يوسف أيوب يكتب: هل استعدت مصر لمفاجأة "مارين لوبان".. المرشحة اليمينية تسير على خطى ترامب وتحاول الاقتراب من رئاسة فرنسا.. نظرتها للهجرة والخروج من الاتحاد الأوروبى لمواجهة الإرهاب تزيد من فرصها

مارين لوبان وفرانسوا هولاند
مارين لوبان وفرانسوا هولاند
يوسف أيوب
 

لا أحد يستطيع الجزم من سيكون الساكن الجديد لقصر الأليزية لخلافة فرانسوا هولاند، ففرص المرشحين شبه متساوية، لكن تبقى اليمنية مارين لوبان هى اللغز الذى يحير الجميع، فوجودها فى قائمة المرشحين يربك جميع الحسابات، حدث ذلك فى الانتخابات السابقة عام 2012، حيث حلت ثالثة فيها بحصولها على 17.90% من أصوات الناخبين، ويحدث بقوة هذه المرة، خاصة أن رياح "الشعبوية" بدأت تهل على أوربا، ما منح لوبان قوة ومكانة وسط المرشحين الذين سيخوضون المعركة الانتخابية الكبرى الاثنين المقبل.

 

للعلم، يخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية الأحد المقبل 11 مرشحاً، وهم بونوا هامون عن الحزب الاشتراكى، مارين لوبان عن الجبهة الوطنية والتى ترفع شعار " باسم الشعب"، ورئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون، عن الجمهوريين، و نيكولا دوبون إنيان عن حزب "انهضى فرنسا!"، وإيمانويل ماكرون عن حزب "إلى الأمام!"، وجان لوك ميلنشون عن حزب "فرنسا العاصية"، وسبق أن ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2012، وحل فى المركز الرابع، وفيليب بوتو عن "الحزب الجديد المناهض للرأسمالية"، و فرانسوا أسلينو عن حزب "الاتحاد الشعبى الجمهورى"، ونتالى أرتو المرشحة عن حزب "النضال العمالى"، وجان لاسال عن حزب "لنقاوم"، وجاك شوميناد عن حزب "التضامن والتقدم".

 

من بين المرشحين الـ11، تبقى المنافسة قوية بين مارين لوبان، والمرشح الموالى لأوروبا ايمانويل ماكرون، والمحافظ فرنسوا فيون الذى لا يزال يواجه مشاكل قضائية، ومرشح اليسار الراديكالى جان لوك ميلانشون، لكن وجود لوبان أعطى للانتخابات هذا العام زخماً سياسياً وإعلامياً، خاصة بعد زياراتها الخارجية وتحديداً لروسيا ولقائها مع فيلاديمير بوتين، ولا يخفى على أحد أن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، ومن قبله تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبى أنعش آمال لوبان، فهى تسير على ذات الخط.

 

الجميع قلق من مارين لوبان، ففرصها فى تصاعد، وهو ما جعلها تستحوذ على اهتمام الجميع، يترقبون تحركاتها وتصريحاتها.. لا يوجد تأكيد بأنها ستفوز، لكن كما قلت مجرد فإن وجودها ضمن المرشحين هو حدث مهم يحتاج لتقييم وتحليل عميق، لأنه لو افترضنا جدلاً فوزها، فأن ذلك يعنى دخول أوربا مرحلة جديدة يسيطر عليها فكر يأخذ فى حسبانه الأمن الخاص لكل دولة، دون النظر إلى الأمن الجماعى للقارة العجوز، ومرسخاً لقاعدة "الشعبوية" فى أوروبا بعدما وجدت لنفسها موطئ قدم فى الولايات المتحدة على يد ترامب.

 

لوبان تسير على نفس الطريق الذى سار عليه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ولم يكن مستغرباً أن تصف فوزه بالرئاسة الأمريكية بأنه "دعامة أخرى فى بناء عالم جديد"، كما أن المرشحة اليمنية التى يفضل البعض وصفها بـ"المتطرفة" تراهن فى خطابها على التحديات الأمنية التى تواجه بلادها، ودعم كل ما من شأنه وقف الهجرة إلى فرنسا، فهى معروفة بمناهضتها للهجرة ولليورو أيضاً، فهى نظرت لخيار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبى بأنه أهم حدث منذ سقوط جدار برلين، ومن بعدها رفعت نفس الشعار، وهو إخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبى، وحولت الشعار إلى وعد بأنها لو فازت بالانتخابات الرئاسية ستجرى استفتاء على عضوية فرنسا فى الاتحاد الاوروبى فى غضون 6 أشهر من توليها الرئاسة.

 

الخروج من الاتحاد الأوروبى ليس هدف مارين لوبان الوحيد، فهى ترفع أيضاً شعار "فرنسا أولاً"، على غرار شعار "أمريكا أولاً" لترامب، وحددت هدفها، بأن الجنسية الفرنسية "إما وراثية أو مستحقة"، أما فيما يخص المهاجرين غير الشرعيين، فمن وجهة نظرها "ما من سبب يدعو لبقائهم فى فرنسا، فهؤلاء انتهكوا القانون ساعة وطأت أقدامهم التراب الفرنسى"، وظهرت تشددها فى ديسمبر الماضى عندما قالت إنها تنوى منع أطفال المهاجرين غير الشرعيين من الحصول على تعليم مجانى فى فرنسا، "إذا جئتم إلى بلادنا، لا تتوقعوا أن نعتنى بكم وأن يحصل أطفالكم على تعليم مجانى.. لقد انتهى زمن اللعب".

 

هذه الشعارات تستغلها مارين لوبان جيداً، لأنها تدرك أهميتها فى حصد أصوات الناخبين القلقين من تمدد الأفكار المتطرفة فى المدن الفرنسية، تماماً كما فعل الأمريكيين حينما اختاروا ترامب، لأنه يمثل بالنسبة لهم الملاذ فى مواجهة الإرهاب.

 

مارين لوبان تتحرك فى هذا الملف بشكل عنيف، بعدما ربطت بين الهجرة إلى فرنسا والتطرف الإسلامى، حيث طالبت "بطرد الأجانب الذين ينادون بالكراهية من أرضنا"، وإلى سحب الجنسية الفرنسية من المسلمين الذين يحملون جنسيات مزدوجة ويروجون لأفكار متطرفة، وللعلم فإن هذا الموقف تبناه لفترة مؤقتة رئيس الحكومة السابق مانويل فال والرئيس فرنسوا هولاند، بعد الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها فرنسا فى نوفمبر الماضى، قبل أن يعدلا من موقفهما.

 

الخلاصة أننا أمام مرشحة لرئاسة فرنسا تبدو فرصها متساوية مع بقية المرشحين، وقد نفاجأ بأنها فى قصر الأليزية، لذلك علينا أن نقرأ استراتيجياتها جيداً، حتى نكون مستعدين للتعامل معها، وربما التعاون أيضاً، فكثيرون لم يكونوا مستعدين لترامب إلا مصر التى كانت جاهزة لساكن البيت الأبيض الجديد، وأعتقد أننا لا نحبذ وجود مارين لوبان، لكن ينبغى أن نكون جاهزين للتعامل معها، تحديداً وأن العلاقات المصرية الفرنسية شهدت العامين الماضيين تطوراً إيجابياً، لا يجب أن يتأثر بالساكن الجديد.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هدف الأهلى القادم.. أرقام ومشوار أحمد هانى ظهير أيمن سيراميكا

قرار جمهورى بتعيين أشرف مجاهد نائبا لرئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس

قرار جمهورى بتعيين أحمد سعد الشاذلي مستشاراً لرئيس الجمهورية للشئون المالية

الفنانة زينة تطلب 100 ألف جنيه تعويضا بعد هجوم كلب شرس على أولادها

مصرع عبد الرحمن فيصل لاعب نادى الشمس فى حادث سير


فيديو يرصد اللحظات الأولى فى حادث وفاة جوتا نجم ليفربول

قراءة مبسطة بـ قانون الإيجار القديم بعد التعديلات الجديدة.. إجابات واضحة لأسئلة المستأجرين والملاك.. معرفة القيمة ومصير العقود القديمة والموقف الكامل للمؤجر بعد 1996.. وحالات الإخلاء والبدائل المتاحة

"فى لحظة ينتهى كل شيء".. كوكا ينعى جوتا ويعزى محمد صلاح

وفاة جوتا.. كريستيانو رونالدو فى رسالة مؤثرة: أمر لا يصدق

"احترقت بالكامل".. شاهد سيارة جوتا لاعب ليفربول بعد حادث وفاته


الأهلى يترقب الحصول على حق رعاية انتقال حمزة علاء للبرتغال

شاهد آخر هدف لـ جوتا مع ليفربول قبل رحيله فى حادث مروع

دهست 4 أسر داخل حديقة.. مأساة حى النرجس تبدأ بكارثة وتنتهى بتصالح مفاجئ

وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بشركة كهرباء بمرتبات تصل إلى 13 ألف جنيه

إنفانتينو يدرس إقامة كأس العالم للأندية كل عامين

تصادم 4 سيارات على الطريق الدائرى بسبب انقلاب سيارة نقل

قانون الإيجار القديم لا يقترب من عقود 1996.. العقد شريعة المتعاقدين

عميد معهد القلب الأسبق يفسر أسباب وفاة المطرب أحمد عامر

نانت يعاقب مصطفى محمد بالبيع بعد رفض دعم المثلية

الثانوية العامة 2025.. الطلاب يؤدون اليوم امتحان مادتى الكيمياء والجغرافيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى