بالصور.. عم سعيد أقدم مصور للمحافظين بقنا.. يحكى مواقف من "مطبخ المحافظة": عادل لبيب داهية.. مجدى أيوب كان بيحب مبارك.. المحافظ الحالى مؤدب.. وأطيبهم عبد الرحيم نافع.. ويؤكد: "مش دايمة لحد"

يمتلك عم سعيد أقدم أستوديو فى محافظة قنا، مهنة عشقها منذ الصغر، تحولت إلى وظيفة بعد ذلك، فهو أقدم مصور للمحافظين فى قنا، عاصر العديد ممن تقلدوا ذلك المنصب، تفاصيل فترة عمله تحمل العديد من الحكايات والقصص عن المحافظين، انتمائهم ، حبهم لتشجيع أندية معينة غير الأهلى والزمالك، تفاصيل زيارة المسئولين الكبار لهم، مواقفهم وتعامل مع المواطنين، إذا قررت الذهاب إليه بعد خروجه للمعاش ستجده فى الأستوديو الخاص القريب من مبنى المحافظة.

 

فكرة الحديث عن المحافظين الذين عمل معهم "عم سعيد" أقدم مصور للمحافظين، تٌحاكيها الصور المعلقة والموجودة عنده، دفعته إلى أن يعلق صور جميع المحافظين، الذين تقلدوا منصب محافظ قنا، وصولاً إلى المحافظ الحالى عبد الحميد الهجان، بمجرد الاقتراب منه يتذكر الأيام والليالى التى قاضها معهم، يسرد فيها خبايا وأسرار للموظف الحكومى حينما تشاهده فى تعامله مع أسرته، أو حينما يجلس بمفرده داخل مكتبه.

 

اشتهر بلقب عم سعيد مصوراتى المحافظ، هكذا يحب أن ينادية أهالى منطقته، داخل فاترينة العرض تجد صور محافظين وصور وزراء قاموا بزيارة المحافظة، على مدار سنوات عديدة، يحتفظ بتلك الصور ويعلقها داخل الأستوديو الخاص به، تثير نظرة المارين وقد تكون فى نظر الناس الذين يترددون على الاستوديو أو المارين بجواره.

 

يقول عم سعيد، "أول صورة قمت بالتقاطها بعد تعينى مصورا فى المحافظة، كانت زيارة للرئيس الأسبق مبارك فى محافظة قنا، وتصوير مسجد سيدى عبد الرحيم القناوى، وطبعاً فى زيارة الرئيس مبارك كنت مخضوض شوية لأنى هصور رئيس الجمهورية، وبعدها صورت رئيس أمريكا فى إحدى زيارته للأقصر قبل أن تصبح محافظة مستقلة، مؤكدا أن الذى اختاره لتلك الوظيفة هو محافظ كان اسمه عبد الحليم الصعيدي، لأن تعينى فى الأساس كان "فنى سويتش"، لكن عندما علمت أن المحافظة تريد مصور قدمت، ومن بعديها أطلقوا عليا لقب عم سعيد مصور المحافظ.

 

يضيف عم سعيد عن ذكريات التصوير وأسرار محافظين قنا، "المحافظين أطباع، فيه اللى كان بيحرص إن الصور تتعرض عليه قبل إرسالها للصحفيين، ويختار هو ما بينها، وفى اللى كان بيطلب منى اختيار الصور، وكان أكثرهم إنسانية المستشار عبد الرحيم نافع محافظ قنا، كان راجل طيب من أسرة طيبة وفقيرة، واجتهد حتى وصل إلى هذا المنصب، رفض أن يتزوج ووهب حياته لتربية أشقائه حتى أصبحوا قضاة وأطباء وفى مناصب كبيرة، ورفض أن يتزوج وأصبح فى منزلة أبيهم، يحرص أن يتواصل مع المواطنين وكانوا ينتظروه أمام بوابة المحافظة، وكان يقوم بالكثير من الأعمال الإنسانية ويرفض أن أصوره وقتها ، وكان دايمًا يقولى ده رصيد ينفعنا للآخرة، وكان نشيط فى عمله، وهو أول من أنشأ دورا لرعاية الأيتام فى المحافظة" .

 

أما اللواء مجدي أيوب إسكندر كان إنسانا بدرجة كبيرة، يذهب فى العيد ويهنئ المصلين، ويقدم الهدايا والحلوى للأطفال، وأكثر مشهد أحزنه قيام المتظاهرين بتمزيق صور الرئيس مبارك، أثناء ثورة 25 يناير، ووقتها دموعه خرجت وقالى "الرئيس مبارك ميستحقش كل ده" .

 

وعندما جاء الحديث عن اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، الذى تولى منصب المحافظة ، تحدث عم سعيد قائلاً :" ده داهية" لأنه راجل شغال وفعلاً أحدث تطورا ونهضة كبيرة للمحافظة، وأصبح للمحافظة شأن كبير.. حصلت المحافظة فى عهده على العديد من الجوائز فى مجال البيئة، وإذا نظرت للمحافظين الذين سبقوه ستجد الفارق كبير بين ما قام به "لبيب" وغيره من المحافظين، فهو كان كثير الدهاء والذكاء، كنت تفاجأ به لابس جلابية وينزل الأسواق ويضبط المخالفين، ويحضرنى موقف له أنه شاهد زفاف عروسين على الكورنيش صافحهما وأعطى العروسين "نقطة"، ومن الناحية التانية عمل مخالفات للسيارات إلى عطلت الطريق ودخلت الكورنيش، يعنى صرفهم باليمين وأخدهم بالشمال.

 

وعن فترة تولى اللواء عبد الحميد الهجان، قال: " محافظ مؤدب، ولم يسعفنى الحظ أن أتواجد معه كثيراً،لأنى خرجت على المعاش، وأنا خدمت فى مهنة التصوير 30 سنة يعنى خدمت زى مبارك، وبروح أصور فى الاحتفالات الرسمية للمحافظة، لأنها أصبحت عادة مش قادر أبطلها.