سعيد الشحات يكتب:ذات يوم.. 18مارس 1923.. كازانوفا يرفض اتهام عمرو بن العاص بحرق مكتبة الإسكندرية

عمرو بن العاص
عمرو بن العاص
هل أحرق العرب مكتبة الإسكندرية الشهيرة بعد فتح مصر على يد عمرو بن العاص، وبأمر من خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، رضى الله عنه؟
هذا السؤال ظل محل جدل طويل منذ الرواية الكاذبة التى تقول: «اشتهر رجل بين المسلمين اسمه «حنا الأجرومى»، وكان من أهل الإسكندرية، وظاهر من وصفه أنه كان من قساوسة القبط، ولكنه أخرج من عمله إذ نسب إليه زيغ فى عقيدته، وأدرك ذلك الرجل فتح العرب للإسكندرية واتصل بعمرو، فلقى عنده حظوة لما توسم فيه من الذكاء بصفاء ذهنه وقوة عقله، وعجب مما وجد عنده من غزارة العلم، فلما أنس الرجل من عمرو ذلك الإقبال قال له يوما: «لقد رأيت المدينة كلها وختمت على ما فيها من التحف، ولست أطلب إليك شيئا مما تنتفع به، بل شيئا لا نفع له عندك وهو عندنا نافع».
 
قال له عمرو: «وماذا تعنى بقولك»، فقال: «أعنى بقولى ما فى خزائن الروم من كتب الحكمة»، فقال له عمرو: «إن ذلك أمر ليس لى أن أقتطع فيه رأيا دون إذن من الخليفة»، ثم أرسل كتابا إلى عمر يسأله فى الأمر فأجابه قائلا: «وأما ما ذكرت من أمر الكتب فإذا كان ما جاء بها يوافق ما جاء فى كتاب الله فلا حاجة لنا به، وإذا خالفه فلا أرب لنا فيه وأحرقها»، فلما جاء هذا الكتاب إلى عمرو أمر بالكتب فوزعت على حمامات للإسكندرية لتوقد فيها، فمازالوا يوقدون بها ستة أشهر»، «فتح العرب لمصر»، تأليف: «ألفرد ج. بتلر»، ترجمة: «محمد فريد أبوحديد» عن «دار الكتب والوثائق القومية - القاهرة».
 
هذه الرواية المزعومة كتبها «أبوالفرج» فى النصف الثانى من القرن الثالث عشر، ويفندها مؤلف «فتح العرب»، قائلًا: «لم يذكر أبوالفرج المورد، الذى نقل عنه قصته، ثم نقله عنه أبوالفداء فى أوائل القرن الرابع عشر، ثم المقريزى بعد ذلك»، وبعد مناقشة مستفيضة لهذه الراوية يصل «بتلر» إلى أنها كاذبة مستندا إلى سبعة أسباب أبرزها، أن القصة لم تظهر إلا بعد نيف وخمسمائة عام من وقت دخول العرب مصر، وأن الرجل «حنا الأجرومى»، الذى تذكر القصة أنه كان أكبر عامل فيها مات قبل دخول العرب مصر بزمن طويل».
 
هكذا أقدم إنجليزى متخصص فى الآثار الإسلامية بتفنيد هذا الاتهام، ووضع حججه القوية فى كتابه «فتح العرب لمصر» بجامعة أكسفورد عام 1902، وترجم إلى العربية عام 1933، وفقا للدكتور أحمد زكريا الشلق فى مقدمته للترجمة الصادرة عن «دار الكتب والوثائق القومية - القاهرة» ضمن مشروع الأعمال الكاملة لـ«محمد فريد أبوحديد».
 
تجدد الحديث يوم 18 مارس «مثل هذا اليوم» 1923 حول نفس القضية أمام أكاديمية الآثار والآداب فى باريس، ووفقًا لكتاب «من كواليس التاريخ»، تأليف سمير شيخانى عن «دار الجبل - بيروت»: «تلا المستشرق الفرنسى «كازانوفا» أمامها رسالة دحض فيها ما روج حول حرق العرب لمكتبة الإسكندرية، ويذكر «شيخانى» أن الدكتور يعقوب صروف قال فى عدد أكتوبر من المقتطف سنة 1893: «إن ما قيل من أن الإمام عمر أمر بإتلاف هذه المكتبة راوية مطعون فيها، وعندنا أنها كاذبة»، وفى سنة 1928، وفى عدد مجلة «القدم» يقول مؤرخ المكتبات الشهير «بوشنل»: «هذا الحكم الذى حكم به الدكتور صروف كان يجب أن يدرك عقلا، لأن دينا يجرى على لسان رسوله الكريم: «أطلبوا العلم ولو بالصين» لا يمكن أن يستبيح إتلاف ثمرات الحكمة والعلم المجتمعة فى مخلفات العقل البشرى».
 
ومن حقائق التاريخ، التى تحدثت عنها رسالة «كازانوفا» و«بتلر»، أن النار شبت غير مرة فى المكتبة قبل القرن الثالث الميلادى، وهناك خلاف على تقدير عدد الكتب أو المجلدات، التى كانت فيها، وراوحت الأرقام بين مائة ألف كتاب وسبعمائة ألف، وسبب الاختلاف أن بعض الذين يقدرون يحسبون لفات المؤلف الواحد كتبا مختلفة، ومنهم من يحسبها كتابا واحدا فقط، كما أن المكتبة لم تكن واحدة، بل ثلاث مكتبات، الأولى «مكتبة الموزيوم»، أى ندوة العلماء والأدباء، واحترق منها 400 ألف مجلد لما حاصر يوليوس قيصر الإسكندرية، والثانية مكتبة «السيرابيوم» واحترق معظمها فى عهد «ثيودوسيوس» عام 391، والثالثة مكتبة «برغاموس»، وأضيفت إلى الثانية واحترقت معها، وما بقى من محتوياتها تلف على مر السنين.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جنايات دمنهور تقضى بالإعدام على توربينى كفر الدوار لاعتدائه على 3 أطفال

استشهدت بـ"ياسمين تخلى الحجر يلين".. دعوى جديدة تطالب بحجب “تيك توك”

أمن القنصلية المصرية فى نيويورك يتصدى لمحاولة اقتحام من مخربين

استمرار مجالس الهيئات الرياضية لنهاية مدتها.. أبرز تعديلات قانون الرياضة

موعد مباراة مصر والكاميرون في ربع نهائي بطولة الأفروباسكت


برشلونة يقترب من تجديد عقد دي يونج براتب مخفض

فيديوهات الطبخ الخادشة فى قبضة القانون.. الداخلية تواجه محتوى الإيحاءات وضبط تيك توكرز يروجون للابتذال.. يتسللون للمنازل من خلال وصفات الأكل.. وخبراء يشيدون بحماية الشرطة للذوق العام

محمد صلاح يصل مقر تدريبات ليفربول مع جائزة الأفضل فى إنجلترا.. فيديو

بعد مرور عام.. صور جديدة من حفل زفاف محمد الننى على حنان المغربية

ننشر النص الكامل لتعديلات قانون الرياضة بعد تصديق الرئيس السيسى


أرملة جورج سيدهم لليوم السابع: منتحلة صفتى جمعت مبالغ مالية كبيرة منذ عامين

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

حملة رياضية كبرى لعزل إسرائيل ودعم سكان غزة.. ومحمد صلاح يتصدر المشهد

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

النشرة المرورية.. سيولة بحركة السيارات بمحاور القاهرة والجيزة

الرئيس السيسى يتوجه إلى السعودية تلبية لدعوة الأمير محمد بن سلمان

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

بعد حادث بنها.. روشتة الحماية المدنية لمواجهة حوادث انفجار اسطوانات الغاز

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

وفد من يويفا يتفقد "كامب نو" اليوم لحسم ملعب برشلونة بدوري أبطال أوروبا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى