لسه الجرائد ممكنة.. السؤال: متى تموت الصحافة الورقية؟.. الإجابة: ليس فى المستقبل القريب والدليل: اليوم السابع فى شكلها الجديد.. الصحف المطبوعة تعانى لكن أمامها فرصة للبقاء إذا أراد لها أبناء المهنة التطوير

اليوم السابع
اليوم السابع
عمرو جاد

-  مواقع التواصل وارتباك سوق الإعلانات أضعفت المواقف المالية للمؤسسات "الورق" هو الضحية الأقرب

كان السؤال فلسفيًا، ثم أصبح واقعا تفرضه مخاوف المهنة: "هل ينتهى عصر الصحف الورقية فى العالم.. ومتى؟
 

قبل الإجابة يجب أن ننوه إلى ضرورة افتراض الصراحة والفهم فيمن يقومون على هذه الصناعة "صناعة الصحف" للتفرقة بين الاستسلام للهزيمة، والاعتراف بالأخطاء.. الهزيمة قد تفرضها ظروف قدرية طارئة يضعف الإنسان أمامها، بينما الأخطاء فواتير واجبة الدفع، بالتصحيح أحيانًا، والاعتراف بها قبل كل شىء.

 

اليوم السابع (1)

 

 

الإجابة عن السؤال السابق تقول أنه لا إجابة لدى البشر فى أمر يتعلق بمستقبل صناعة ما، لأنهم ببساطة لا يعلمون الغيب، وما فعلته "اليوم السابع" فى نسختها الورقية، تجربة تستحق التأمل وابتكار تخالطه التضحيات، ليس لأنها حاولت تجديد الشكل، بل لأنها أيضا اقتربت من الإجابة المستحيلة عن السؤال، واختارت مضمونًا "مجلاتيًا" فى ثوب يومى، بمعنى أنها تقدم الخبر وما وراءه، وما قد يلحق به من تبعات، وهذه لو تعلمون طريقة مرهقة للحفاظ على زبائنك دون أن تخسر صحتك أو تفقد أعصابك.

 

 

اليوم السابع (2)

 

 

ففى عشر سنوات مضت، أو أقل، فقدت فيها صناعة الصحف أعصابها حتى أنها  خسرت عددا من الإصدارات الورقية المهمة: السفير اللبنانية، الإندبندنت البريطانية، وأكبر صحيفتين فى اليونان، ومن قبلهم "نيوز ويك"، لكنها عادت مرة أخرى، ومع كل مطبوعة تندثر يبدأ الصراخ عن مستقبل الصحف ثم يهدأ لأن: "عندنا المواقع الإلكترونية ستعوض ما مضى" هكذا كان التبرير المريح، لكنه لا يطرح حلولًا تراعى مزاج فئة غير قليلة من القراء الذين لم يتمكنوا من التغلب على إدمان ملمس الورق "نقود أو صحف"، كذلك يتجاهل هذا التبرير آلاف العاملين الذين تعتمد أرزاقهم على الصحف الورقية. لكن ليس كل من أوقف إصداره المطبوع يتساوى فى تجاهل المزاج وأكل العيش، فالأوساط الصحفية الغربية تدوى كالنحل بحثا عن حلول، على عكس بعض الإصدارات العربية التى تنشغل بإيجاد أسرع طريقة لبيع الأصول، وأفضل مبرر لتسريح العاملين.

 

اليوم السابع (3)

 

 

تسريح العاملين؟.. نعم هذه قضية تترك ألما ظاهريًا فى إنسانيتنا وأخلاقنا، بينما باطنها يحمل دلالات أعمق: الفشل الاقتصادى، العجز عن النمو، الفقر فى الابتكار، وأيضا تتضمن ضعفًا فى الإيمان بهذه الصنعة التى كانت على مدار 150 عاما واحدة من أعظم إنجازات عصر التدوين، ستقول لى أن الأمر يتعلق بالإعلانات، حسنا، الإعلانات هى الأخرى صنعة تتأثر بالموضة واتجاهات الرأى العام ومزاج المواطنين "الزبائن"، لكن من الذى يخلق الرأى العام، طيب.. من الذى يشكل مزاج المواطنين، وفى النهاية من الذى لم يطور صنعته لتماشى الموضة وفضل على ذلك أن يترك سيارته القديمة تحترق، بينما يجلس متكئًا ليحلم بشراء سيارة جديدة؟.. إنهم صانعو الصحف فى العالم العربى.

 

 

اليوم السابع (4)

 

 

تلك السنوات العشر الماضية مرت كالطيف على صانعى الصحف وأبناء المهنة، ولما انتبهوا للحقيقة، كانوا كأهل الكهف لا يدرون كم لبثوا فى الظلام، لكن فى الخارج تفاصيل كثيرة قد تغيرت، جوجل ومواقع التواصل تمددوا كوحش عملاق لا يَرى سوى انعكاس ظله على بقية الكائنات الصغيرة، وحش  يزاحم الصحف والصحفيين فى مهنتهم، وأقواتهم ، وإعلاناتهم، وخلق لنفسه آلهة و دراويشًا ومريدين وكتائب، فكان أول ما التهمه الوحش هو بعض الإصدارات الورقية لأنها فقدت جزءا من رصيدها لصالح المواقع الإخبارية.

 

 

اليوم السابع (5)

 

 

نحن إذن أمام  صنعة تأكل نفسها وتقاوم التطور بالاختباء خلف "عادات القراء" وهى تحسب أنها تهرب للأمام، لكن المعلنين لأنهم يؤمنون بالأرقام فقط انتبهوا لذلك وبدءوا ينفقون أموالهم على الكيانات الجديدة لأنها الأرخص والأكثر انتشارًا، وتترك بعض الفتات للصحف الورقية، هذا ما عرفته "اليوم السابع" وعايشته من أول لحظة، وجربت عنصرا بعد عنصر، حتى انضبطت معادلتها وخرجت لنا بهذا الشكل الجديد، فأثبتت أن فى عمر الورق بقية، ويمكنه أيضا أن يجنى أرباحًا، فقط إذا قاوم الترهل بخلطة أكثر تطورًا وشبابًا.

 

 

اليوم السابع (6)

 

 

قد أبدو منحازًا لـ"اليوم السابع" فى امتداح تجربة تطوير العدد الورقى، وهو انحياز لا أنكره ولا أنكر عليك عدم تقبله، لكن دعنى أحكى لك قصة صغيرة: فى يناير من عام 2008  انطلقت اليوم السابع موقعا إليكترونيًا، بروح متلهفة لصدور الجريدة الورقية، وبعد أشهر من صدروها كنسخة ورقية أسبوعية، نبت فى صدرونا نحن سؤال على استحياء، هل سيكون منطقيا أن تتحول لصحيفة يومية خاصة وأن الموقع الإليكترونى ينمو أسرع من المتوقع، وظل السؤال دفينًا إلى أن جاءت لحظة الحقيقة بقرار تحويلها لنسخة يومية بجوار الإصدار الإليكترونى، وتحول السؤال إلى تحديًا للبحث عن الإجابة، وكلما تعاظمت الاستفهامات، نبتت الأفكار والحلول والإجابات.

 

 

اليوم السابع (7)

 

 

هذا الانحياز أيضا لا تحكمه المشاعر فقط، لأن التطوير الجديد الذى فرضته اليوم السابع على الشكل والمضمون، وألزمت به طاقمها التحريرى، رسالة أمل وقبلة شفاء على جبين مريض يتمنى له الجميع الموت ليرتاح، فالصحف الورقية فى مصر إما خاصة تعيش على الإعلانات والتمويل وبعض الحيل، أو حكومية تعيش على الديون، لكن كلاهما يجب أن يعيش فترة أطول لأن الاستسلام لهزيمة الموضة يعنى فتح الباب لهزائم قادمة تهدد وجود الصحافة نفسها كمهنة ورسالة، وهو ما تتمناه مواقع التواصل الاجتماعى لها لكى تصبح المتحكمة فى الأرباح والعقول دون رادع.. تجربة اليوم السابع مهمة وخطيرة لأنها أمل ومسئولية وخطوة تثبت أن التجارب الناجحة تموت أولا بغياب الإرادة والرغبة قبل أن تهلك بخروج الروح.

 

 

 
اليوم السابع (8)
 
اليوم السابع (9)
 
اليوم السابع (10)
 
اليوم السابع (11)
 
اليوم السابع (12)
 
اليوم السابع (13)
 
اليوم السابع (14)
 
اليوم السابع (15)
 
اليوم السابع (16)
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يتمسك باستمرار إمام عاشور ويرفض عرض الأخدود السعودى

اليوم.. الفصل فى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بالإيجار القديم

ريال مدريد يواجه دورتموند فى قمة أوروبية على بطاقة نصف نهائى مونديال الأندية

جلسة حاسمة بين فيريرا وجون إدوارد لتحديد ملامح الموسم الجديد للزمالك

باريس سان جيرمان يتحدى بايرن ميونخ فى نهائى مبكر بمونديال الأندية


موسم رحيل الأساطير فى ملاعب العالم.. شيكابالا ومعلول ومودريتش الأبرز

ملخص وأهداف مباراة بالميراس ضد تشيلسي فى كأس العالم للأندية 2025

ترامب مرحبًا برد حركة حماس: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام

المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

مسجد داخل أحد أقدم أديرة العالم.. دلالة خالدة على التسامح الدينى فى أرض سيناء.. دير سانت كاترين هنا صلى الرهبان وخدم البدو وسجد الجميع فى حضرة السلام.. وثيقة العهدة المحمدية ضمانة لحماية الرهبان واحترام العقيدة


الكلام يبدأ من 10 ملايين دولار.. الأهلى يفتح المزاد على وسام أبو على

كوليبالي يهاجم حكم مباراة فلومينينسي: الخسارة بهذه الطريقة عار

شيكابالا أحدث أبطال فيلم "كابتن بدرجة إعلامى فى ملعب الفضائيات" بعد الاعتزال

تصل إلى الحبس 7 سنوات.. عقوبة تنتظر السائق المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى

3 حالات يجوز فيها للطفل الحصول على معاش شهرى.. تعرف عليها

مواعيد مباريات اليوم السبت 5 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

الإسماعيلى ينتظر خطابا رسميا من فيفا برفع القيد من أجل قيد الصفقات

قدم الآن.. فرص عمل فى تأمين محطات المترو بمرتبات تصل لـ10 آلاف جنيه

الصور الأولى من زفاف ابنة محمد فؤاد.. وهانى رمزى أول الحاضرين.. صور

تعرف على أول تعديل فى لائحة الدورى المصرى الجديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى