المستشفيات من مراكز للعلاج إلى ساحات للعدوى.. أطباء: انتشار فيروس سى سببه عدم تطبيق إجراءات مكافحة الأمراض.. الماء والهواء والطعام والحشرات مربع انتقال الفيروسات.. وتقوية المناعة هى الحل

فى مصر يوجد مائة سبب وسبب للمرض ومعدلات انتشار العدوى بين الناس، فالكثير من الأماكن موبوءة وممتلئة بالفيروسات والميكروبات والجراثيم المتنوعة التى تنقل الكثير من الأمراض المختلفة فى حدتها ما بين أمراض خطيرة وأخرى بسيطة، ونجد من بين كل ذلك أن المستشفيات مكان التعافى هى أكثر الأماكن عرضة لانتقال العدوى لأنها دار المرضى فإن لم يتم التعامل فيها بمعايير محددة للحد من انتشار الأمراض بداخلها ستكون دار المرض وليست دار الشفاء.

وفى هذا السياق يقول الدكتور علاء غنام، مدير برنامج الحق فى الصحة، إن معايير كثيرة يجب أن تطبقها المستشفيات طبقا لبرنامج مكافحة العدوى، ولعل من أبرز هذه المعايير استخدام الأدوات الطبية المعقمة وغسل اليدين وشكل المبنى والتجهيزات التى يحتوى عليها، وكذلك تطعيم الفريق الصحى من أطباء وتمريض وفنيين وعمال، وترصد عدوى الجهاز التنفسى المرتبط بجهاز التنفس الصناعى، وعدوى المواضع الجراحية للعمليات، وخفض معدلات العدوى المكتسبة نتيجة تقديم الخدمة الطبية بالمنشآت الصحية.

وأضاف غنام، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن هذه المعايير كثيرة ومتنوعة وكل بند فيها له آلياته، ولكن هناك الكثير من المستشفيات لا تطبق هذه المعايير وذلك بدليل أن جزءا كبيرا من انتشار فيروس سى بسبب عدم وجود معايير حقيقية لمكافحة العدوى بداخل العديد منها.

من جانبه قال الدكتور محمود السعداوى، رئيس قسم الصدر بجامعة الزقازيق، إن أمراض الجهاز التنفسى كلها معدية مثل الالتهاب الشعبى والسعال الديكى والالتهاب الرئوى والسل، وهو الأمر الذى يجب أخذه فى الاعتبار جيدا من جانب المستشفيات على وجه الخصوص، لأنها الأكثر عرضة للعدوى، لذلك يجب أن يكون عامل النظافة فى بداية الأولويات التى تلتزم بها.

ولفت السعداوى، إلى أن هناك مربعا للأمراض المعدية، والتى تنتقل من خلالها الفيروسات والميكروبات المختلفة، وهى الماء والهواء والطعام والبيئة غير النظيفة التى تنمو فيها الحشرات، لذلك يجب التأكد من سلامة هذه الأشياء واتخاذ الاحتياطات الأمنية، مؤكدا أن ارتداء الماسك وقفاز اليد ليس بالأمر المبالغ فيه بل إنه واجب خاصة فى الأماكن المعززة للعدوى.

وحول الحل فى هذه المشكلة الصحية، ينصح السعداوى، ببناء مناعة قوية لأنها الأهم فى التصدى للمرض مهما كانت البيئة المحيطة، مؤكدا أن المناعة قد تغلب المرض ولا تسمح له بالدخول للجسم أو أن تتساوى معه فى قوته فيصبح الشخص حاملا له ولكن لا يظهر عليه أعراضه أو تجد من تكون مناعته ضعيفة يكون معرضا للأمراض بشكل كبير، لذلك الحل فى المناعة القوية وتناول غذاء متوازن به كل العناصر ومختلف أنواع الفيتامينات.

فيما تحدثت الدكتورة نشوى علام أخصائية العلاج الطبيعى والأمراض الروماتيزمية، عن نوع من الميكروبات موجود على ساحة الأمراض المعدية، ولا يعلم عنه الكثيرون رغم وجوده، وهو الميكروب السبحى الذى ينتقل بالتنفس من شخص مصاب بالميكروب لآخر.

وأضافت علام، أنه يتركز بشكل كبير فى الحلق وينتقل أيضًا عن طريق الاستنشاق والتنفس، أما عن أعراضه فتشمل الإصابة بألم فى الحلق والتهابات فى اللوزتين والمفاصل ولعله معروف بين الأطفال إلا أنه أيضا يصيب الكبار وإذا تم تجاهله يسبب مضاعفات تهدد الصحة وتضمن إصابة القلب بالحمى الروماتيزمية التى تؤدى إلى ظهور عقد فوق المفاصل والعضلات ما يؤدى إلى ضمور فى أنسجة القلب.

وحذرت علام من ارتفاع نسبه فى الدم الذى قد يؤثر على المخ ويجعل المريض يقوم بحركات لا إرادية تسمى بمرض "كوريا" كنوع من عدم الاتزان النفسى يصيب الجهاز العصبى.