أردوغان فى تركيا.. عودة الديكتاتورية

احمد ابراهيم الشريف
احمد ابراهيم الشريف
فى مقدمة بحثه عن «النظام الفردى» «الأوتوقراطى» دراسة نظرية لـ«السلطة المطلقة» يقول الباحث العراقى وليد سالم: «أجهد المفكرون والمنظرون أنفسهم فى تفسير وتبرير سلوكيات الحكام الطغاة، فاختلفت الأسماء والأوصاف، ولكن فى الجوهر والفعل اتحدت المسميات والأشكال، وهو وجود حاكم قوى يحكم بشكل مطلق يملك كل وسائل العنف والإكراه مقابل شعب مقيد مسلوب الإرادة غُلب على أمره، لا يملك إلا الخضوع والطاعة للطاغية»، والسؤال هل لهذا الكلام علاقة بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
 
 فى الحقيقة لم أكتب هنا لأقول رأيا فى التجربة التركية الجديدة من الجانب السياسى أو الاقتصادى، لكننى أتأملها من منطلق «حكم الفرد المطلق» الذى سعى رجب طيب أردوغان لتكريسه فى الاستفتاء الدستورى الأخير الذى انتهى بكلمة «نعم»، ومنح منصب الرئيس سلطات تكاد تكون مطلقة.
 
فازت كلمة «نعم» وبلغت نسبة المؤيدين 51.3٪ مقابل 48.6٪ عارضوا التعديلات، وأظهرت وكالة الأناضول أن الأصوات المعارضة للتعديلات تتصدر فى أكبر ثلاث مدن بتركيا، وهى إسطنبول وأنقرة وإزمير، إضافة إلى ديار بكر «جنوب شرق البلاد» الذى تقطنه أغلبية كردية.
 
بالطبع هذا الفوز بنسبة ضئيلة يؤكد أن قرابة نصف الشعب التركى يرفض عودة الديكتاتورية مرة أخرى، وهذا أمر مهم، وليس فى صالح أردوغان، الذى وصل إلى حكم تركيا فى عام 2002 وخلال هذه الفترة استطاع تغيير موازين الحكم فى تركيا من دولة يسيطر عليها الجنرالات والقضاة إلى دولة يحكمها حزب واحد، كما أنه ضيق الخناق على وسائل الإعلام وعلى المتظاهرين وتخلص من منافسيه، ورأى محللون غربيون وشرقيون على السواء، أن من أولوياته الأساسية التى يسعى إليها دائما هى إضفاء شرعية على حكم الرجل الواحد، فيما يعد النموذج الكامل حاليا للديكتاتور على المستوى السياسى، فنظام الحكم الفردى ينفرد عن غيـره مـن أشكال وصور الحكم بوجود نزعة تحكمية صارخة فى ممارسة السلطة من قبل حـاكم فـرد واحد لا ينازعه ولا يشاركه فيها أحد.
 
ما يحدث فى تركيا نموذج غريب من استغلال الديمقراطية فى صناعة ديكتاتورية، وهنا يلعب الشعب الدور الخطير فى هذا الأمر، وفى ذلك يقول وليد سالم «إلا أن هذه النزعة التسلطية فى الحكم كانت نتيجة وجود توافق ضمنى مشـترك بـين الحاكم والشعب، فالحاكم لديه الرغبة فى ممارسة التسلط والشعب لديه ميل للاقتنـاع بتحمـل الخضوع».
 
ورغم وجود نموذج «الديكتاتور» كثيرا فى التاريخ الإنسانى ما زلت أتساءل: لماذا يظن الواحد فيهم أنه وحده القادر على التغيير وأنه الوحيد الذى يفهم والوحيد القادر على الخروج من الأزمات والوحيد الذى يليق بالجلوس على كرسى الحكم؟!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الطقس غدا.. استمرار انخفاض درجات الحرارة وظهور السحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة

محافظ القاهرة يشكل لجنة هندسية لبيان مدى تأثير حريق بحى بولاق على العقار

إعلام عبرى: على الجيش الإسرائيلى الاستعداد لأكمنة محكمة حال اجتياح غزة

المعاينة: النيران التهمت مخزن مواسير على مساحة 200 متر ببولاق أبو العلا

ترامب يرسل دعوة إلى قادة أوروبا وزيلينسكى لاجتماع الإثنين المقبل فى واشنطن


انطلاق تصفيات أضخم مسابقة قرآنية تلفزيونية فى تاريخ مصر بالتعاون بين وزارة الأوقاف والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.. وزير الأوقاف: نهدف لاكتشاف الكنوز من أصوات القراء.. و14 ألف مشارك من جميع المحافظات.. فيديو

83 مباراة جمعت الزمالك والمقاولون العرب قبل لقاء الليلة.. إنفوجراف

حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

حبس عاطلين 4 أيام بتهمة سرقة هواتف المواطنين بمنطقة منشأة ناصر

الرئيس السيسى يطّلع على المؤشرات الأوليه للأداء المالي لعام 2024/2025


رئيس الجزائر يعلن حدادًا وطنيًا تضامنا مع أسر ضحايا حادث "وادى الحراش"

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

غلق شارع 26 يوليو لتنفيذ مونوريل وادى النيل -6 أكتوبر.. اعرف تحويلات المرور

محمد صلاح يقترب من إنجاز غير مسبوق فى تاريخ الدوري الإنجليزي

18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية.. صور

قانون الإيجار القديم يحدد نسبة زيادة الأجرة للمحال التجارية.. التفاصيل

طلاب الثانوية العامة دور ثان يبدأون امتحان العربى

برشلونة يبدأ حملة الدفاع عن لقب الدوري الإسباني ضد مايوركا

1500 فرصة عمل كأفراد أمن بمرتبات تصل لـ9000 جنيه.. اعرف التفاصيل

بايرن ميونخ يصطدم بطموح شتوتجارت في نهائي السوبر الألماني 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى