف بالأخطاء والتعامل مع الواقع من خلال تجارب الماضى المؤلمة وأخيرًا التكفير والصدام مع المجتمع.

وقال مرصد الإفتاء فى العدد الجديد من "إرهابيون" والذى جاء تحت عنوان: "الإخوان من دعوية إلى إرهابية.. الأسباب والملابسات": إن هناك عشرة أسباب التزمتها الجماعة على مدار تاريخها كانت السبب الأهم فيما وصلت إليه الجماعة الآن من تطرف وتكفير ورفض للآخر وصدام مع كل مكونات المجتمع.

وأوضح المرصد أن السبب الأول من هذه الأسباب يكمن فى أن ولاء أفرادها للجماعة مقدم على ولائهم للإسلام، بحيث تحول الانتماء للجماعة هو الأصل والانتماء للإسلام هو الفرع، وإذا تعارضت مصلحة الجماعة مع مصلحة الإسلام قُدِّمت مصلحة الجماعة، وبررت ذلك بأن الإسلام امتدح وحثَّ على العمل الجماعى، وأن التكاليف الشرعية لا تؤدَّى إلا فى جماعة، وبالتالى تحول هذا الانتماء إلى عصبية واقتتال لأجل بقاء هذه الجماعة، وتناسوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذه العصبية فى قوله صلى الله عليه وسلم: "من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتى، يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفى لذى عهد عهده، فليس منى ولست منه".

أما السبب الثانى: فهو تقديم العمل التنظيمى على العمل الدعوى، حيث يرون أن العمل الدعوى يُعد الخطوة الأولى نحو الجهاد العسكرى، وبالتالى يُستخدم كوسيلة للتجنيد واستقطاب أفراد جدد ينضمون تحت لواء الجماعة، وقد بدأ العمل الدعوى قبل ثمانية عقود على المقاهى وانتهى فى عصرنا عبر منصات التواصل الاجتماعى وغيرها، وعليه يكون الغاية هو العمل العسكرى، وهذا يبرر عنف الجماعة الموجود على الساحة حاليًّا ويبرر صدامها العسكرى مع الدولة وكل مخالف لهم.

وذكر المرصد السبب الثالث: وهو التشبث بالأفكار القديمة للأوائل وتقديسها ورفض كل ما هو جديد انطلاقًا من مقولة: "ما ترك الأول للآخر شيئًا! وليس فى الإمكان أبدع مما كان!"، كما أن قبولهم لأفكار القدامى منهم دون مناقشة أو تمييز بين الخطأ والصواب مما تحمله، وهذا أصابهم بالجمود فى التفكير وألغى دور العقل فى التأمل والتفكر والتجديد، وهذا يفسر صدامهم مع الواقع ورفضهم لأى فكر جديد، على الرغم من مدح الإسلام للعقل كما جاء فى قوله تعالى: {إنا أنزلناه قرآنا عربيًّا لعلكم تعقلون}.

وأضاف العدد الجديد من "إرهابيون" أن الجماعة رفضت لهذا السبب التجديد، على الرغم من أن الفقه الإسلامى لم ينمُ ويتطور إلا بالتجديد الفقهى، وهذا يحيلنا إلى قضية مهمة وهى أن آفة فكر الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية - الذى ينهل من معين واحد وإن اختلفت مشاربهم- هى الجمود، وهذا الجمود قبل أن يكون عائقًا خارجيًّا لهذه التيارات فهو يشكل بالأساس عائقًا رئيسًا فى فكر هذه التنظيمات، ومن يحاول أن يخرج عن هذا الفكر يكون عقابه القتل، أو الطرد فى أحسن الأحوال من صفوف التنظيم، وما حدث فى ثورة يناير والأحداث التالية من فصل الجماعة لأعضائها الذين أرادوا أن يخرجوا عن هذا المنهج لهو خير دليل على ذلك.

 أما السبب الرابع الذى ذكره المرصد: يتمثل فى الصدام مع كافة التيارات المخالفة لهم سواء أكانت إسلامية أو ليبرالية، وغياب أى وسيلة للحوار فيما بينهم وما حدث فى عامهم الأول للحكم فى مصر خير دليل على هذا الصدام، وهذا الصدام مع المجتمع ناتج لتعصب شديد لأفكارهم وانحيازهم لها، والذى يُعد ظاهرة مرضية كما يفسرها علماء النفس والاجتماع، لأنه يأتى غالبًا نتيجة تأثر الإنسان بميوله ودوافعه وانفعالاته وعواطفه، والتى بدورها تؤثر بشكل مباشر فى تفكيره وإدراكه، وهذا التعصب نوع من أنواع العدوان والظلم تجعل الشخص يقاتل لأجل الانتصار لنفسه أو حزبه أو جماعته أو حتى فكره القديم الذى أصبح لا يتماشى مع التطور الحادث فى المجتمع.

وبيَّنت "إرهابيون" أن فكرة حتمية الصدام لدى جماعة الإخوان قديمة حديثة، نشأت على يد مؤسسها حسن البنا، لكنه أقر خطأها بعد مرور عشرين عامًا، إلا أن سيد قطب جاء بعده فطورها ووسعها وضخمها، وأخذت الفكرة فى التطوير حتى وصلت إلى ما عليه الآن حيث تطبقها جماعة "حسم" على أرض الواقع.

ويأتى السبب الخامس من الأسباب العشر: حول تشويه الحقائق، وهى سمة يتسم بها الفكر المنحرف، فتعطيه القدرة على قلب المفاهيم وطمسها، وتقديم أدلة وبراهين غير كافية أو مناقضة للواقع، واستعمال الكلمات بمعانٍ مُبهمة غير محددة أو بمعانٍ متقلبة ومختلفة، وهذا تمثل فى عقلية الجماعة المتجمدة وسياستها التى تقف حجر عثرة أمام المراجعات الفكرية للجماعة لبعض أفرادها الآن.

 وأضافت "إرهابيون" أن الانغلاق على النفس ورفض أى فكر مخالف حتى لو كان صوابًا ما دام لم يخرج من بين صفوفهم هو دأب الجماعة، تستخدمه وسيلة دفاعية عن النفس حتى تبقى بعيدة عن البناء الحضارى، فى الوقت نفسه يغذى لديها فكرة الاضطهاد والعزلة فيبرر لها احتماءها بالقوى الخارجية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

صراع ثلاثي على لقب هداف الدوري بين عاشور ومنسى وفيصل

صفقة دين هويسن تقتحم تاريخ ريال مدريد بأرقام قياسية

أستاذ بمعهد الفلك: مركز زلزال كريت الأخير من المصادر النشطة زلزاليا.. محمود الحديدي: الزلازل قد تحدث فى أى وقت والأهم أن نكون مستعدين لها.. ويطمئن المواطنين: لا توجد أحزمة زلزالية داخل مصر

تفاصيل حرائق مروعة اندلعت فى إسرائيل وسر توقف حركة القطارات

دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 مساء الثلاثاء 27 مايو


هل ينقذ التعويض الزوج من الحبس بعد سداده 400 ألف جنيه لزوجته؟.. اعرف التفاصيل

كيف تحصل على مساعدة شهرية من وزارة التضامن الاجتماعي؟.. اعرف التفاصيل

أغنية جديدة لـ مصطفى قمر مع الشاعر محمود سليم والملحن جابر جمال

"فاضل على الحلو دقة".. ترتيب الأهلي وبيراميدز فى صراع حسم الدوري قبل آخر جولة

موسم زراعى بلا أزمات.. مشروع تبطين الترع بسوهاج يحوّل الحلم إلى واقع.. الترعة النظيفة تحمى من الأمراض وتروى الأرض.. مليار و854 مليون جنيه لإنقاذ مياه الرى بقرى المحافظة.. صور


نهائى دوري الأبطال.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز والقناة الناقلة

نجل عبد الرحمن أبو زهرة لليوم السابع: مكالمة الرئيس السيسي لوالدي ليست الأولى وشكلت فارقا كبيرا في حالته النفسية.. ويؤكد: لفتة إنسانية جعلت والدي يشعر بالامتنان.. والرئيس وصفه بالأيقونة

أغرب قضية بمحكمة أسرة أكتوبر.. 18 سنة فى عش الزوجية انتهت بسبب جنحة ضرب

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 19 مايو 2025 فى مصر

انتهاء التقييمات الأسبوعية والمنزلية لصفوف النقل.. المديريات تبدأ امتحانات نهاية العام بالمواد غير المضافة.. و22 مايو بدء اختبارات المواد الأساسية للمرحلتين الابتدائية والإعدادية.. و21 للثانوى العام

واشنطن بوست: زيلينسكى يريد التأكد من أن بوتين وترامب لن يفرضا على كييف "الأمر الواقع"

مفاجأة زواج العندليب والسندريلا.. ابن شقيق عبد الحليم حافظ لـ"تليفزيون اليوم السابع": سأنشر الجزء الثاني من الخطاب وانتظروا مذكرات صوتية لكشف الأسرار.. عقد الزواج العرفي مزور وشيخ الأزهر لم يوقع على زواج قاصر

الدقهلية تستعد لموسم الصيف.. "المنصورة الجديدة " مدينة ذكية ساحرة تتميز بشواطئ مجانية ومساحات خضراء وكورنيش ذكي للتعامل مع تغيرات المناخ.. "جمصة" تستعيد رونقها من جديد وزيادة عدد المنقذين لـ 120 منقذ.. فيديو

جهود الدولة في تمكين ذوي الإعاقة.. رئيس النيابة الإدارية: حقوقهم تطورت تاريخيًا.. والداخلية: خطة شاملة لدعمهم.. ووزارة التضامن الاجتماعى: 10 مليارات لـ"كرامة" ودعم متكامل في التعليم والتأهيل.. صور

وزيرة التخطيط أمام الشيوخ: خطة التنمية تستهدف زيادة الاستثمارات الكلية لـ3.5 تريليون جنيه.. والخاصة لـ1.94 تريليون جنيه بنسبة 63% من الاستثمارات الكلية.. وتستهدف زيادة نسبة المشروعات الاستثمارية الخضراء لـ55%

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى