هل تنهار العملية السياسية فى سوريا عقب التصعيد الأمريكى؟.. تدخل واشنطن عسكريا يقوض جهود الحل ويدفع دمشق لعرقلة المفاوضات.. قصف ترامب لحمص بعد 3 أسابيع من إسقاط مقاتلة إسرائيلية يؤكد: أمن تل أبيب أولا

ترامب وبوتين والقصف الصاروخى الامريكى لسوريا
ترامب وبوتين والقصف الصاروخى الامريكى لسوريا
كتب أحمد جمعة

دخلت الأزمة السورية مرحلة جديدة من التصعيد العسكرى بين القوى العظمى، عقب الاستهداف الصاروخى الأمريكى لمطار الشعيرات جنوب شرق حمص، بعد اتهامات المعارضة السورية لقوات الجيش بشن غارات جوية استخدم خلالها السلاح الكيماوى على بلدة خان سيخون فى مدينة إدلب.

 

ويعتبر التحول فى الاستراتيجية الأمريكية نحو التصعيد العسكرى بعيدًا عن الدبلوماسية أمر مقلق للغاية، فى ظل تعثر مفاوضات السلام المتعثرة فى جنيف وفشل مفاوضات أستانة فى وقف إطلاق النار والتصعيد العسكرى الأخير فى سوريا، وهو ما يمكن أن يدفع الأطراف الداعمة لبشار الأسد لعرقلة أى عملية سياسية فى المستقبل.

 

وأجمع عدد من المراقبين، على أن الجريمة التى استهدفت مدنيين أبرياء فى بلدة خان شيخون عبر السلاح الكيماوى مرفوضة، مؤكدين على أن الضربات الصاروخية الأمريكية ستؤدى لتعقيد المشهد السورى على المستوى والسياسى والعسكرى فى ظل تمسك أمريكا وروسيا برؤيتهم للحل فى سوريا التى تنزف منذ 7 سنوات.

 

ووجهت واشنطن عبر الضربات الصاروخية الأمريكية إلى مطار الشعيرات فى حمص رسالة شديدة اللهجة إلى كافة الأطراف فى سوريا، ولاسيما حكومة دمشق حول رفضها لاستهداف المدنيين بالسلاح الكيماوى، على الرغم من عدم تحقق الأطراف الدولية من الجهة التى استخدم السلاح الكيماوى فى إدلب، وهو ما كشفت عنه منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التى أكدت أنها فتحت تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث.

 

وعلى الرغم من ترحيب غالبية دول الخليج والأردن بالضربات الصاروخية الأمريكية جاء التعليق المصرى متزن وحكيم فى ظل حالة انعدام المعلومات المؤكدة حول طبيعة ما جرى فى بلدة خان شيخون، حيث أكدت القاهرة على أهمية تجنيب سوريا ومنطقة الشرق الأوسط مخاطر تصعيد الأزمة، وذلك حفاظا على سلامة شعوبها، مطالبة بسرعة العمل على إنهاء الصراع العسكرى فى سوريا حفاظا على أرواح الشعب السورى ومقدراته، من خلال التزام كافة الأطراف السورية بالوقف الفورى لإطلاق النار، والعودة إلى مائدة المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

وأوضحت وزارة الخارجية، أن مصر تتابع بقلق بالغ تداعيات أزمة "خان شيخون" التى راح ضحيتها عشرات المدنيين السوريين الأبرياء بتأثير الغازات السامة المحرمة دوليا، وما ترتب على ذلك من تطورات خطيرة.

 

ودعت مصر، من خلال بيان لوزارة الخارجية، اليوم الجمعة، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية إلى التحرك الفعال على أساس مقررات الشرعية الدولية، وما تتحلى به الدولتان من قدرات، لاحتواء أوجه الصراع والتوصل إلى حل شامل ونهائى للازمة السورية التى تفاقمت على مدار السنوات الست الماضية، وتكلفتها الباهظة فى الأرواح، وتشريد المواطنين السوريين واتساع رقعة التدمير، مؤكدة على أنه الأمر الذى بات ملحا لإخراج سوريا من المنزلق الخطير الذى تواجه، وذلك انطلاقا من مسئولياتهما تجاه حفظ السلم والأمن الدوليين.

 

وجاء العقاب الأمريكى لقوات الجيش السورى بعد ثلاثة أسابيع من إعلان القيادة العامة للجيش السورى، إسقاط طائرة إسرائيلية وإصابة آخرى خلال غارات لتل أبيب على سوريا، فيما نفى الجيش الإسرائيلى تضرر أى طائرة له.

 

البيان الصادر عن الجيش السورى، أكد على إقدام 4 طائرات للعدو الإسرائيلى فجر 17 مارس الماضى، على اختراق المجال الجوى السورى فى منطقة البريج عبر الأراضى اللبنانية واستهدفت أحد المواقع العسكرية على اتجاه تدمر فى ريف حمص الشرقى.

 

وأضاف البيان: "تصدت المضادات الأرضية للطائرات الإسرائيلية وأسقطت طائرة داخل الأراضى المحتلة وأصابت أخرى وأجبرت الباقى على الفرار".

 

ويربط مراقبون بين التحرك العسكرى الأمريكى بالمصالح الإسرائيلية فى المنطقة التى تستند على إضعاف الجيوش العربية فى المنطقة، ولاسيما الجيش السورى لإضعافه لتحقيق مصالحه وأجندتها فى المنطقة منها ضم هضبة الجولان إلى إسرائيل، وهو التحرك الذى تجلى فى اجتماعات الحكومة الإسرائيلية أبريل 2016 فى هضبة الجولان.

 

ولا شك أن التحرك العسكرى الأمريكى فى سوريا سيدفع المحور السورى – الروسى - الإيرانى لعرقلة أى عملية سياسية فى المستقبل والتأكيد على ضرورة مكافحة الإرهاب فى الوقت الراهن بعيدًا عن أى عملية سياسية للحل فى البلاد، وهو النهج الذى سيزيد معاناة أبناء الشعب السورى وسط وجود عدد كبير من الأجندات الإقليمية والدولية فى سوريا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التصعيد مفتوح إلى دورى محترفين اليد من الشباب

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد القوة البحرية لحماس شمالى قطاع غزة

بعد زوبيميندي.. أرسنال فى طريقه لحسم صفقة جيوكيريس

أبطال فيلم الشاطر بطولة أمير كرارة يتصدرون البوسترات الدعائية وعرضه 16يوليو

النيابة العامة تنشر مرافعتها فى قضية سفاح المعمورة.. فيديو


من هو المهدي سليمان الوافد الجديد للزمالك من بوابة "الثلاث خشبات"؟

أحمد السقا وأحمد فهمى يحضران لفيلم سينمائى جديد يجمعهما بـ عمرو سعد

يوفنتوس يعود للتدريبات 24 يوليو استعدادا للموسم الجديد ويواجه دورتموند وديا

بابا الفاتيكان يعين قائدا جديدا لحماية الطفل لمكافحة الإساءة الجنسية

محمد صلاح يزين قائمة أفضل 10 صفقات في تاريخ كرة القدم


شاهندة المغربى تدير مباراة السنغال والكونغو فى أمم أفريقيا للكرة النسائية

وزيرة التضامن: 1.2 مليون مواطن يستفيدون من برامج التمكين الاقتصادى

الداخلية تضبط 48 سائقا لتعاطيهم المخدرات على الطريق الإقليمي

إيقاف 7 مهندسين بسبب بناء جسر بزاوية 90 درجة فى الهند.. فيديو

بي اس جي ضد الريال.. إنريكي يتسلح بالتاريخ لعبور الملكي في المونديال

بعد أحمد وأحمد.. فيلما الشاطر والجواهرجي ينافسان في موسم صيف 2025

تنسيق التمريض.. فتح باب التقديم للمدارس الثانوية الفنية للتمريض 2025-2026

ضجة تسونامى المزعومة.. لماذا يثير البحر المتوسط قلقاً غير مبرر؟.. الموج العالى وظهور القرش ظواهر طبيعية لا علاقة لها بالكوارث.. والنشاط الزلزالى طبيعى ولا ينذر بكارثة وشيكة.. والوعى العلمى خط الدفاع ضد الشائعات

ريبيرو يرفض صفقات تدعيم الجبهة اليمنى للأهلى بسبب هانى وعمر كمال

صراع نارى على التتويج بجائزة هداف كأس العالم للأندية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى