بابا الحوار فى"أرض السلام".. استنفار أمنى لتأمين الزيارة التاريخية.. بابا الفاتيكان يلتقى الرئيس والطيب والبابا تواضروس.. ويبعث برسائل المحبة لمواجهة الإرهاب.. ويداوى جراح "البطرسية" بقداس لإحياء ذكرى الضحايا

•• الأنبا يوحنا قلته: البابا فرانسيس أكد أن الشعوب تحتاج للسلام قبل حاجتها للخبز

•• يترأس بابا الفاتيكان قداس يضم 25 ألف مشارك باستاد الدفاع الجوى غدا

تعج جنبات قاهرة المعز بالفرح الشديد، وتظهر أكثر هدوءا، خلال استقبال رجل اتسم بالبساطة وحب الفقراء، إنه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الأرجنيتينى الجنسية المنتمى للعالم الثالث الذى حمل هموم الوقوف إلى جانب الدول النامية، إذ أن مصر، خلال يومى الزيارة، تعد محط أنظار العالم كله من خلال نقل فعاليات الزيارة التاريخية عبر كل وسائل الإعلام العالمية والمحلية والإقليمية.

وتشهد شوارع القاهرة، حالة من الاستنفار الأمنى بكل المناطق التى من المقرر أن يزورها البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، حيث إن الإجراءات الأمنية على أشدها لتأمين زيارة البابا، حيث تظهر الشوارع أكثر هدوءا من أى وقت آخر.

وقال الدكتور الأنبا يوحنا قلته، إن البابا فرنسيس الذى احتفل بعيد ميلاده الثمانين خلال شهر ديسمبر الماضى، ما زال يتمتع بالحيوية التى يغمرها دوما الأمل فى بناء إنسانية تمضى فى سياسة السلام، وأن يصبح اللا عنف أسلوب للحياة، بحسب تصريحات البابا نفسه الذى قال أيضا: "الحرب تبدأ من قلب الإنسان وكلنا مسئولون عن السلام وإعلان الحرب يبدأ من كل واحد منا".

وأضاف قلته أن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، بعيدا كل البعد عن كل مظاهر الترف ووضع نظاما فى الكنيسة يتسم بالبساطة لا الثراء والبذخ، مؤكدا أنه دائما ما يسهم فى مشروعات كثيرة لمساعدة شعوب العالم النامى التى تحاول اختراق دائرة الفقر، مشيرا إلى أنه دائما ما يقول إن الشعوب فى حاجة إلى السلام قبل حاجتها للخبز.

 وفى سياق متصل، كشف الأنبا كيرلوس، مطران كاثوليك أسيوط، أن كل البطاركة والكهنة الكاثوليك كانوا فى استقبال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان فى المطار، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تمثل أهمية كبرى فى دعم مؤسسة الفاتيكان ووقوفها إلى جانب مصر فى هذه الظروف التى تمر بها.

وأوضح أنه رجل يربو دائما إلى البساطة، وأنه رفض أن يقيم بقصر رئاسى أو سيارة مصفحة، قائلا: "هو رجل بسيط جدا فى حياته، كما أنه دائما ما يفعل الحاجة الضرورية فقط ويركز على هدف الزيارة فى السلام ومحاربة التطرف والإرهاب وتشجيع أبناء الكنيسة للظروف الصعبة التى يمرون بها".

ويأتى جدول أعمال زيارة بابا الفاتيكان كالآتى:

يلتقى بابا الفاتيكان الرئيس عبد الفتاح السيسي ثم لقاء شيخ الأزهر وحضور مؤتمر الأزهر العالمى للسلام ثم لقاء البابا تواضروس الثانى فى الكاتدرائية المرقسية.

وخصص اليوم الثانى للبابا فرانسيس غدًا السبت للقداس، والذى يقام باستاد الدفاع الجوى بالتجمع الخامس، حيث يصل البابا فرانسيس إلى الاستاد فى الساعة التاسعة والنصف صباحًا، ويدخل لتحية المواطنين الذين جاؤوا من جميع محافظات مصر، ممثلين للطوائف الكاثوليكية الست فى مصر، ويبلغ عدد الحضور 25 ألف مواطنا، منهم 2500 تقريبا سيتواجدون فى أرض الاستاد لمشاركة البابا القداس.

ومن المنتظر أن يدخل البابا فرانسيس إلى أرض الاستاد فى عربة جلبها خصيصًا معه، ورفض أن تكون مغطاة أو مصفحة، بل سيارة "جولف" مكشوفة يستطيع خلالها أن يرى المواطنين ويرونه، لما يحمله من معانى الأمن والسلام المتبادل.

ويعقب المرور بالسيارة بدء القداس على أرض الملعب، الذى تم إعداده بشكل كامل ليتناسب مع الحدث الكبير الذى تستضيفه مصر، حيث جهز بشكل يحمل ألوان تتعلق بالفاتيكان وبالعقيدة المسيحية.

ويؤدى البابا فرانسيس القداس، فى ساعة ونصف تقريبا، وتنقل الحدث جميع القنوات والصحف والمواقع المحلية والدولية، حيث تشرف إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة على الحفل بشكل كامل بالتنسيق مع الكنيسة الكاثوليكية.

وتأتى زيارة بابا الفاتيكان لمصر تضامنا مع مصر ومحبة لها، لدعمها فى مواجهة الإرهاب، الذى حاول الفترة الماضية النيل من مؤسسات الدولية الدينية والسياسية، حيث أعلنت الأجهزة الأمنية بكل قطاعاتها حالة الطوارئ القصوى بداية من أمس الخميس وحتى مغادرة بابا الفاتيكان من مصر عصر غد السبت، كما أن هناك حالة استعداد قصوى على كل المستويات التنظيمية لهذه الزيارة التاريخية التى سيتابعها العالم كله.

ونشرت الجهات المسئولة لافتات معبرة عن الحب والسلام الذى تكنه مصر على المستويين الشعبى والرسمى لبابا الفاتيكان الذى لُقب ببابا المصالحة التاريخية والتجديد، فى شوارع القاهرة لافتات للترحيب بالبابا فرنسيس تحمل صورته وشعار الزيارة، وهو «بابا السلام فى مصر السلام».