"ثورة عراقية ضد البلطجة التركية".. بغداد تتقدم بشكوى لمجلس الأمن ضد أنقرة بسبب انتهاك سيادتها.. حكومة العراق تحذر "جيش أردوغان" من خطوات تصعيدية.. والخارجية العراقية: خرق سافر للمواثيق والمعاهدات

تستمر تركيا فى انتهاكاتها لسيادة العراق وسوريا باستهداف مواقع بزعم ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستانى، وهو ما تسبب فى مقتل عدد كبير من المدنيين خلال السنوات الماضية بسبب القصف الوحشى التركى فى كلا البلدين.

وأكدت مصادر عراقية لـ"اليوم السابع"، اليوم الأربعاء، أن العراق تقدمت بشكوى لمجلس الأمن الدولى لوضع حد للانتهاكات والمجازر التى ترتكبها تركيا وانتهاكاتها المستمرة لسيادة أراضى العراق بزعم ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستانى، موضحة أن بغداد ستطالب الجامعة العربية بموقف عربى واضح تجاه التجاوزات التركية بحق دولة عربية لها السيادة على أراضيها.

وأدان مجلس الوزراء العراقى الضربة الجوية التركية التى نفذتها أنقرة على أراضيه، واصفا إياها بالاعتداء التركى الجوى على الأراضى العراقية فى منطقة سنجار، موضحا أن الغارات تسببت فى سقوط ضحايا عراقيين وهى تمثل انتهاكا خطيرا للسيادة العراقية وهو ما يتنافى مع أحكام القانون الدولى ومبادئ حسن الجوار.

وحذرت الحكومة العراقية فى اجتماعها الاعتيادى، الثلاثاء، تركيا، من تكرار هذا التجاوز غير المبرر والذى قد يؤدى إلى خطوات تصعيدية تؤثر على جهود العراق والمجتمع الدولى فى الحرب ضد الإرهاب.

بدورها عبرت وزارة الخارجية العراقية عن رفضها واستهجانها للاعتداء العسكرى التركى على منطقة جبل سنجار شمال العراق، قائلة إنه خرق سافر للمواثيق والمعاهدات الدولية، ومبادئ حسن الجوار.

وأكد أحمد جمال، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية العراقية، فى بيان صحفى، أن هذا الفعل الذى مثل تجاوزا على السيادة العراقية، يعكس سياسة لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها، داعيا المجتمع الدولى لاتخاذ موقف حازم وحاسم تجاهه، وسيتبع العراق جميع الطرق القانونية والدبلوماسية وغيرها، لإدانة هذا الاعتداء، وضمان عدم تكراره.

فيما استنكر رئيس كتلة دولة القانون فى مجلس النواب العراقى الدكتور على الأديب، القصف التركى لقضاء سنجار فى محافظة نينوى واصفا إياه بالتعدى السافر على السيادة وتصعيدا خطيرا تجاه العراق.

ودعا رئيس كتلة دولة القانون النيابية بالبرلمان العراقى، فى بيان صحفى، الحكومة العراقية إلى تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولى ضد تركيا لانتهاكها وتدخلها بإصرار فى الشئون العراقية، واتخاذ إجراءات حازمة إزاء الشركات التركية العاملة فى العراق.

وأكد على ضرورة دعم القوى السياسية والشعبية لإجراءات الحكومة ومساندة مواقفها، للتعبير عن وحدة الموقف العراقى بوجه الاعتداءات الخارجية والانتهاكات المتكررة التى تقوم بها تركيا.

وقال الجيش التركى أمس الثلاثاء أنه نفذ ضربات جوية على أهداف لمسلحى حزب العمال الكردستانى قرب جبال سنجار بالعراق وفى شمال شرق سوريا لمنع الجماعة من إرسال أسلحة ومتفجرات لشن هجمات داخل تركيا.

وزعم الجيش التركى أن حزب العمال الكردستانى استخدم المنطقتين مرارا لنقل المسلحين والأسلحة والقنابل وأن المواد استخدمت فى هجمات على مواقع للجيش التركى ومن بين أحدثها تفجير فى مدينة ديار بكر بجنوب شرق البلاد.

فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة "تشعر بقلق عميق" إزاء الضربات الجوية التركية التى أستهدفت قوات كردية فى العراق وسوريا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر "نشعر بقلق عميق حيال شن تركيا ضربات جوية فى وقت سابق اليوم فى شمال سوريا وشمال العراق من دون تنسيق مناسب سواء مع الولايات المتحدة أو التحالف الدولى الأوسع لهزيمة داعش". وأضاف "لقد عبرنا عن هذا القلق للحكومة التركية مباشرة".

من جانبها أدانت كتل التغيير والاتحاد الوطنى الكردستانى والاتحاد الإسلامى الكردستانى والجماعة الإسلامية والحركة الإسلامية فى برلمان كردستان، قصف جبل سنجار من قبل المقاتلات الحربية التركية، مطالبة المجتمع الدولى بإيقاف تركيا.

وقتل 5 مقاتلين من البيشمركة كما أصيب 7 آخرون، فجر الثلاثاء، جراء غارات شنتها المقاتلات الحربية التركية على جبل سنجار، فيما أصيب 5 مقاتلين من وحدات حماية سنجار وقوات الدفاع الشعبى جراء القصف ذاته أيضا.

وقالت الكتل البرلمانية الخمس، فى بيان "مرة أخرى انتهكت مقاتلات الجيش التركى سيادة أراضى إقليم كوردستان، وقصفت مقرات البيشمركة والمقاتلين والأماكن العامة للمواطنين فى سنجار والمناطق الأخرى".

وإلى جانب إدانة القصف بشدة، وصفت الكتل البرلمانية الهجوم بـ"اللاإنسانى"، محملة الجيش التركى المسئولية عن "القتل والدمار والتوترات".