الغراب والنسر.. لمن المجد اليوم؟

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
تقول الصحف والمواقع الإخبارية، “إن سربا من الغربان قام بمهاجمة نسر وظل يطارده فى سماء مدينة كفر الشيخ يوم الأحد الماضى، ولم يجد النسر المسكين حلا سوى الالتجاء إلى مبنى المحافظة، بحثا عن الحماية".. البعض يرى أن الحكاية طريفة ومضحكة لكننى أعتقد أن  فى داخلها دلالات ومعنى كثيرة وخطيرة.
 
فى سنة 2015 فى مدينة سيبيك بولاية واشنطن الأمريكية التقط المصور "فو تشان" مجموعة صور غريبة لأحد الغربان واقفا بشكل ثابت فوق ظهر نسر أصلع طائر فى السماء، يومها استغرب المصور من ردة فعل النسر الذى بدا غير متأثر بالغراب الجالس على ظهره، واستمر فى التحليق كما أن شيئا لم يحدث.
 
ربما يفاجأ الكثيرون وأنا منهم، بمعلومة مهمة جدا، وهى أن الغراب لا يخاف من الصقور أو النسور، بل يلجأ دائما لمضايقتها بطرق شتى، خاصة فى حالتين، الأولى حماية لأبنائه الصغار، عندما يرى نسرا أو صقرا فى الأجواء القريبة من عشه فهو يظل يحوم حوله حتى يبعد النسر خارج منطقته، والمرة الثانية عندما يكون لدى النسر فريسة ما، فالغراب يظل يقترب منه ويبتعد عنه حتى يمل النسر من هذه الحركات المستفزة فيترك ما تبقى من فريسته ويغادر حينها يقترب الغراب ليحصل على ما تبقى منها.
 
العلاقة بين النسر والغراب غريبة حقا، لكن ما لفت انتباهي، أنه حسب كتب الحكايات القديمة لا يملك الغراب شخصية مستقلة، فهو دائما مغرم بتقليد الآخرين وصنع ما يصنعون، كما أنه دائما يفشل فى ذلك، تقول إحدى الحكايات "إن غرابين كانا يقفان على غصن شجرة، فشاهدا نسرا ينقض على قطيع من الغنم ويختطف "حملا صغيرا" ويطير به فى السماء، فقال أحد الغرابين "يا له من نسر بطل!.. لقد هزَّ قلوب الحملان كلها، بل هزَّ قلوب الرعاة! سأفعل مثلما فعل"، قال الآخر  "بماذا تفكر يا صديقى، أنت غراب ولست نسرًا، ليفتخر النسر بنفسه كنسرٍ، ولنعتز نحن بجنسنا كغربانٍ، لا يقلد النسر غرابًا، ولا يليق بالغراب أن يقلد نسرًا" بالطبع لم يستمع الغراب للنصيحة وهجم على أحد  الحملان، فعلقت قدميه فى "الصوف الغزير للخروف" ولم يستطع الطيران فانتبه إليه الراعى وأمسك به ووضعه فى قفص صغير وأهداه لابنه كى يلعب به. 
 
ما يقلقنى فى مطاردة الغراب للنسر شيء خطير، فهو يؤكد أن المجد لأنصاف الموهوبين وللطماعين، فالغراب جنس من الطيور تجذبه الأشياء اللامعة والملونة حتى لو لم يستفد منها بشكل مباشر، لذا ليس غريبا أن يجد الناس فى أعشاش الغربان قطع الصابون الملونة والأشياء المذهبة اللامعة، فقط من باب الطمع والأذية، والأزمة أن يكون المجد القادم للغربان.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يطارد مصطفى محمد.. ونانت يضع شرطًا مكلفًا لبيعه

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

ريبيرو يستفسر عن تطورات الصفقات الجديدة فى الأهلي قبل التحضير للموسم الجديد

الزمالك يصرف مستحقات اللاعبين الأسبوع المقبل


تعرف على الطرق البديلة عقب قرار غلق الطريق الإقليمى لمدة أسبوع

رضا سليم يُفضل العروض المغربية عن المحلية للرحيل عن الأهلي

اليوم.. نظر دعوى بطلان الحجز على ممتلكات إبراهيم سعيد

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

طلاب الثانوية العامة نظام قديم يؤدون اليوم امتحان الديناميكا


الجفاف يضرب العالم بقوة.. انخفاض مستوى المياه فى نهرى الدانوب وتيسا.. المكسيك تواجه طوارئ مائية.. مشاكل بالزراعة والطاقة فى ألبانيا.. فانكو بإيطاليا تظهر بمناظر قاحلة ومتشققة.. واستراتيجية أوروبية لإعادة المياه

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

أرسنال يرسم خارطة طريق التتويج بالدوري الإنجليزي عبر ميركاتو ناري

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

حسام أشرف لاعب الزمالك ينتقل إلى سموحة لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

الجهاز الفنى لمنتخب مصر تحت 16 سنة يختبر 36 محترفا

شاهد مران الإسماعيلى الأول تحت قيادة الجزائرى ميلود حمدى

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى