محرقة رمزية تنتظر الإرهاب بدمى "الألمبى" فى احتفالات شم النسيم ببورسعيد

دمى "الألمبى" فى احتفالات شم النسيم ببورسعيد
دمى "الألمبى" فى احتفالات شم النسيم ببورسعيد
بورسعيد - محمد عوض - محمد عزام

حول حادث الهجوم الإرهابى على كنيستى طنطا والإسكندرية مسار حفلات شم النسيم بمدينتى بورسعيد والإسماعيلية، حيث ألغيت مراسم الاحتفالات الرسمية، وبدل فنانى دمى "الألمبى" أفكارهم من ارتفاع الأسعار إلى رغبة فى حرق الإرهاب.

 

ويعتاد المصريون الاحتفال بشم النسيم بأكل الأسماك المملحة والبصل الأخضر فى الحدائق، ولكن فى مدن القناة وخاصة بورسعيد والإسماعيلية لديهم طقس مختلف للاحتفال، فمنذ مائة عام بدأ حرق دمى تمثل الطغاة والشخصيات المكروهة شعبيا فى المنطقة منذ عهد الاحتلال البريطانى فى مطلع القرن العشرين، ودأب أهل القناة على صنع دمية "الألمبى" تحريف لاسم المندوب السامى البريطانى اللورد فى العشرينيات من القرن الماضى، "إدموند ألنبى" الذى كان معروفًا بقسوته ضد المصريين، ويجوبون بها شوارع المدينة مرددين الأغنية الشعبية "يا ألمبى يا بن حلبموحة.. مين قالك تتجوز توحة.. دى حكايتك صبحت مفضوحة".

 

أصل قصة الدمية
 

 وثقت أبحاث باطلس المأثورات الشعبية الصادر عن هيئة قصور الثقافة، عادة دمية الألمبى ببحث للشاعر نشأت نجيب، فيما يوثق المهندس محمد بيوض أحد المهتمين بتأريخ التراث الشعبى ببورسعيد هذه العادة ببحث غير منشور، ويقول، لـ"اليوم السابع"، "حرق دُمية الألمبى" اقتبسها أهل المدينة من يونانيين كانوا يسكنوا فى بورسعيد، الدمية اسمها فى اليونان "جوداس" وتحرق فى أعياد القيامة، واستلهمت منها بورسعيد، فكرة حرق دمية تشبة اللورد ألنبى"، ثم انتقلت إلى الإسماعيلية.

 

 وأضاف "بيوض"، "مع وجود الجالية اليونانية، أكبر الجاليات الأجنبية فى بورسعيد؛ بدأوا فى مراسم حرق دُميتهم فى عيد القيامة فى فترة عملهم بقناة السويس، فى أبريل عام 1883 داخل كنيسة "سان جون" بشارع صلاح سالم فى حى الشرق؛ تجمع المصريين خارج الكنيسة لرؤية عملية الحرق، وحاول الإيطاليين منع اليونانيين من إقامة هذه المراسم ونشبت معركة مع أهالى بورسعيد وخلالها حرق اليونانيين الدُمية.

 

وأشار المؤرخ البورسعيدى، إلى واقعة وصول المندوب السامى البريطانى "اللورد إيدموند ألنبى" إلى بورسعيد وكان مشهورًا بقسوته، وبعد قراره بنفى "سعد زغلول" لجزيرة مالطه عن طريق ميناء بورسعيد، خرج الأهالى لوداعه،وعندما منع حكمدار البوليس وقتها "جراند بيه" بأوامر من المندوب السامى منع الأهالى من وداع سعد زغلول؛ وبدأت اشتباكات مع البوليس الإنجليزى كانت من إرهاصات ثورة "19". 

 

 وعندما عاد المندوب السامى لبلاده عام 1925 عن طريق ميناء بورسعيد، استقبله أهل المدينة، بصنع دمية كبيرة من القش حاولوا أن تكون قريبة الشبه من اللورد ألنبى، لوداعه بدمية ترتدى الزى العسكرى ورتبته العسكرية وحرقها بالنار.

 

 وقال بيوض، "من وقتها أصبحت دمية الألمبى وسيلة تعبير عن إحساس أهل المدينة بالظلم والقهر، ويعاد هذا الطقس كل عام مع احتفالات شم النسيم.

 وتطورت العادة مع مرور السنوات، وبدأ كل بيت ومنطقة بأحياء بورسعيد تنفيذ "دُمية" خاصة بهم يحرقوها مع نغمات السمسمية، وتنافست المناطق فى شكل اللنبى أو الألمبى وارتفاع ألسنة اللهب، ومع دخول الغاز الطبيعى لبورسعيد اختفت الحرائق تدريجيًا وتحولت العادة لمسرح "خضير" بشارع أوجينى ونبيل منصور – أحد أعرق المناطق بحى العرب.

 

فنانو نحت "الألمبى"
 

يعرف الفنان محسن خضير كأشهر صانع لدمى الألمبى، فى مدينة بورسعيد، وبدأ فنانين شباب فى شق طريقهم فى الشهرة بهذه الصناعة التى يبدأ التحضير لها قبل شهر كامل من أعياد الربيع.

ويقول خضير، "بورسعيد هذا العام ستحرق الإرهاب والأسعار المرتفعة، لأنها ظاهرة أثرت على المواطنين البسطاء، ومسرح "دُمى الألمبى" هذا العام ينقسم إلى قسمين الجزء الأكبر منه سيكون عن الإرهاب، خاصة حادث تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية.

 

وأضاف خضير، "حادث الكنيسة غير شكل الدمى لتعبر عن الإرهاب، وفضلت أن تكون خلفية المسرح لوحة كبيرة كتب عليها "معا ضد الإرهاب"، ليظهر تضافر جميع الجهود من أجل القضاء عليه وعلى جذوره، لأنى كأى مواطن مصرى تأثرت بالأحداث أشعر بأننا جزء منها.

 

محمد السعيد حسن، يملك مرسمًا صغيرًا لكتابة اللافتات بحى العرب ببورسعيد ويقول، بدأت الاهتمام بدمى "الألمبى"، عندما كان عمرى 12 عامًا، مثل أى طفل نشأ فى بورسعيد وشاهدت حرائق الألمبى وتعلقت بهذا الطقس الخاص، وعندما صنعت مع والدى أول دمية لى كان الأمر مدهشًا وكانت وقتها محشوة بالقش، ومع تطوير الدمى بدأت فى صنع دمى أقرب إلى فن النحت، عام 2005، ونحت وجوه الدمى من الجبس والخشب والفوم الحرارى، وطليها بألوان أقرب للون البشرة ووضعها على مجسمات من الملابس المحشوة بالقش أو القماش.  

 

أغنيات شعبية مع الحريق
 

ترتبط الدمى التى يصنعها السعيد الخطاط بعادات اجتماعية مرفوضة، أو شخصيات مكروهة داخل مدينة بورسعيد، ولكنه هذا العام صنع دمى رمزية للدجل وإعلانات الدجالين المنتشرة على القنوات الفضائية.

 

ومع عادة حرق الدمى ارتبط الفن الشعبى بالغناء وخاصة أغنية تقول، "يا ألمبى يا بن حلمبوحة مين قالك تتجوز توحة أو مراتك صبحت مفضوحة، ويا تربة يا أم بابين وديتى الألمبى فين". ومنذ العشرينيات وترتبط عادة الحرق بضمة السمسمية وأغانى خاصة بالمناسبة.

 

 زكريا إبراهيم مؤسس فرقة الطنبورة لتراث آلة السمسمية، قال "التجمع فى ضمة سمسمية حول دمى الألمبى عادة وتقليد سنوى يقام ليلة شم النسيم، فى الماضى كانت هناك أغنيات خاصة على آلة السمسمية عن الحدث، ولكن هذه الأغانى مرتبطة بطقوس الحريق، ولكن مع حظر الحريق فى شم النسيم، لم تعد تغنى هذه الأغانى، والآن نغنى فى الضمة أغنيات عن الربيع والصيد، ولكن أغنيات المقاومة لها مناسبات أخرى مثل احتفال عيد النصر فى 23 ديمسبر من كل عام.

 

ويصف إبراهيم الحدث باسم "السحر التشاركى" لما تقوم به جماعة شعبية من تمثيل الشخص المكروه فى المجتمع فى دمية وحرقه فى مكان عام كتعبير رمزى لكراهية المجتمع لهذا الشخص، وتتغير رمزية الدمى بحسب الموقف كل عام.

 

ويضيف مؤسس فرقة الطنبورة، "كانت الشوارع والحارات تتنافس فى صنع أكبر نار لحرق الدمى مستخدمين أى مادة قابلة للاشتعال وخاصة الأخشاب القديمة وإطارات السيارات.

 

صناعه دمى ارهابيه (1)
 
صناعه دمى ارهابيه (2)
 
صناعه دمى ارهابيه (3)
 
صناعه دمى ارهابيه (4)
 
صناعه دمى ارهابيه (5)
 
صناعه دمى ارهابيه (6)
 
صناعه دمى ارهابيه (7)
 
صناعه دمى ارهابيه (8)
 
صناعه دمى ارهابيه (9)
 
صناعه دمى ارهابيه (10)
 
صناعه دمى ارهابيه (11)
 
صناعه دمى ارهابيه (12)
 
صناعه دمى ارهابيه (13)
 
صناعه دمى ارهابيه (14)
 
صناعه دمى ارهابيه (15)
 
صناعه دمى ارهابيه (16)
 
صناعه دمى ارهابيه (17)
 
صناعه دمى ارهابيه (18)
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الخارجية الصيني: الحرب ليست السبيل لمعالجة الملف النووي الإيراني

فى قلب البحر الأحمر.. القصير أكبر محطات الفوسفات فى مصر والعالم.. أنشأ فيها الإيطاليون مستعمرة كاملة واستخدموا أول تلفريك وقطارات لنقل الخام قبل قرن من الزمن.. و"كافى" أول سفينة فوسفات تبحر إلى الهند 1916.. صور

اليوم.. الفصل فى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بالإيجار القديم

الإسماعيلى آخرهم.. 8 أندية تعلن عن مدربيها استعداداً للموسم الجديد

الطقس اليوم السبت 5-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة


التعليم: تحصيل 50 جنيها مقابل خدمة التعليم التفاعلى و25 جنيها للمنصات

موسم رحيل الأساطير فى ملاعب العالم.. شيكابالا ومعلول ومودريتش الأبرز

ترامب مرحبًا برد حركة حماس: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام

%50 من القراء يطالبون بتغليظ عقوبة المتورطين في بث الشائعات والأكاذيب

المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم


كوليبالي يهاجم حكم مباراة فلومينينسي: الخسارة بهذه الطريقة عار

اليوم عاشوراء.. صيامه سنة نبوية تكفّر ذنوب عام مضى

تصل إلى الحبس 7 سنوات.. عقوبة تنتظر السائق المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى

3 حالات يجوز فيها للطفل الحصول على معاش شهرى.. تعرف عليها

قدم الآن.. فرص عمل فى تأمين محطات المترو بمرتبات تصل لـ10 آلاف جنيه

هيركوليس يتوج بجائزة أفضل لاعب فى مواجهة فلومينينسي ضد الهلال

تعرف على تطورات محاولات الأهلي لتدعيم الدفاع الأحمر فى ميركاتو الصيف

حر لا يطاق.. حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 5 يوليو 2025 فى مصر

أمير صلاح الدين وزوجته يكشفان لـ"معكم" قصة زواجهما.. والسر أغنية "حر"

تنسيق الجامعات 2025.. قائمة كليات يشترط القبول بها اجتياز اختبارات القدرات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى