العقول المفخخة أخطر من الأجسام المفخخة

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص
موجة من الإرهاب الانتحارى ضربت مصر فى احتفالات أحد السعف وأسبوع الآلام، أحد السعف لم يكن أبدا عيدا للمسيحيين وحدهم، بل كان احتفالا لعموم المصريين. قبل أن تظهر الأفكار المتطرفة لصناع الإرهاب والكراهية، على العكس من كل الطبائع البشرية.
 
فى كنيسة مارجرجس بطنطا نجح الإرهابى فى اختراق الاستعدادات الأمنية ووصل للصفوف الأولى وفجر نفسه، وأسقط عددا كبيرا من الشهداء المصلين.
 
من يريد الحديث عن ثغرات أمنية يجدها فى نفاذ الانتحارى من الأمن، خاصة أنه كانت هناك محاولة سابقة تم إحباطها، فالأمن الذى نجح فى مواجهة المحاولة الأولى، كان يفترض أن يتوقع غيرها، خاصة أن طنطا كانت مكانا لتفجير أمام معسكر الأمن المركزى، وفى البحيرة تم إسقاط خلية إرهابية ومخزن متفجرات، لكن من المهم النظر إلى أن القنبلة الإرهابية البشرية هى الأخطر، لأنها تتم بتفجير جسد تم تفخيخه بالأفكار المتطرفة والتكفير قبل المتفجرات، وإيهامه بأنه سيذهب للجنة بينما تبنى الجحيم فى عقله.
 
وفى نفس الوقت هناك حاجة لإعادة النظر فى مواجهة مثل هذه العمليات، مع الأخذ فى الاعتبار وجود احتمالات لنجاح بعضها، وهو ما نراه فى أوروبا حيث عمليات الدهس والطعن والتفجير فى باريس وميونيخ وأخيرا ستوكهولم، من نفس العقول المنفردة للإرهابيين الدواعش.
 
الحديث عن التقصير الأمنى لا يجب أن يتجاهل أن الرائد عماد الركايبى من قوة تأمين الكنيسة المرقسية بالإسكندرية تصدى ومعه القوة الأمنية لإرهابى انتحارى، فجر نفسه فى القوة الأمنية واستشهد البطل الركايبى، والعميد نجوى الحجار والرائد محمد رفعت، وأمين الشرطة أحمد إبراهيم، من قوات مديرية أمن الإسكندرية. استشهدوا ليفتدوا المئات من رواد الكنيسة، فضلا عن قداسة البابا.
 
الإرهاب الانتحارى بالأحزمة الناسفة هو الأكثر صعوبة، لأننا أمام قنبلة بشرية تم شحنها بأفكار الإرهاب والطائفية، والهدف رفع أعداد الشهداء، ونشر الخوف والإرهاب، وهو الهدف وليس فقط الضحايا من البشر.
 
هذه الموجة من الإرهاب التى تستهدف المصريين فى أعيادهم، تهدف لوضع خطوط تحت الطائفية، وتعيد للأذهان دائما، وجود منتسبين للإسلام يروجون لخطاب الكراهية والطائفية، وهناك بالطبع من يتأثر بها، لكن دائما ما تظهر علامات ترد على هذا، بمئات المتبرعين بالدم فى المساجد لجرحى الأرهاب فى الكنائس.
 
ولا شك أننا أمام أحداث تستلزم الكثير من العمل الجماعى، وليس لطرف واحد، فالحديث عن خطاب إرهابى طائفى وتجنيد العقول الجاهلة، هى أمور تشير إلى أن مواجهة الإرهاب بجانب كونها أمنية، فهى أيضا حرب ضد أفكار تعشش بيننا وتنتشر فى مساجد وخطب وفتاوى تنشر الكراهية والطائفية، وخطورة المواجهة أنها يجب أن تشمل الرؤوس وليس فقط المتفجرات، فالكلاب والأجهزة الحديثة يمكن أن تكشف المتفجرات، لكنها من الصعب أن تكشف العقول المفخخة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أعمال شغب عنيفة فى تل أبيب خلال مظاهرات بمناسبة مرور 600 يوم على حرب غزة

للصائمين.. موعد أذان المغرب اليوم الخميس 29 مايو ثانى أيام ذى الحجة

الأهلي الأقوى هجوما ودفاعا خلال مشوار التتويج بالدوري رقم 45

"النقابة الفلسطينية": ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء في غزة إلى 221 شهيدا

محمود ناجى يمثل التحكيم المصرى فى أمم أفريقيا للمحليين


جوائز الدوري السعودي.. بنزيما أفضل لاعب وبلان المدرب الأبرز والدوسري أحسن لاعب محلي

لبيك اللهم لبيك.. الشيخ السديس من الحرم المكى للحجاج: لا حج بلا تصريح ولا عبادة مع تدافع وعدسات الهواتف.. تراحموا وعظموا شعائر الله ولا تزاحموا.. ساعدوا رجال الأمن وانشغلوا بالعبادة والروحانيات

بعد غياب 20 عاما.. الأهلي يفوز بالـ6 للمرة الـ22 فى تاريخه

أحمد رضا: الموسم كان صعبا وهدفى فى بيراميدز كان بتوفيق من ربنا

الهلال السعودي يسابق الزمن لخطف نونيز لقيادته فى كأس العالم للأندية


"الأونروا" تكشف تفاصيل إعدام الاحتلال لأحد موظفيها في غزة

بورصة الدار البيضاء تسجل أداء سلبيا

دفاع نوال الدجوى يكشف سبب احتفاظها باموال داخل شقتها فى أكتوبر

السماح فورا بدخول المساعدات لغزة.. المملكة المتحدة تنتقد إسرائيل بمجلس الأمن

منسقة أممية: لن يتحقق سلام مستدام بالشرق الأوسط دون حل النزاع الفلسطيني

رئيس الوزراء عن تحريك أسعار الكهرباء: لا يتم الزيادة فجأة ونتحرك وفقا للتكلفة

رئيس الوزراء: مصر تستقبل 4 سفن للغاز 2025.. وزيادة إنتاج الحقول المصرية بسبتمبر

رئيس الوزراء يعلق على ما أثير بشأن شهادة الحلال

"فادية" على اسم جدتها.. حسن الرداد وإيمى سمير غانم يرزقان بمولودة

حماس: الاتفاق مع أمريكا يتضمن إطلاق سراح 10 محتجزين مقابل أسرى فلسطينيين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى