روسيا ترفع شعار "يا قمح مين يشتريك".. موسكو تبحث عن أسواق بديلة لأنقرة بعد الغدر التركى وفرض رسوم على تصدير الحبوب الروسية.. ومحاولات لكسب ود مصر بعد أزمة الحشرات مجهولة الهوية فى الموانئ المصرية

طرأت على روسيا أزمة كبرى متعلقة بالقمح الذى تصدره لتركيا التى تعتبر المستورد الأول للقمح الروسى، بعدما قررت أنقرة استبعاد موسكو من الدول المعفاه من الجمارك، وفرض عقوبات على استيراد القمح الروسى وزيت عباد الشمس بداية من 15 مارس 2017، مما سيؤدى إلى قيام روسيا بدفع رسوم قدرها 130٪.

وأشارت وزارة الزراعة الروسية وفقا لوكالة الأنباء الروسية "تاس" أنها تلقت معلومات فرض العقوبات على القمح الروسى من المصدرين الروس، موضحة أنها لا تستطيع الحصول على معلومات رسمية من الجانب التركى حتى الآن.

وأضحت وزارة الزراعة الروسية أن القمح الروسى يتم تصدريه لأكثر من 80 بلدا، وتهدف الوزارة لزيادة الصادرات، وتوسيع قائمة الحبوب المصدرة وإنتاج الحبوب، والتصدير لدول شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

وأضافت الوزارة أنه يتم تصدير على الأقل 2.5 مليون طن حبوب إلى مصر، بالإضافة إلى التصدير لدول الاتحاد الأوروبى (إيطاليا، فرنسا، هولندا، إسبانيا، إلخ)، ورابطة الدول المستقلة (أوزبكستان وكازاخستان).

ولكن أزمة الحشرات المتواجدة فى القمح الروسى المصدر لمصر أدى إلى توتر الأجواء فى روسيا حيث تعد مصر هى من أكبر المستوردين للقمح فى العالم، وتستهلك سنويا ما بين 18 إلى 19 مليون طن قمح، ووفقا للتمثيل التجارى الروسى فى مصر، وزادت صادرات الحبوب الروسية إلى مصر خلال 11 شهرا من 2016 مقارنة بنفس الفترة من عام 2015 بنسبة 44% وبلغت 5.2 مليون طن.

وسلطت صحيفة "روسيسكايا جازيتا" الروسية الضوء على القيود التى فرضتها تركيا على القمح الروسى، موضحة أنه ظهرت مشكلة أخرى فى مصر، حيث عثر فى شحنة القمح الموردة مؤخرًا للقاهرة على "حشرات ميتة".

وأشارت الصحيفة الروسية إلى أنه إذا لم يتم حل الوضع فى المستقبل القريب يمكن أن يؤدى هذا إلى خسائر للمنتجين الروس، ويشعر الخبراء بقلق بالغ من الوضع فى مصر المتعلق بالقمح الروسى، وذلك وفقا لما قاله رئيس الرابطة الوطنية لمصدرى المنتجات الزراعية الروسية سيرجى بالان.

وأوضحت الصحيفة الروسة، أن مصر المشترى الثانى للقمح الروسى بعد تركيا، حيث بلغت صادرات الحبوب الروسية إلى مصر العام الماضى أكثر من 6 ملايين طن.

وكان قد قال مصدر مسئول بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أن الإدارة المركزية للحجر الزراعى، ليس لها علاقة برفض شحنة القمح الروسى التى تقدر بـ18 ألف طن، ولكن رفض الشحنة جاء عن طريق وزارة الصحة، بعد سحب عينات من الشحنة لتأكد من مطابقة القمح للمواصفات، وتأكدت وجود حشرات بالمخازن والقمح لسوء التخزين.

يذكر أن روسيا حظرت استيراد بعض المنتجات الزراعية من تركيا بداية من 1 يناير 2016 على خلفية التعقيدات فى العلاقات السياسية عقب إسقاط مقاتلة "سو- 24" على الحدود التركية السورية بعد أن هاجمتها مقاتلات من طراز "إف-16"، وكانت القيود الروسية على البرتقال واليوسفى والعنب والتفاح والكمثرى والمشمش والخوخ والنكتارين والخوخ والفراولة، كما شمل الحظر الطماطم والخيار والقرنبيط والبروكلى، والبصل، والديك الرومى والدجاج، وغيرها من المنتجات.