وفاة "بوتفليقة" شائعة تفتح الباب على مستقبل الجزائر الغامض.. تدهور الحالة الصحية للرئيس يشعل الانتخابات التشريعية المقبلة.. الحزب الحاكم يبدأ ترتيب أوراقه.. ويدفع بـ7 وزراء لحسم أغلبية البرلمان

الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة
الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة
كتبت آمال رسلان

"وفاة بوتفليقة" شائعة إعتاد عليها الجزائريون ولم تعد بالأمر الذى يثير الدهشة لديهم، فإذا غاب الرئيس لفترة عن الظهور الرسمى تسارعت تلك الأنباء للطفو على السطح مرتكزين فى ذلك على المعلومات المؤكدة عن تدهور حالته الصحية فى السنوات الآخيرة، وعلى الجانب الآخر تعمد الدولة الرسمية الى تنظيم فعالية يظهر فيها بوتفليقة على الشاشات بـ"كرسيه" المتحرك ليؤكد أنه مازال حيا يرزق على كرسى الرئاسة.

 

إلا أن انتشار الأنباء عن وفاة بوتفليقة أمس، تختلف عن سابقاتها، حيث تأتى فى وقت حساس للغاية تمر به البلاد وقبل شهر واحد يفصل الجزائر عن انتخابات تشريعية حاسمة، وهى الأولى بعد تعديلات دستورية قلصت من سلطات الرئاسة ووسعت صلاحيات البرلمان، وإذا تم الربط بين شائعة وفاة الرئيس وتلك الانتخابات يمكنك الاستنتاج أنها مؤشر الى أن الترتيب لمرحلة ما بعد بوتفليقة - الذى سيغادر السلطة فى 2019 وفقا للتعديلات الدستورية – قد بدأ مبكرا.

 

علامات الاستفهام حول الحالة الصحية للرئيس مثارة منذ فترة، وازدادت خلال الأيام الآخيرة بعد إعلان الرئاسة إرجاء زيارة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للجزائر بسبب "وعكة" صحية تعرض لها بوتفليقة تمنعه من استقبالها، وعلى الرغم من إعلان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطنى، أن الرئيس الجزائرى “على ما يرام” وبـ “صحة جيدة ويواصل نشاطاته بشكل طبيعى”، إلا أن الشائعة تعد بمثابة جرس إنذار بأن مرحلة الحسم أصبحت قريبة ولابد من الاستعداد لها، ومن أجل هذا شرعت الأحزاب على كافة أيديولوجياتها فى التحرك الحثيث لترتيب المشهد على أمل أن يكون لها دور فى اختيار البديل المقبل.

 

وأمام أهمية الانتخابات المرتقبة، شرعت جميع الأحزاب الى ترتيب صفوفها وفى مقدمتها جبهة التحرير الوطنى، الحزب العتيد الحاكم فى الجزائر والذى أعلن عن قوائمه النهائية للانتخابات ومن بينها 7 وزراء فى الحكومة الحالية، وهو الأمر الذى أثار ضجة فى الأوساط السياسية حيث أعتبر المراقبون أن حزب بوتفليقة  يسعى لتمكين رجاله المقربين للسيطرة على قرار المؤسسة التشريعية وحسم تشكيل حكومة الأغلبية المنتظرة،  فضلا عن تهيئة أحد من هؤلاء الوزراء لترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية فى الوقت المناسب.

 

وبخلاف نهج الحزب الحاكم، لجأ ثانى الأحزاب البرلمانية حزب التجمع الوطني الديمقراطى، ورئيسة أحمد أويحى مدير الديوان الرئاسى والذى يبرز على الساحة كمنافس قوى، الى رجال الأعمال ليسيطروا على قوائم حزبه الانتخابية، حيث أكد أويحيى "أن رؤساء القوائم الانتخابية فى التشريعات المقبلة  ستكون محجوزة حصرا لرجال أعمال كبار ورؤساء مؤسسات خاصة ومجمعات صناعية"، فى حين تؤكد مصادر أن أويحى الرجل الأقوى الآن فى الجزائر يسعى لاستقطاب رجال الأعمال لاستخدامهم في تمويل حملته للرئاسة فى 2019.

 

وبين الأول والثانى ترى الأحزاب الإسلامية فى تلك الإنتخابات الحاسمة فى تاريخ الجزائر فرصتها لتشارك فى المستقبل السياسى بعد بوتفليقة الذى شهد عهده فرقة وتفتيت للأحزاب الإسلامية،  وبالفعل اتفقت الأحزاب على تنحية الخلافات جانبا والتوحد فى اتجاه البرلمان، مغلبين الهدف على المصالح الضيقة واستطاعت الأحزاب الإسلامية أن تصل إلى اندماج فيما بينها فى كتلتين لخوض الانتخابات معا، الأول يضم ثلاثة أحزاب هى: "جبهة العدالة والتنمية" و"حركة النهضة" و"حزب البناء الوطنى"، فيما شمل التكتل الثانى حزبى: "حركة مجتمع السلم" و"جبهة التغيير".

 

وبين جميع الباحثين عن بديل بوتفليقة ذو الـ80 عاما ووسط اشاعات وفاته المتكررة وحالته الصحية المتدهورة تقف مؤسسة الجيش الأقوى فى الجزائر كصمام أمان لإستقرار البلاد، حيث عمدت تلك المؤسسة خلال الأشهر الآخيرة فى تخصيص افتتاحية مجلتها الشهرية للحديث عن الوضع الداخلى فى الجزائر، وتناشد كافة الأطراف بالعمل على تأمين حاضر الجزائر وضمان مستقبله فى كنف الاستقرار والسكينة"، مما يفرض تساؤلات فى الداخل الجزائرى عن ما إذا كان الجيش سيكون له كلمة لاحقا فيما يخص خليفة بوتفليقة على مقعد الرئاسة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طلاب الثانوية العامة دور ثان يؤدون امتحان الفيزياء والتاريخ

الأهلي يواصل تدريباته اليوم فى التتش استعداداً لمواجهة غزل المحلة

منتخب مصر يبحث عن حلول لأزمة الدفاع قبل مباراتىّ إثيوبيا وبوركينا

ريال مدريد يفتتح مشواره فى الدوري الإسباني أمام أوساسونا الليلة

ريبيرو يدرس تثبيت تشكيل الأهلي فى مباراة غزل المحلة


صاحبة الأنامل الذهبية.. أمنية صبري عازفة آلة القانون.. صاحبت العديد من كبار المطربين والمطربات.. عزفت أمام الرئيس.. شاركت الطلبة فرحتهم في حفلات التخرج.. ونالت الجوائز المحلية والعربية العربى.. صور

الدفاع الجوى الروسى يدمر 23 طائرة مسيرة أوكرانية ليل فوق مناطق عدة

بيلا رامزي تُرشح نفسها لتقديم هذه الشخصية.. فما هى؟

أزمة عمالة تلوح فى أفق قطاع الطاقة المتجددة مع توسع المشاريع حول العالم

هل يستغل نجم المصري غياب الأهلي لإزاحة زيزو من قمة هدافي الدوري؟


المقاولون العرب يواصل استعداداته لمواجهة حرس الحدود فى الدوري

حكاية متحف بدأ بتبرع للمقتنيات ومقره بالإسكندرية ليصبح أيقونة للثقافة والفنون منذ عشرات السنين.. متحف محمود سعيد قصته بدأت فى 119 سنة بعدما وهب فنان ألمانى أعماله للمتحف.. وهذه قصة توقفه فى الستينات

موعد مباراة الزمالك ومودرن سبورت فى الدوري المصري والقناة الناقلة

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

وفاة الطفل الفلسطيني صاحب عبارة "أنا جعان".. مأساة ترصدها الصور

طارق محروس: نعتذر عن المركز الخامس والرئيس السيسى منح البطولة اهتماما كبيرا

هشام نصر يكشف كواليس أزمة أرض الزمالك بأكتوبر: قرار مفاجئ بسحب الأرض

البكالوريا التعليمية.. تفاصيل شهادة جديدة معادلة للثانوية العامة

وزير الخارجية لمذيعة CNN من معبر رفح: التهجير خط أحمر ولن نسمح بحدوثه

مدينة "سلام مصر".. خطة متكاملة لاستكمال خدمات مدينة المستقبل.. محافظ بورسعيد يتابع معدلات الإنجاز بالمشروعات الخدمية.. وحدة طبية ونقطة إسعاف لخدمة السكان.. ومدرسة جديدة وحضانة مع العام الدراسي الجديد.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى