"الصَنُدوق الخالى"

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
يحتفل مَسيحيُّو العالم بعد غدٍ الأحد بـ"عيد القيامة". وإن أردنا أن نتحدث عن "القيامة"، فنحن إنما نخوض فى تلك الحياة التى سوف يَنعَم بها كل إنسان فى خُلود لا ينتهي؛ إنها المَحطة الأخيرة التى يصل إليها كل إنسان بعد انتهاء رحلة حياته على الأرض؛ لذٰلك فهى الهدف الحقيقى الذى يجب أن يضعه كل إنسان والذى يجب أن تسير فى فَلكه جميع أهدافه الأخرى فى حياته الآن. 
 
إن كان من الأهمية للإنسان أن يضع أهدافًا لحياته على الأرض، فإن عليه أن يُدرك أن تلك الأهداف يجب أن لا تُعارض حياته الآتية الأبدية، بل هى تقود إليها؛ وعلى سبيل المثال: لا تعارض بين نجاح الإنسان فى رحلة الحياة وتحقيقه للإنجازات ووصوله إلى القمم وبين الحياة الأبدية التى سوف تحمل له معنى السعادة؛ إنما كل ما عليه أن يختبر ويُدرك أى الأمور يرغب فى النجاح فيها، وبأية وسيلة تكون. 
 
أيضًا على الإنسان أن يسائل نفسه فى حساب ذاتىّ: أين أنا من وصايا الله فى المحبة والرحمة والعدل؟! كيف أُعطى جوابًا لله: عن جميع أعمالى، والإمكانات التى وهبها لي، بل كل لحظة من لحظات عمرى؟! إن الحياة مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الإنسان، وفى الوقت نفسه لديه الحرية فى اختيار المبادئ التى يعيش بها فى الحياة، والأساليب والوسائل التى يستخدمها، وفى "القيامة" سوف تظهر نتيجة اختيارات كل إنسان. من أجل هٰذا لا تبحث عن الزمنيّ، فى حين أنت تفقد ما هو أبديّ!! وضع قلبك واهتمامك الأول أن تكون جديرًا بالحرية التى وُهبت لك من الله.
 
أتذكَّر قصة قرأتُها عن شاب فى مقتبل العمر يُدعى "فيليب"، عاش معظم حياته عليلاً، وقد عرَف أنه لن يعيش طويلاً؛ فقرر أن يضع فى فكره دائمًا أنه سيرحل يومًا، عابرًا جسر الموت إلى حياة أبدية لا مرض فيها ولا ألم ولا دُموع؛ فكان هٰذا يغمره بالسعادة والراحة. وبينما هو مريض، كان يحاول إسعاد من حوله، مقدِّمًا لهم كل ما يمكنه من خير. وفى الأحد السابق لـ"عيد القيامة"، قام المسئول فى أحد اللقاءات بتوزيع صَندوق صغير على كل أحد، طالبًا من كل فرد أن يضع فى صَندوقه شيئًا يعبر عن الحياة، ثم يحضره الأسبوع التالي، وهم يحتفلون بـ"عيد القيامة". وفى الأسبوع التالى، فتح كل شاب وشابة صَندوقه أمام الجميع ليرَوا ما وضعه للتعبير عن الحياة، فوضع أحدهم زهرة، وآخر وضع فراشة، وثالث تحفة جميلة، و... إلخ. فكان أنه حين جاء دور "فيليب"، فتح صَندوقه فوُجد فارغًا!! وحين تعجب الجميع، قال لهم إن الصَندوق الخالى يذكره بقبر السيد المسيح الخالى إذ هو قام. وهٰكذا يكون معنى الحياة فى القيامة. ولم تمضِ مدة طويلة على تلك الواقعة حتى ترك "فيليب" هٰذا العالم، سائرين خلفه أصدقاؤه، وهم يحملون صَندوقه الخالى، معلنين أن صديقهم قد انتقل إلى حياة أفضل.
نسأل الله أن يعزى أسر شهداء كنيستى مار جرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، وأن يحفظ مصر فى سلام وأمان.
 
الأُسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسىّ
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

وليد الحلفاوى: رحيل والدى صعب ولن نستخدم حساباته على السوشيال ميديا

العثور على جثتى المخرج روب راينر وزوجته وفتح تحقيق جنائى

الكويت: بدء تصويت الجالية المصرية فى جولة الإعادة بانتخابات النواب

مركز المناخ: أمطار غزيرة على السواحل الشمالية تصل للسيول بشمال سيناء


4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

سباق مع الزمن داخل الزمالك لفك إيقاف القيد قبل ميركاتو يناير

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية


موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

سيدة مُسنة تحاصرها مياه الفيضانات فى أسفى بالمغرب.. فيديو

العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

الجزائرى ميلود حمدى يغيب عن تدريبات الإسماعيلى قبل مواجهة بتروجت

تعرف على آخر تفاصيل عرض الأهلى لضم حامد حمدان

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى