"سلفيون يهاجمون الإخوان" .. تجربتهم مريرة وجعلت التيار الإسلامى فى صدام مع المجتمع والدولة.. والجماعة ترد بإدراج ياسر برهامى فى القوائم السوداء..وتؤكد: "من الأخسرين أعمالا"..وباحثون: كلاهما وجهان لـ"الإرهاب"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
كتب كامل كامل – أحمد عرفة

 

 

"تمرض ولا تموت".. هذا هو أفضل وصف للمعارك التى تحدث بين السلفيين والإخوان، فرغم اعتبار بعض الباحثين بالحركات الإسلامية، أن التيار الإسلامى كله وحدة واحدة لا تتجزأ ، ويستندون فى تفسيرهم لذلك بأن الإسلاميين يستقون مرجعيتهم الفكرية من نبع واحد، إلا أن المعارك بينهما تجدد على فترات.

فمؤخرا اشتعل الخلاف بين الدعوة السلفية وعلى رأسها الرجل الأبرز ياسر برهامى وبين جماعة الإخوان، لتتجدد المعارك بينهما وتتزايد سلسلة "الخناقات" بينهما، مكتسبة حلقة جديدة.

"التجربة المريرة التي وقعت بعد الثورة مِن خلال نموذج "الإخوان المسلمين" أدت إلى انحسار الدعوة الإسلامية، و"التحوصل" ضد المجتمع لدى الكثيرين مِن شباب الحركة الإسلامية، وكذلك "التحوصل" خارج المجتمع عند مَن لا يقبل الصدام، لكن كلاهما خطر كبير".. هكذا انتقد ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية جماعة الإخوان، حيث اعتبر أنهم تسببوا فى جعل التيار الإسلامى يظهر وكأنه ضد المجتمع والدولة؛ على حد وصفه.

ولم يكتف "برهامى" بالهجوم على الإخوان بل مدح وأثنى على الجماعة التى ينتمى إليها قائلا: "الدعوة السلفية" تمثـِّل السلفية العاقلة ، فهي تحافظ على الثوابت، وعندها مِن المرونة في المواقف ما يجعلها لا تصطدم بالمجتمع، وهم لا يريدون ذلك، وأعداء الأمة -ومَن يوالونهم في الداخل- يرون أن المحاربة الحقيقية للإسلام لن تؤت ثمارها مع وجود السلفية العاقلة ، هم يريدون مَن ينتسب للسلفية أن يكون صداميا مع مجتمعه، متحوصلاً ضده، أو -على الأقل- متحوصلاً خارج المجتمع؛ لينعدم أثره

وعضد "برهامى" حديثه قائلا : "الدعوة السلفية تحافظ على الثوابت في قضية الشريعة، وتـُحقق قضية الولاء والبراء بتوازن مهم جدًّا؛ فنحن نتمسك بأن الإسلام له الحق دون ما سواه، ومع ذلك نرعى حقوق المعاهدين مِن غير المسلمين، ولا نعتدى عليهم؛ وهو أمر لا يريده "الأعداء"، فهم يريدون مَن يذبح الناس، ومَن يقتلهم ممن يتصدر باسم السلفية لكي يمكن القضاء عليه.

"ادراج اسم برهامى فى القوائم السوداء لأنه من الأخسرين أعمالا".. هكذا ردت جماعة الإخوان على هجوم السلفيين لهم، كما أن "المجلس الثورى" التابع للإخوان فى تركيا شن هجومًا على نائب الدعوة السلفية قائلا :"برهامى مليء بالتناقضات، وله مواقف فى عهد الإخوان تتناقض مع مواقفه الآن، متابعًا: "ياسر برهامى، وما أدراك من هو ياسر برهامى، فقد باع جماعة الإخوان، وتواطأ ضد محمد مرسى، ويجب فضحه لأنه فاسد داخل التيار السلفى حرض على الكراهية والعنف".

لم يتوقف هجوم المجلس التابع للإخوان عند هذا الحد، بل قال: "برهامى لديه كثير من التناقضات قبل عزل محمد مرسى، وبعد عزله، وسنواصل فضحه خلال الفترة المقبلة"، مشيرًا إلى أن برهامى روج شائعات ضد الإخوان لذلك  وأنه لا بد من محاسبته.

"كلاهما وجهان لعملة الإرهاب".. هكذا لخص باحثون وأزهريون التلاسن المشتعل بين الإخوان والسلفيين، وبدوره قال الشيخ أحمد البهى الداعية الأزهرى، إن كلاهما – أى الإخوان والسلفيين – سيئان، والهجوم المتبادل بينهما مجرد حرب مصالح.

وأضاف الداعية الأزهرى : النموذجان الإخوانى والسلفي كلاهما سيئان، واختلاف المصالح بينهما هو ما دفع السلفيين لمهاجمتهم.

وفى السياق ذاته قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الإخوان والسلفيين كلاهما أسهموا فى أزمة التيار الاسلامى الحالية بشكل أو بآخر، مضيفًا :"إذا  كان أداء الاخوان المزرى في السلطة قد كشف زيف أسطورة أنهم والإسلام شيء واحد، وكشف محدوديتهم وقلة خبراتهم السياسية والاقتصادية، فإن ممارسات السلفيين المجتمعية وتعاطيهم مع الواقع الثقافي والاجتماعي خاصة في ملفات المرأة والأقباط والفنون والثقافة، كشفت وجها آخر لخطورة هذا التصعيد المفاجئ على التنوع المصرى وعلى الحالة المصرية التى تميزها خصائص تاريخية وحضارية من الصعب تغييرها او انتهاكها".

وقال أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن كل من الاخوان والسلفيين، وجهان لعملة واحدة ألا وهى الإرهاب - إذا كان لجماعة الاخوان تنظيم خاص "سرى" ارتكب مذابح في الأربعينات من القرن الماضى وتنظيمهم المسلح خرجت من تحت عبائته جميع التنظيمات المسلحة، فإن بعض الفتاوى السلفية كفيلة بأن تشوه صورة الإسلام السمحة، والتى كانت محل جدل فى الفترة الأخيرة، والتي تبعث علي الانقسام بين أبناء الوطن الواحد.

وأوضح أن برهامي يهاجم الآخوان لأسباب مختلفة، أولها أن الجماعة كمشروع انتهت من الشارع المصرى، بعدما حمل تنظيمها السري المسلح المعروف بحسم ولواء الثورة السلاح في وجه الشعب المصر، والتيار السلفي يريد تقديم نفسه كبديل، وهو يعلم جيداً أن ادبيات الإسلام السياسي من خلال تنظيماته أصبحت غير موجودة في المشهد السياسي، واقتصر المشروع الديني علي مرجعية الأزهر ودار الافتاء فقط، ولهذا يحاول برهامي إنقاذ المشروع السلفي ليكون بديل عن جماعة الاخوان ليس في مصر ولكن في المنطقة العربية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

استعدادات الكنيسة الكاثوليكية لاستقبال الميلاد.. تفاصيل

كيف أنهى كهربا أحلام دخول الأهلي التاريخ أمام الريال فى ذكرى دراما باتشوكا؟

مواعيد قطارات القاهرة – أسوان والإسكندرية – أسوان اليوم الأحد 13-12-2025

موعد مباراة الزمالك وحرس الحدود فى كأس عاصمة مصر

ترامب: أبلغت بإطلاق النار ومكتب التحقيقات الفيدرالى فى موقع الحادث


موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

روبوت يختفى تحت جليد القطب الجنوبى 8 أشهر ويعود بمعلومات تثر الذعر.. ما القصة؟

لو أولادك مش على بطاقتك التموينية.. اعرف تضمهم إزاى

إسلام عيسى: على ماهر أفضل من حلمى طولان ولو كان مدربا للمنتخب لتغيرت النتائج

أحمد السقا: صعبت علىّ نفسى بعد فيديو محمد صلاح.. وهذا سبب حديثى بالإنجليزية


أكاديمية الشرطة تعلن نتائج اختبارات المتقدمين للعام الدراسى.. غدا

المتسابق عبد الله عبد الموجود يحصل على أعلى الدرجات ببرنامج دولة التلاوة

أبرز 10 أفلام مرتقبة فى عام يُعد الأضخم سينمائيًا بهوليوود 2026

وفاة طبيب أسنان بالشرقية إثر توقف مفاجئ بعضلة القلب

جماهير ليفربول تصفق لـ محمد صلاح بعد مشاركته بديلا أمام برايتون.. فيديو

الإدارية العليا تستقبل 29 طعنا على نتيجة الـ19 دائرة الملغاة بالمرحلة الأولى للنواب

محمد صلاح يشارك بديلا لجوميز فى مباراة ليفربول ضد برايتون.. فيديو

منتخب مصر يخسر أمام الهند 3-0 فى نصف نهائي كأس العالم للاسكواش

كأس عاصمة مصر تُعجّل برحيل 3 لاعبين عن الأهلي.. تعرف عليهم

مساحته 5600 متر.. وضع حجر الأساس لأول مسجد يُنسب لقضاة مصر بالتجمع.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى