أسوأ ما فى النخبة الروح الانهزامية

كريم عبد السلام
كريم عبد السلام
بقلم: كريم عبد السلام
نعيش أيامًا صعبة فعلًا، حروب على جبهات متعددة، ومحاولات من الدولة للنهوض والتعافى مدعومة من الأغلبية الصامتة، لكن الأقلية النخبوية تتلبسها الروح الانهزامية على طريقة اليهود لموسى، اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون.
 
لا أحد ينكر أو يتجاهل، سوى النخبة الانهزامية، أننا نخوض حربًا شرسة على الجماعات الإرهابية المدعومة خارجيًا، ونحقق فيها انتصارات سواء على الحدود الغربية والجنوبية أو فى شمال سيناء الموقع الجغرافى المزروع بالإرهابيين، بهدف تفريغه وضمه لغزة لتحقيق المشروع الصهيونى للدولة الفلسطينية البديلة.
 
ولا أحد ينكر سوى النخبة الانهزامية العدمية أننا نواجه حربًا ضروسًا لكسر الحصار الاقتصادى الغربى غير المعلن، لكن الفعال ضدنا، وكيف نبذل جهودًا خارقة لتطوير مجالات التعاون بيننا وبين مختلف الدول والتحالفات فى العالم حتى لا تكتمل دائرة الحصار والتركيع ضدنا، والمتأمل فقط فى إفساد صناعة السياحة عندنا، وفى موجات الشائعات ضد السلع الغذائية المصرية لمنع تصديرها للخارج يعرف مدى قذارة الحرب التى نخوضها.
 
أيضًا، النخبة الانهزامية الافتراضية وحدها تنكر أو تتعامى عن الحرب التى نخوضها لتحقيق التنمية رغم قلة الموارد والإمكانيات والحرب الحتمية لحماية الأمن القومى المصرى، واستعادة الدور الأفريقى والعربى، والحرب اليومية ضد كل أشكال الفساد الصغير والكبير، أما لماذا تصدق وتؤازر الأغلبية الساحقة الدولة فى حروبها الحتمية، بينما تلتوى النخبة وتتفرغ للردح والسخرية على مواقع التواصل، فهذا هو مربط الفرس ونقطة الضعف فى الجبهة الداخلية. 
 
فالنخبة المصرية لضعفها وتهافتها وعدم حضورها فى الشارع، تلجأ دائمًا إلى المعارضة المتشنجة لكل القرارات أو التوجهات الرسمية دون إبداء البديل الذى يمكن اعتماده على أرض الواقع، كما أنها لا تفرق بين النظام الحاكم وبين الشعب المصرى وقضاياه الملحة والحيوية، وهو ما يؤدى إلى تقوقعها فى خندق المعارضة المتشنجة التى ترى وجودها فى التمسك بالمعارضة بما فى ذلك القضايا التى تحتاج إلى الإجماع الوطنى التلقائى، كما فى حالة العدوان الخارجى والحروب والحصار الاقتصادى.
 
سبب آخر لاضمحلال النخبة المصرية وتراجعها، يتمثل فى غياب الانحياز السياسى الحقيقى لغياب الاجتهاد، وتهافت التعليم فى الجامعات واختراق الأحزاب السياسية وتحولها إلى سبوبات ودكاكين مصالح وغلبة المصلحجية والأنصاف على جميع المواقع فيها، فلم يعد لدينا يسار واضح المعالم له أقطابه وكوادره المتصلة بآخر اجتهادات اليسار فى أوروبا وأمريكا اللاتينية، ولم يعد لدينا يمين بالمعنى العميق للكلمة يدرس التاتشرية والريجانية وما بعدهما، كما يبرز موقفه من غلبة التيارات العنصرية على أجنحة اليمين فى العالم، كما أننا نفتقد إلى تلك التيارات التجديدية، مثل حركة الطريق الثالث التى ازدهرت فى بريطانيا وأوروبا الغربية، على سبيل المثال. 
 
إجمالًا، النخبة المصرية تحتمى بوجاهة المعارضة المتشنجة كساتر يحميها من غياب الاجتهاد وغياب الوجود على الأرض، لكنه ساتر من دخان فى حقيقة الأمر، ويا لها من مأساة لدولة تحاول أن تنهض من أزماتها!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"العش بديلا".. ثنائية بيكهام وداري تقود دفاع الأهلى أمام غزل المحلة

صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

محمد صلاح ضمن أفضل هدافى القرن الحادى والعشرين عالميًا.. ميسي يتصدر

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

ميلود حمدى يعلن قائمة الإسماعيلى لمواجهة الطلائع بالدوري


تشكيل مباراة النصر ضد الأهلى في نهائي كأس السوبر السعودي

مصر ترحب بخارطة الطريق الأممية لتسوية الأزمة الليبية

صفقة إيزاك إلى ليفربول تعجل برحيل 4 لاعبين من الريدز

موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام فى الدوري الإنجليزي

ميلود حمدى يعلن اليوم قائمة الإسماعيلى لمواجهة الطلائع بدون 6 لاعبين


مستشفى الأهلى.. 6 لاعبين خارج الخدمة فى مباراة غزل المحلة بسبب الإصابة

تفاصيل الاعتداء على شاب أثناء سيره بصحبة زوجته فى الحوامدية

إسلام جابر: أرفض اللعب للأهلي.. ومصطفى محمد زملكاوي ووارد انتقاله للأحمر

ابنة هوجان تطالب الشرطة بكشف لقطات الكاميرات لتوضيح ملابسات رحيل والدها

موجة حر شديدة تودي بحياة أكثر من 1300 شخص في البرتغال

فيريرا يراهن على ثبات تشكيل الزمالك وتجانس الصفقات أمام فاركو

مهلة المحكمة للتصالح أوشكت على الانتهاء.. موعد الفصل فى الحجر على نوال الدجوى؟

زى النهارده.. محمد عبد المنصف يعلن اعتزال الكرة بعد تتويج الزمالك بالدوري

النصر يتحدى الأهلي في نهائي كأس السوبر السعودي

هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى