استفتاء"ترسيخ الديكتاتورية" يُدشن بدء العد التنازلى لنهاية"أردوغان" ..خبراء: نتيجته تكرس للاستقطاب والانقسام بالمجتمع..وتعلق مفاوضات عضوية الانضمام للاتحاد الأوروبى..وسحبت البريق من "العدالة والتنمية"

أردوغان
أردوغان
كتب مصطفى السيد - محمد كامل

لم يكن نجاح الرئيس التركى فى الاستفتاء الشعبى على التعديلات الدستورية بنسبة 51.2% من الأصوات، إلا هزيمة جديدة للرئيس التركى،رجب طيب أردوغان، ونبذه من الأتراك الذين صوت نصفهم بـ"لا"، ولجوء حزبى المعارضة الرئيسين للطعن فى نتيجة الاستفتاء.

خبراء بالشأن التركى والشئون الدولية، حددوا مستقبل أردوغان السياسى فى الداخل مع رفض العاصمة التركية أنقرة واسنطبول لتلك التعديلات، وكذلك قراءة تلك النتيجة وتأثيرها فى مستقبل علاقات تركيا الخارجية مع أوروبا والعرب وأمريكا.

محمد عبد القادر، الخبير فى الشئون التركية، قال إن الموافقة فى الاستفتاء الشعبى على التعديلات الدستورية بتركيا، ستحول نظام الحكم من نظام ديمقراطى إلى نظام سلطوى ليس به رئيس وزراء يمنح الثقة من البرلمان.

وأضاف عبد القادر، إن التعديلات الدستورية ستجعل النظام التركى مركزيًا، يسيطر عليه شخص واحد فقط، ويتراجع دور البرلمان فى منح الثقة من الحكومة، موضحًا إن من الناحية الشكلية سيصبح نظام الحكم أبدى والولاية مفتوحة.

وأوضح، إن تركيا ستتحول إلى نظام مشوه يسيطر عليه شخص واحد يستطيع أن يفعل ما يشاء، ويدخلها للمجهول، مضيفا أن تركيا بها 40 % من الاقليات سيجدون صعوبة فى ظل هذه التعديلات الدستورية.

وأشار، إلى أن تركيا ستواجه مشكلة بابتعادها عن القيم الأوروبية، حيث كان أردوغان يتهم الدول الأوربية بالفاشية والنازية، متوقعًا أن تعلق مفوضات عضوية تركيا بالاتحاد الأوروبى، وتجميد العمل باتفاق اللاجئين وتأزم فى العلاقات مع الدول الأوروبية، وعلى المستوى العربى لفت إلى أن أردوغان سيشعر بالقوة ويمكن أن يغامر بضربات عسكرية فى سوريا.

من جانبه، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن نتيجة الموافقة فى الاستفتاء الشعبى على التعديلات الدستورية بتركيا بنسبة 51.2% كانت متوقعة، موضحا أن نحو 45% من الأصوات من حزب العدالة والتنمية، بالإضافة إلى أن أردوغان حصل على حوالى 6% من الأصوات التى ليس لها توجه سياسى وغير منتمين لأحزاب وتمثل 15 % .

وأضاف عبد الفتاح، إن هذه النتيجة ليس مرضية بنسبة 100% من الناحية السياسية لتمرير دستور جديد، لافتا إلى الدستور التركى يتكون 180 مادة وبعد الاستفتاء سيعدل لـ 130 مادة، أما باقى المواد هى ثوابت لا تتغير فى الدستور.

وأوضح المحلل السياسى، أنه كان مطلوبًا على الأقل تأيد 70% من الأصوات لتعديل الدستور ليعبر عن توافق شعبى، مشيرًا إلى أن نصف الشعب التركى يرفض تلك التعديلات، فهو نجاح مثير للقلق، ويثير حالة من الانقسام فى المجتمع.

وشدد عبد الفتاح، على أن هذه النتيجة لن تغير كثيرا من الأمور لأن أردوغان كان يمارس صلاحيات الرئيس المطلقة، ولكنه لجأ للاستفتاء ليلقى عليه طابع دستورى وشرعى فقط، لافتا إلى أنه بالنسبة للسياسة الخارجية سيصبح أردوغان أكثر قوة ويتحرك من منطلق دستورى.

ونوه الباحث، إلى أنه لو صار أردوغان فى طريق التصعيد مع أوروبا سيكون خاسرًا بشكل كبير، مضيفًا: "أرودعان يحتاج إلى أن يراجع نفسه خاصة أن نجاحه "على الحركرك" وغير مرضى ولا يصلح مع الدساتير، وأن نصف الشعب ليس معه، وعليه أن يراجع حساباته فى سياسته الداخلية والخارجية.

وأشار، إلى أن الرئيس التركى يحتاج إلى إصلاح العلاقات مع العالم العربى، كلما يبعد عن أوروبا وأمريكا وإسرائيل، كما يحتاج إلى النفط والغاز،  لكن بالنسبة لمصر سيعطل التقارب مع مصر، وستمضى العلاقات الاقتصادية مع القاهرة مع جفاء سياسى.

وقال كرم سعيد، باحث في الشئون التركية، إن نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى تركيا، تكرس للاستقطاب السياسى وتؤدى إلى انقسام اجتماعى وسياسى فى المجتمع التركى، ويتضح ذلك من الاحتجاجات التى شهدها الاستفتاء، واتهام المعارضة فى تركيا بتزوير الاستفتاء.

فى السياق ذاته، قال محمد محمود، الباحث فى الشئون الدولية، إن تجربة أردوغان السياسة وشعبيته فى الانخفاض، وأن مصيره غير مضمون العواقب، موضحًا إن هذا لا يحمل معنى انقلاب مرة أخرى، لكنه سحب بريق تجربة حزب العدالة والتنمية لما كان لها من آثار اقتصادية كبيرة.

وأضاف محمود، إن الانتخابات البرلمانية السابقة، التى فشل فيها حزب العدالة والتنمية فى الحصول على الأغلبية، كانت مؤشرًا لنتيجة الاستفتاء الشعبى، مضيفا أن ثقافة الديمقراطية ارتفعت عند الشعب التركى، فى ظل قمع أردوغان للإعلام وللحريات.

وأوضح الباحث فى الشئون الدولية، أن أردوغان يهدد تجربته من خلال الانفراد بالحكم وتوسيع نفوذ الرئيس التركى وتوطيد حكمه، كما أشار إلى أن الاستفتاء لن يمثل نقطة ارتكاز أساسية مع العلاقات الأمريكية، خاصة مع تغاضى الرئيس ترامب عن حقوق الإنسان والحريات.

وحول علاقات تركيا بالعرب، أوضح الباحث فى الشئون الدولية، أن الاستفتاء لن يكون مؤثرا فى صلب العلاقات العربية التركية، وأن سوريا هى الحاكم الرئيسى فى العلاقات.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الملحن محمد يحيى يسيطر على ألبوم الهضبة الجديد بخمس أغانى

تحذير عاجل من الأرصاد.. ارتفاع جديد فى الرطوبة تقترب من 100%

الهلال يواجه فلومينينسي لمواصلة الحلم العربى فى مونديال الأندية الليلة

صعق كهرباء وراء مصرع عامل في العياط.. تفاصيل

لن تسير وحدك أبدًا.. جوتا يتصدر عناوين الصحف الإنجليزية بعد رحيله


بى بى سى: شيكابالا أسطورة الزمالك ينهى مسيرة تاريخية حافلة بـ18 لقباً

مفاوضات فى الأهلى لإنهاء أزمة أحمد عبد القادر

موجة الحر تضرب العمال والشركات فى أوروبا.. بلاغات عن انخفاض فى المبيعات بسبب انخفاض الإنتاج والاستهلاك.. والموظفون يطالبون بأيام عمل أقصر ومعدات واقية من الحرارة.. وتوقف القطارات وإغلاق المدارس من الخسائر

محمد حسن يوافق على تجديد تعاقده مع الإسماعيلى موسمين

كارلوس ريف.. كهوف مرجان تسحر الغواصين فى أعماق البحر الأحمر.. غطاء مرجانى حى تتراوح نسبته بين 50% و80%.. وتعد بيئة خصبة للكائنات البحرية الفريدة.. ويصل إليها سياح العالم لمشاهدة جمال الطبيعة.. صور


بعد نجاح "الدنيا بترقص".. "بابا" تجمع عمرو دياب مع ملاك عادل بألبومه الجديد

جنش يقود حراسة مرمى الاتحاد السكندري بشكل أساسى فى الموسم الجديد

ألمانيا تسعى لعقد محادثات مباشرة مع طالبان بشأن عمليات ترحيل الأفغان

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 4 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

لا تفوت الفرصة.. مميزات مدرسة الضبعة للطاقة النووية لطلبة الإعدادية

ناشئو اليد أمام هولندا وجزر الفارو فى مراكز بطولة أوروبا المفتوحة

قانون الإيجار القديم.. 7 سنين أمان وشقة للمستأجر الأصلى جاهزة قبل الإخلاء

شاهد لحظة غرق حفار البترول العملاق فى البحر الأحمر.. فيديو

الزمالك يودع قائده شيكابالا: كنت الفصل الأجمل فى قصص الانتماء

وفاة مايكل مادسن بمنزله بسبب توقف مفاجئ فى القلب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى