"طير يا حمام" عرض مسرحى يؤكد "جنون المجتمع"

جانب من العرض المسرحى "طير يا حمام"

كتب محمد عبد الرحمن

الإثنين، 24 أبريل 2017 05:30 م

مين قال إنك غريب، مين قال إنك مجنون، قلبك وروحك وعقلك هيساعوا الكون"، هكذا تغنى أبطال العرض المسرحى "طير يا حمام" الذى يقدمه فريق التمثيل بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، خلال مهرجان الجامعة للمسرح، والذى عرض مؤخرا على مسرح فيصل ندا.

"أبو الفنون" هو لقب المسرح على مر العصور، منه بدأ الجميع لكنه لا يزال الأبرز فى التعبير عما يجول بخواطرنا، وذلك لكونه يعبر بأداء جميل ويجسد مشاعرنا المختلفة فيرصد أفراحنا ومأساتنا، لذا فإن العروض الجيدة تظل علامة لا تفارق قلوبنا ووعينا.

وضمن العروض الممتعة يأتي "طير يا حمام" فرغم كون أبطاله طلبة فى كلية الفنون التطبيقية ولا يزالون فى بدايات مشوراهم الفنى، إلا أنهم ظهروا فى مستوى كبير من النضج الفنى، واستطاعوا أن يخلقوا حالة فنية رائعة، وقدموا رسالة صادقة تتعلق بكثير من مشكلات المجتمع.

"الحب، الفراق، الخيانة، العنف والجنون" كلها صور اجتماعية جسدها أبطال العرض، من داخل مستشفى للمجانين فى إشارة منهم الى المجتمع ومشاكله، معهم تشاهد الفتاة التى تتعرض للاغتصاب على يد مديرها وعندما تتحدث يتهمونها بالجنون، وهنا الزوج العاشق الذى يتعرض للخيانة من زوجته فيقتلها، والطفل الذى يتعرض للعنف الأسرى من والدته، والفتاة التى تتخلى "خالتها" عن إنسانيتها وتتركها فى الملجأ وحيدة.

لم يقم العرض على فكرة "البطل الواحد"، بل كان الفريق هو البطل والعرض هو البطل، ومع ذلك فإن شخصية "عبد الله" التى جسدها "حسن مصطفى" لافتة للنظر، واعتبره البعض بمثابة الشخصية الرئيسية فى العرض، لأنه كان بمثابة صوت "العقل" داخل مستشفى المجانين - المجتمع- ولأنه كان حسا ثوريا يطالب الجميع بمواجهة المشكلات وعدم السكوت.

المطربة شيماء ممدوح التى قدمت شخصية "ديما" قدمت، أيضا، أداء صوتيا مميزا، من خلال أغنية "مين قال إنك مجنون"، حتى بدأ الجمهور تأثرا بالترديد معها والغناء فى صحبتها.

الإضاءة والتأثيرات الموسيقية، كانتا متوافقتين مع الصورة بما يخدم الرسالة التى يقدمها العمل، والتى لم تعتمد على استفزاز مشاعر الجمهور، فقط الأداء التمثيلى كان قادراً على ذلك الأمر.

العرض المسرحى "طير يا حمام" رؤية فنية من إخراج رامى الطمبارى، مأخوذ عن الرواية الأمريكية "أحدهم طار فوق عش الوقواق" للمؤلف كين كيسى نشرت عام 1962، وتم تحويلها لفيلم يحمل نفس الاسم عام 1975 حصل على جائزة الأوسكار، وذلك حسبما صرح رئيس الفرقة محمد رضا.